«عند الشدائد يعرف الرجال».. تلك كلمة خالدة لطالما رددها الناس في وصف من وقف معهم في المحن والشدائد، ولكن هناك رجال نادرون يعرفهم الناس في كل الأوقات، في الشدة والرخاء، في الأمن والخوف، في الفرح والحزن، وفي كل الأوقات.. والأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله من هؤلاء الرجال الذين عرفتهم مملكة البحرين في كل الأوقات، فكان أعز الرجال لأعز الأوطان، وكان أكرم الرجال لأكرم الناس، وأطيب الرجال لأطيب الشعوب.

مملكة البحرين أحبت الأمير نايف رحمه الله، وقد بادلها الحب والرعاية، وكانت له مواقف مشهودة وكريمة مع مملكة البحرين، والجميع لا ينسى ولن ينسى وقفته الشجاعة مع مملكة البحرين حينما قال: «إن أمن واستقرار البحرين لا يتجزأ عن أمن واستقرار السعودية، ودعا الشعب البحريني إلى الحفاظ على مكتسباته وبرنامج التحديث والإصلاح الذي يقوده الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والامتثال إلى صوت الحكمة والحوار» وتلك هي الوصية الخالدة التي أوصى بها الأمير نايف شعب البحرين المخلص دائما وأبدا.

الأمير نايف رحمه الله من دعاة الاتحاد الخليجي، ومن دعاة الأمن والاستقرار وسيادة الدول واستقلاليتها، ويحسب له العديد من المواقف الشجاعة والحكيمة في مناصرة قضايا دول مجلس التعاون والأمة العربية والإسلامية.

في لقاء مع إعلاميين خليجيين قال الأمير نايف رحمه الله: «نريد من الإعلام أن ينظر نظرة خاصة إلى الأمن، الأمن شيء يحتاج إليه كل انسان، الأمن للجميع، ومن دون الأمن لا تنمية ولا استقرار ولا تطور.. نريد من الإعلام أن يتعاون معنا، بل ينتقدنا ويوجهنا ولكن بشكل موضوعي، نحن لا نطلب التمجيد من الإعلام.. ولكن نطلب الحقيقة.. ولم يخف الأمير نايف في ذلك اللقاء قلقه على منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، آملاً تطويرها للاتحاد الخليجي».

ولربما كان حداد مملكة البحرين الرسمي والشعبي على الأمير نايف رحمه الله صورة من صور الوفاء الواجب للراحل الكبير ومكانته الغالية والعالية في نفوس الجميع، واليوم فإن كل دول وشعوب الخليج العربي اليوم تستذكر بمزيد من التقدير والعرفان مواقف الأمير نايف معها من الإمارات إلى البحرين إلى عمان إلى قطر إلى الكويت التي كانت له وقفة بطولية إبان الغزو العراقي الغاشم.

رحم الله الأمير نايف وأسكنه فسيح جناته وألهم الأسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق الصبر والسلوان.. وإن وطنا أنجب نايف لقادر على صنع الرجال الأوفياء الشجعان من أمثاله.