مصر
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
يوم أمس، كانت أنظار العالم متجهة إلى مصر، الجميع يريد معرفة رئيس الجمهورية الجديد.
شغف العالم بأحداث مصر، تبرّره المكانة التي تحتلها مصر في القلوب والوجدان، فبقوّتها تقوى الأمّة، وبضعفها يتداعى سائر الجسد بالضّعف والوَهن.
الشّعب قال كلمته، وانتصر على من قامت ضدّهم الثورة. بالتأكيد لم تنته المعركة، وإنّما بدأت.
قد لا يكون الرئيس الجديد محمد مرسي هو خيار الشّعب بجميع فئاته، ولكنّه بالتأكيد خيار غالبية النّاخبين، سواء أولئك الذين انتخبوه حبّاً في الإخوان، أو الغالبية التي انتخبته لأنّه أخفّ الضررين بالنسبة إليهم.
تحدّي مرسي الجديد، هو في نجاحه بأن يبثّ الطمأنينة في قلوب جميع أبناء الشّعب المصري، لتبدأ خطوة الاستقرار والبناء والنهضة.
مصر اليوم، مطالبة بأن تقوى داخلياً حتى تكون درعاً واقية لهذه الأمّة، فمحيطها مُشتعل كأوضاع أمّتنا في كل أرض.
القيادة البحرينية هنّأت مصر يوم أمس، ولنا أن نتذكّر أن موقف إخوان مصر ممّن يسمون أنفسهم (المعارضة البحرينية)، كان موقفاً طيّبا، حيث رفضوا استقبالهم هناك، ووقفوا بجانب شرعية الدولة.
موقف الرئيس المصري الجديد من سوريا كان رائعاً أيضاً، فإنّ له تسجيلا مصوّرا يؤكد فيه طلب القائم بأعمال السفارة الإيرانية مقابلته، ولكنه رفض ذلك، بسبب موقف إيران من سوريا.
تلك المواقف يجب أن تستثمر، ويجب أن تدعم، وأن تمثل ضغطاً من الشعوب العربية على القيادة المصرية الجديدة، والسبب لا يخفى على ذي لب.
إيران احتفلت بفوز مرسي، وهي رسالة موجّهة إليه بأنّها تقف معه، والجميع يعلم المخطّط الإيراني لاختراق مصر، وخاصّة بعد انكسار ظهرها في سوريا.
على الشعوب العربية ومؤسساتها المدنية، أن توصل رسالة واضحة الى القيادة المصرية الجديدة، بحقيقة التدخّلات الإيرانية التوسّعية في دولنا، كما أن عليها تحذيرها من الخبث الإيراني الذي لا يتجاهله إلاّ ساذج معمّى.
برودكاست: قد نختلف في الفرح حول نتيجة انتخابات مصر، ولكن ما يجب أن نتفق عليه، هو أحقيّة الشعب في اختياره، وأحقيّة الإخوان وغيرهم في الوصول الى السّلطة مادامت الديمقراطية والصناديق هي الحكم.
الإنصاف وعدم ركوب الإشاعات، وعدم التسرّع في الحكم على الأمور، تحمي المرء من الظلم.
لننتظر ونرى، فإن أحسنوا كانت الأمّة خير عون لهم، وإن أساؤوا فسيلفظهم الشّعب كما لفظ النظام البائد.
.
مقالات أخرى...
- أوقفوا هذا العبث؟! - (24 يونيو 2012)
- ليست حديقة المحرّق الكبرى فقط - (21 يونيو 2012)
- تعدّدت الطَعنات والغدرُ واحد.. - (20 يونيو 2012)
- وما هي الحكاية بالضّبط؟! - (19 يونيو 2012)
- مجلسنا النيابي.. من أنتم؟! - (18 يونيو 2012)
- ما بين «بوسنر» وأحكام الأطبّاء.. - (17 يونيو 2012)
- الأحواز العربية المنسيّة.. والجزر الإماراتية المحتلة - (14 يونيو 2012)
- هل يعرف قدر نفسه؟! - (13 يونيو 2012)
- هزيمة غير مُعلنة.. - (12 يونيو 2012)