الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٠ - الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


«ألمانيا وهولندا» والعداوة التاريخية لا تنتهي





باريس - أ ف ب: روسيا ضد بولندا وانجلترا ضد فرنسا والمانيا ضد هولندا. تعود الرواسب الجغرافية-السياسية والرياضية إلى مواجهة الدور الاول في كاس أوروبا ٢٠١٢ لكرة القدم لعدة عقود ماضية. سيلتقي اليوم المنتخب الهولندي بطل عام ١٩٨٨ مع جارته اللدود المانيا بطلة المسابقة ثلاث مرات أعوام ١٩٧٢ و١٩٨٠ و١٩٩٦ على وقع المواجهات التاريخية التي اشتعلت ابتداء من نهائي كأس العالم ١٩٧٤. اصر الاستراتيجي العسكري البروسي كارل فوز كلاوسيفيتز في ايامه ان «الحرب ليست سوى استمرارا للسياسة بوسائل مختلفة»، في حين أعتبر الكاتب البريطاني جورج اورويل ان الرياضة العالمية هي: «الحرب ناقص التسديد».

يقول الكاتب إن: «الرياضة الجدية لا علاقة لها باللعب النظيف... انها مرتبطة بالكراهية والغيرة والتفاخر وتجاهل جميع القواعد والمتعة السادية في مشاهدة العنف». هذه الصفات تنطبق على لقاءات هولندا والمانيا التي تكون عادة بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية. قلب دفاع المانيا ماتس هوملز الذي قدم اداء رائعاً في مباراة البرتغال الاولى (١- صفر)، قال إن الهولنديين سيحاربون للتأهل من «مجموعة الموت»، ليس فقط لانهم يواجهون عدوا قديما بل لخسارتهم الافتتاحية امام الدنمارك.

يعود البعض إلى ذكريات الحرب العالمية الثانية عندما احتلت المانيا النازية هولندا مدة خمسة اعوام. مباراتان ذكرتا بان التاريخ لا يزال عالقا في الاذهان وبأن الهولنديين لم يبلعوا بعد بطش الالمان بهم. بعد نهائي كأس العالم ١٩٧٤ عندما خسرت هولندا على ارض المانيا ٢-١ في النهائي، كان لاعب وسط المنتخب البرتقالي فيم فان هانيغيم معبراً: «لقد قتلوا النازيون والدي، شقيقتي وشقيقي. أنا اكرههم». بعد ١٤ سنة، تواجها مجدداً في نصف نهائي كأس أوروبا ١٩٨٨ في مدينة هامبورغ، وبهذه المناسبة رفعت في المدرجات لافتات كتب عليها: «جدتي، لقد وجدت دراجتك»، في إشارة إلى مصادرة القوات النازية للدراجات خلال احتلالهم هولندا.

لكن حارس هولندا هانز فان برويكيلين قال: «أنا سعيد لمنح هذه الهدية إلى الجيل القديم، الذي عاش خلال الحرب»، اما المدرب رينوس ميتشلز فقال: «احرزنا اللقب، لكن الكل يعرف ان نصف النهائي كان بمثابة النهائي الحقيقي». رفعت المانيا لقب كأس أوروبا عام ١٩٨٠ حيث هزمت هولندا في طريقها، فاسف النجم الالماني كارل-هاينتس فورستر: «يكرهوننا اكثر مما نكرههم». أستمر الصراع في كأس العالم ١٩٩٠ عندما صفر جمهور الفريقين اثناء عزف النشيد الوطني لكل بلد، قبل ان يتعارك رودي فولر وفرانك ريكارد ويطردا على وقع بصقة طائرة من ريكارد نحو المهاجم الثعلب. لقد اصبحت هولندا امام خطر الخروج من الدور الاول لكأس أوروبا الحالية بعد خسارتها امام الدنمارك، واذا كانت تقبل بالخروج المبكر، من الافضل ان يكون امام جميع المنتخبات باستثناء المانيا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة