تقرير: قطاع الأسمنت السعودي يعتمد على الدعم الحكومي
مشروعات حكومية ضخمة بقيمة ٣٨٥ مليار دولار أمريكي قيد التخطيط
 تاريخ النشر : الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٢
كشفت شركة الراجحي المالية، شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية التابعة لمصرف الراجحي في المملكة العربية السعودية، في تقرير بحثي مستفيض عن تفاؤلها بمستقبل أداء قطاع الأسمنت السعودي الذي استفاد من رخص أسعار المواد الخام والدعم الحكومي لأسعار الوقود. وتوقّعت الشركة استمرار النمو القوي لهذا القطاع وارتفاع استهلاك الأسمنت في المستقبل القريب. وقد رفع التقرير الجديد عدد الشركات التي تغطيها إدارة البحوث في الشركة ليبلغ عددها ٢٦ شركة.
وقد أوضح التقرير الذي حمل عنوان «الاعتماد على الدعم الحكومي»، أن التوقعات المتفائلة لمستقبل قطاع الأسمنت السعودي تستند إلى مشاريع البنى التحتية الجديدة التي تخطط الحكومة لتنفيذها حتى عام ٢٠١٤، والبالغة قيمتها ٣٨٥ مليار دولار أمريكي، مشيراً إلى أن الإنفاق الحكومي سوف يواصل تشكيل الحافز الرئيسي لازدهار هذا القطاع على المدى المتوسط.
أسهم شركات الأسمنت
قدَّر التقرير معدل النمو السنوي المُرَكَّب لعائدات أسهم شركات الأسمنت الخمس التي اختار التقرير دراستها بنحو ٩% بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٥. ونصح التقرير «بزيادة المراكز» في أسهم كل من شركات الأسمنت العربية وأسمنت اليمامة وأسمنت الجوف في المحافظ الاستثمارية، بأسعار مستهدفة تبلغ ٧٨ و٦١ و٢١ ريالاً سعودياً على التوالي لتلك الأسهم. وأشار إلى أن تلك الشركات تستفيد من آفاق نمو مرتفع وعائدات قوية وقرب مصانعها من مراكز الطلب، إضافة إلى الارتفاع النسبي في مستوى الشفافية. وصنَّف التقرير أسهم شركات أسمنت السعودية وأسمنت القصيم تحت درجة «محايد»، بأسعار مستهدفة بلغت ٩٨ و٨٤ ريالاً سعودياً على التوالي، مشيراً إلى أن العوامل الايجابية لتلك الشركات قد انعكست بالفعل على أسعار الأسهم.
طلب قوي
توقع التقرير نمو الطلب المحلي على الأسمنت بمعدل سنوي مركب يبلغ ٦% حتى عام ٢٠١٥، وأشار إلى أن الحافز الرئيسي وراء هذا النمو يتمثل في الأولوية التي منحتها الحكومة لمشاريع البنى التحتية وزيادة الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية والمرافق الخدمية العامة. وأوضح أن الحكومة أعلنت كذلك اعتزامها بناء ٥٠٠ ألف وحدة سكنية جديدة، في إطار خطة تشمل جميع أنحاء المملكة وتعزز الاستثمارات العقارية لتلبية الاحتياجات السكنية للأعداد المتزايدة من شريحة الشباب في المجتمع السعودي. وسوف يوفر هذا التحرك طلباً مستمراً على الأسمنت على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، وخاصة أن استهلاك الأسمنت قد ارتفع بنسبة ١٤% سنوياً عام ٢٠١١ مقارنة مع ١٠% عام ٢٠٠٨.
وفي سياق تعليقه على النتائج التي توصل إليها التقرير، قال الدكتور صالح السحيباني، مدير إدارة البحوث في شركة الراجحي المالية: «تعتبر معدلات نمو قطاع الأسمنت السعودي الأعلى من نوعها في دول مجلس التعاون الخليجي، بينما تعتبر الزيادة القوية في صافي أرباح الشركات المنتجة تشغيلية وناجمة عن زيادة إنتاج الأسمنت وقوة الطلب في السوق المحلية»، وأشاد الدكتور السحيباني بالجهود التي تبذلها الحكومة لدفع أسعار الأسمنت إلى الاستقرار في المملكة.
الربحية المستدامة تعزز جاذبية القطاع
تعتبر هوامش صافي أرباح قطاع الأسمنت (بإجمالي ٤٧%)، الأعلى من نوعها بين كبرى القطاعات في السوق السعودية. واستقطب هذا الهامش الربحي المرتفع بالتزامن مع الدعم الحكومي لأسعار الوقود، والتي تشكل ٣٥% من إجمالي كُلفة الإنتاج التي تقارب ١١٤ ريالاً سعودياً للطن الواحد من الأسمنت، العديد من اللاعبين الجدد لممارسة النشاط. يذكر أن أسهم هذا القطاع حافظت على معدلات مرتفعة من العائد على الأسهم والأصول على حد سواء، حيث بلغ معدل ربحية الشركات الخمس موضوع التقرير ٢٠%، بينما حققت شركة أسمنت القصيم أعلى هامش ربح صافي عام ٢٠١١.
تحديات القطاع
أشار التقرير إلى تقدم ١١ من أصل ١٤ شركة أسمنت سعودية بطلبات لزيادة حصصها من الوقود لتلبية احتياجات توسعة خطوط إنتاجها وزيادة طاقاتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتنامي على الأسمنت عموماً وفي المنطقتين الوسطى والغربية بصفة خاصة.
ولا تزال تلك الشركات بانتظار الموافقة على زيادة حصصها من الوقود الذي توفره شركة أرامكو السعودية، مورد الوقود الحصري لهذا القطاع. ويهدد دخول لاعبين جدد للساحة، وحظر الحكومة تصدير الأسمنت وتحديدها لسقف أسعار الأسمنت بمبلغ ٢٨٠ ريالاً سعودياً للطن، بظهور طاقة إنتاجية فائضة، إلا أنّ العرض سيظلّ ندّاً قوياً للطلب حتى عام ٢٠١٥ على الأقل. وتشير توقعات النمو إلى ارتفاع الطاقة الإنتاجية إلى ٦٦ مليون طن بحلول عام ٢٠١٥.
وذكر التقرير أن معظم شركات الأسمنت السعودية تفتقر إلى الشفافية والإفصاح، ما قد يؤثر سلباً في قدرتها على استقطاب علاوات على أسعار أسهمها، ويُصَعِّب حصول المساهمين والمستثمرين المحتملين على المعلومات.
آفاق المستقبل
توقعت شركة الراجحي المالية أن تحوم أسعار النفط حول ١١٢ دولاراً أمريكياً للبرميل، وأن تسهم عائدات تصدير النفط في نمو الاقتصاد السعودي بمعدل ٤.٤%. ورغم أن تذبذب أسعار النفط قد يفرض ضغوطاً على الخطط الحكومية للاستثمار في مشاريع البنى التحتية، توقعت شركة الراجحي استمرار النمو القوي لقطاع الأسمنت ومستويات الطلب على منتجاته في المستقبل القريب، ما يجعله فائق الربحية.
.
مقالات أخرى...
- مصفاة صينية تتوقف عن شراء المكثفات الإيرانية
- فاو: تراجع أسعار الغذاء العالمية للشهر الثاني على التوالي
- إنشاء شركة خليجية مشتركة للاستثمار في المجال الزراعي
- تقرير: ١.٥ تريليون دولار إجمالي الناتج المحلي لدول الخليج
- «ستاندرد اند بورز» تهدد بخفض تصنيف الولايات المتحدة
- تطوير الطرق بين مصر والسودان لدعم حركة الركاب والبضائع
- وزير الطاقة يستقبل وفداً من شركة سولمن لمقارنة كفاءة إنتاج الطاقة
- مبيعات السيارات في الصين ترتفع بنسبة ٢٢.٦% في مايو
- نمو السياحة في قطر ٢٢% خلال الربع الأول من ٢٠١٢
- ارتفاع طفيف للمؤشر السعودي بداية الأسبوع
- شروط «مؤسسة النقد السعودي» تغلق ٩٥% من شركات الصرافة في مكة
- السعودية تستثمر ٢٣٠ مليون دولار في ٣ مشاريع مصرية
- «بتروكيميا» السعودية توقّع توريد وإنشاء مصنعها في الجبيل
- بنوك إسبانيا بحاجة إلى ٤ مليارات يورو
- الدول العربية تطالب باعتماد لغتها رسميا في منظمة التجارة العالمية
- (BCG) تؤكد ارتفاع قيمة الأصول العالمية إلى ١٢٢ تريليون دولار
- وزير الطاقة يفتتح مشروع المستودع الجديد لشركة تطوير للبترول
- «سيمينا القابضة» تحقق إجمالي إيرادات ٤٦.٤ مليون دولار في ٢٠١١
- لقاء تشاوري ثانٍ لقطاع التدريب وتنمية الموارد البشرية الأربعاء