الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٣ - السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

السعيدي في خطبة الجمعة:

لا تهميش للمواطن المخلص





تحدث خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى فضيلة الشيخ جاسم السعيدي عن الحيرة التي تصيب المؤمن في آخر الزمان وكيف ينكر المعروف ويعرف المنكر ويؤمن الخائن ويخون الأمين ويجرم البريء ويبرأ المجرم وما ينبغي للمؤمن أن يفعله في هذا الزمان وهذه الفتن، مؤكدا فضيلته أن ما يحصل في البحرين هو نتيجة تراكمات سابقة لأخطاء لم تجد من يردعها ومن ينكرها أو يعترض عليها، فسارت الأمور ومرت السنون حتى أصبحت من المسلمات والعادات والإنكار عليها هو من المنكرات والمحظورات والتعدي على الخطوط الحمراء، كما تحدث فضيلته عن التهديد الذي أطلقه علي سلمان بمواجهة قوة الدفاع واستخدام القوة الكاملة ضدها وتحريك الجموع عبر فتوى تحرق الأخضر واليابس، وهو التصريح الذي يؤكد اعتزازهم بجميع الجرائم التي وقعت على رجال الأمن ويؤكد في الوقت ذاته مقولة أنهم دولة في داخل دولة بجميع مكوناتها بما فيها الجيش، الأمر الذي يضع على عاتق الدولة المسئولية الكبرى في مواجهة هذه التحديات وأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، فهذا لا يجرؤ على التفوه بهكذا تصريحات إلا بعد حصوله على الضوء الأخضر من داعميه وعلى رأسها أمريكا بدلالة التصريحات الأمريكية حول البحرين وضرورة الاستجابة لمطالب الخونة والمجرمين والعملاء وإطلاق سراحهم، مؤكدا فضيلته أنه من الواجب على الشعب البحريني أن يوصل صوته إلى العالم وأن يسمعهم ما تريد بعض الأطراف كتمانه ليعلموا أن الشعب يرفض تمثيله على طاولات يباع فيها الوطن ويشترى.

وتابع فضيلته «لم يعد التهديد بمولوتوف ولم يعد التهديد بصناعة القنابل والمتفجرات وإرهاب الناس بها بل تجاوز التهديد اليوم للاستعداد لمقارعة جيش الدولة الذي يعدّ ثابتا من ثوابتنا ومنجزا من منجزاتنا الوطنية التي نفتخر بها كما يفتخر أي مواطن شريف في العالم بقوات بلده، أما الخونة والمجرمون والعملاء فهم وحدهم من يبغض الجيش وهم وحدهم من يهدد بمواجهته، ومع ذلك كله يظهر لنا من المسئولين من يريد أن يستغفلنا ومن يريد أن يضحك على عقولنا مستخفّا بنا ليقول إننا مازلنا أحبابا ومازلنا إخوة ومازالت هناك مودة ولا ينبغي تعريتهم أو مهاجمتهم وممنوع علينا الرد عليهم مهما فعلوا أو قالوا، ولكننا نقول لمثل هؤلاء المسئولين إن لغتكم هذه لا تصلح معنا فنحن لسنا أداة تحرك منكم ولم ولن نتحرك إلا بدافع عقدي ووطني ولا يدفعنا لبذل أرواحنا رخيصة إلا ذلك لنكون ممن قال فيهم الله عز وجل: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ? مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى? يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى? نَصْرُ اللَّـهِ ? أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ».

واستطرد فضيلته «المتابع يجد أن تصريحات هذا الجبان المتكسر جاءت متزامنة مع الضغوط الأمريكية التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها على الدولة، وهذا ما صرح به مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي علنا، فالإفراج عن الخونة والإرهابيين في مقابل إيقاف التخريب والمولوتوف والجلوس على طاولة حوار يقدم من خلالها التنازل تلو التنازل لمن قال ارحلوا ويسقط النظام واسحقوهم، وكما تم تسليم العراق إلى أذناب إيران هناك يريدون أن يسلموا البحرين إلى أذناب إيران هنا وأنى لهم ذلك، فتهميش المواطنين المخلصين مرفوض واقتصار الشعب البحرين في فئة معينة وجمعيات معينة هو مرفوض كذلك، فغالبية الشعب هي من الفئة الصامتة التي نفضت عنها غبار الصمت المطبق لعقود مضت وقالت كلمتها حينما أحست بالخطر في تجمع الفاتح الحاشد الذي ثبت قواعد الوطن وأثبت للرأي العام العالمي أنه هو شعب البحرين لا كما يدعي الخونة والمجرمون وأذناب إيران وعملاؤها، ولذلك يجب أن تعلم أمريكا أننا واعون، ويجب أن تعلم الحكومة أننا موجودون وأننا قادرون وأننا رافضون لأي عملية من شأنها تقديم التنازلات للخونة والمجرمين فلا مصالحة ولا حوار على دماء الأبرياء الذين سقطوا نتيجة إرهاب الخونة ومؤامرتهم الدنيئة ضد مملكة البحرين، فنحن لن نخنع ولن نصمت وكما يتحدثون باسم الحرية سنتكلم باسم الحرية وسنهاجمهم بنفس السلاح الذي يهاجموننا به، وسنرخص أرواحنا فداء لهذا الدين وهذا الوطن وقيادته وشعبه مستذكرين قوله تعالى: «إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَى? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ?يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ? وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ? وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ ?فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ? وَذَ?لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».

وواصل فضيلته «ولذلك نقول: طالما أن الجهات الرسمية عاجزة عن إيصال صوتنا يجب علينا نحن كمؤسسات مجتمع مدني وكمواطنين أن نوصل صوتنا رافضين ومنددين بالتدخلات الخارجية التي تريد أن تسلم البلاد لخونة البلاد وبائعيها وليعلم مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أنه كما رفضت أمريكا قطعا التفاوض مع من تسميهم الإرهابيين فإننا كذلك نرفض رفضا قاطعا التفاوض مع الخونة والإرهابيين الذي عاثوا في بلادنا الفساد، وليعلم مسئولونا أنه اذا لم يستفيدوا من الدرس ويطبقوا شرع الله في أرضه فإن الكرة ستعود كما هددوا وقد لا تسلم الجرة هذه المرة وكما حصل في العراق وسوريا سيكون في البحرين لا سمح الله، وأقول قوله تعالى: «فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ? وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللَّـهِ ? إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة