اتسمت نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لمملكة تايلاند الصديقة للمشاركة في «المنتدى الاقتصادي العالمي لشرق آسيا»، بتعدد المكاسب الإيجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأثمرت عن تحقيق العديد من الأهداف التي تدفع نحو تعزيز علاقات التعاون بين مملكة البحرين ومملكة تايلاند، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة للتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، وبما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.

وأظهرت الزيارة وما تخللها من اجتماعات عقدها سموه مع كبار المسئولين التايلانديين، إلى جانب مشاركة سموه كضيف شرف رفيع المستوى في المنتدى الاقتصادي العالمي لشرق آسيا، مدى ما تتمتع به مملكة البحرين من مكانة واحترام دولي واقليمي، كما أنها توافقت مع الرؤية التي يتبناها سموه تجاه دعم سياسة مملكة البحرين الخارجية من خلال تعزيز أواصر التعاون مع مختلف دول العالم، والبحث باستمرار عن الفرص المتاحة لتشجيع وجذب الاستثمارات الخارجية التي تسهم في خدمة منظومة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة في القطاعات كافة.

وشكلت الزيارة فرصة مواتية لبحث مسار التعاون البحريني ـ التايلاندي، والذي شهد في الآونة الأخيرة تقدما ملحوظا، نتيجة للمتابعة المستمرة من الجانبين، بهدف استكمال جوانب التعاون لتشمل مجالات جديدة تسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتفتح مجالات جديدة للتعاون عبر استثمار الامكانات المتاحة، وتشجيع القطاع الخاص في البلدين على الدخول في مشروعات مشتركة تدعم الأنشطة الاستثمارية والسياحية، وغيرها.

وكان من أبرز نتائج الزيارة أنها أعطت مزيدًا من الزخم في العلاقات بين مملكة البحرين ومملكة تايلاند من خلال اللقاءات التي عقدها سموه مع السيدة «ينجلوك شيناواترا» رئيسة وزراء مملكة تايلاند، وخاصة أنها جاءت بعد أقل من شهر على زيارتها لمملكة البحرين في مايو الماضي، إلى جانب مجموعة من الاجتماعات التي عقدها كبار المسئولين المرافقين لسموه مع نظرائهم التايلانديين.

ولقد تمخض عن جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها سموه مع رئيسة وزراء تايلاند العديد من مذكرات التعاون التي من شأنها منح العلاقات البحرينية ـ التايلاندية مزيدًا من النمو والازدهار، الأمر الذي يصب في صالح شعبي البلدين الصديقين، ومن بينها:

} الاتفاق على العمل من خلال اللجنة البحرينية التايلاندية المشتركة والمجلس المشترك لرجال الاعمال بين البلدين على تفعيل التوافقات التي تم التوصل اليها في الاجتماعات السابقة للجانبين.

} الاتفاق على العمل المشترك بين البلدين من أجل الدفع بالتعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة الآسيان.

} مناقشة الاجراءات المتعلقة بالامن الغذائي واللحوم الحية والاستزراع السمكي بما يكفل تأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية في البحرين والاستفادة من التجربة التايلاندية في هذا الشأن.

} بحث أن تكون مملكة البحرين مركزا لتوزيع المنتجات التايلاندية المختلفة في المنطقة.

} الاتفاق على العمل على الاستفادة من المؤسسات المالية والمصرفية البحرينية في المجالات المختلفة، ومنها تمويل الصكوك والمستندات الاسلامية التايلاندية باسعار تنافسية، وفي انشاءالمؤسسات المالية المصرفية الاسلامية في تايلاند.

} الاتفاق على تفعيل مذكرات التفاهم المشتركة التي تمّ توقيعها بين البلدين.

} الاتفاق على عقد اجتماع اللجنة البحرينية التايلاندية المشتركة في بانكوك خلال شهر أكتوبر القادم لتفعيل جميع الخطوات والتطلعات، التي تخدم التوجه الاقتصادي للبلدين الصديقين.

إن زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لمملكة تايلاند شكلت إضافة مميزة للعلاقات بين البلدين الصديقين، ومنحتها دفعة قوية نحو تحقيق مستويات متقدمة من التعاون والتقدم على مختلف الأصعدة بما اشتملته من برنامج حافل، كان محوره الرئيسي التعاون المثمر انطلاقا مما يجمع بينهما من أسس متينة وراسخة تقوم على الود والاحترام المتبادل، والرغبة الصادقة من قيادتي البلدين في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.