الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٥ - الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


حان الوقت لسياسة خليجية جديدة





}} نعزي أنفسنا في البحرين وكذلك أهلنا في الشقيقة السعودية ودول مجلس التعاون في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

منذ فبراير العام الماضي وحتى اليوم، أطلقت إيران عشرات التصريحات باتجاه البحرين تارة ودول مجلس التعاون تارة أخرى. ويمكننا تقسيم هذه التصريحات إلى مجموعات؛ مجموعة تتعلق بمزاعم إيران الخرافية في البحرين العربية، ومجموعة أخرى تتعلق بملكية الخليج بأكمله، ومجموعة أخرى تتعلق بالهجوم على الجارة السعودية، ومجموعة تتعلق بالهجوم على الجارة الإمارات، ومجموعة تهدد فيها بغزو البحرين. الأخيرة جاءت على لسان خطيب جامع طهران، ثم مرة أخرى يوم أمس الأول على لسان دبلوماسي إيراني.

ما هو المتوقع الآن كردة فعل من دول مجلس التعاون على التصريح الإيراني الأخير؟ بكل تأكيد سيكون هناك بيان مشترك يشجب ويدين هذه التصريحات، وهي الخطوة المعتادة، وربما تبعث البحرين مذكرة احتجاج على هذه التصريحات. والمفروغ منه أن إيران قد اعتادت على هذه البيانات والمذكرات التي لم يعد لها الآن تأثير كما التأثير في السابق.

في العلاقات بين الدول، وخصوصاً مع دولة مارقة مثل إيران، يصبح التجرؤ والتعملق أمراً متوقعاً حينما لا تكون ردة الفعل على قدر المستوى المطلوب. فالمذكرات الاحتجاجية والبيانات المشتركة مهمة، وتعكس الموقف السياسي، لكنها لا تمثل رسائل فاعلة، حتى سحب السفراء أو استدعاءهم، كان عملاً له تأثيره البالغ في السابق لكنه الآن مع تغير معايير القوى في العالم وتطور الأسس التي تتعامل بها الدول مع بعضها، لم يعد هو الآخر كافياً.

إن الأسلوب الوحيد الذي تفهمه وتستوعبه إيران كي تتوقف عن إصدار مثل هذه التصريحات هو أن ترى ردة فعل من دول مجلس التعاون تؤثر على الداخل الإيراني. على سبيل المثال، أدان البرلمان الأوروبي منذ أيام ما يواجهه عرب إقليم الأحواز على الجانب الشرقي من الخليج من اضطهاد وتمييز على يد المجموعة الفارسية الحاكمة، فهل سعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى استغلال هذا الموقف الأوروبي الواضح واستثماره للضغط وتوجيه رسائل إلى إيران ولو على هيئة تصريحات؟ هل سعت دول مجلس التعاون إلى طرح قضية عرب الأحواز أمام مؤسسات «المجتمع الدولي»؟ هل دعمت دول مجلس التعاون الحراك الأحوازي لنيل الحرية والاستقلال؟ كل هذه وسائل مؤلمة ومؤثرة جداٌّ لن تتحملها إيران لو اقتنصتها دول مجلس التعاون، وخصوصاً في ظل السياسة الإيرانية الحالية القائمة على مناصبة العداء لدول مجلس التعاون بهذا الشكل السافر.

إيران تمارس الحكم المركزي في دولة أقاليم حقيقية، لا تربط أي إقليم بالآخر عوامل مشتركة بل هي مختلفة عن بعضها اختلافاً كلياً، بمعنى أن الحكم فيها أوهن من بيت العنكبوت، وحراك قوي في إقليم واحد من أقاليمها، سواء في الأحواز أو في أذربيجان أو بلوشستان، سوف يؤدي إلى تفككها دفعة واحدة. وفي اعتقادي بات الوضع ملائماً جداٌّ، وحان الوقت المناسب، ليغير مجلس التعاون من وسائله التقليدية في التعامل مع الاستفزازات الإيرانية المتكررة



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة