الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٥ - الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الكواليس


نعم انهزمنا إعلاميا





انهزمنا سياسيا لأننا انهزمنا إعلاميا، أثني خيرا على كلام الإعلامية المتميزة سوسن الشاعر في برنامجها التلفزيوني الذي عرض يوم الثلاثاء الماضي، وأؤكد أن فشلنا كان ذريعا خصوصا إعلامنا الخارجي العربي والأجنبي.

اكتشفنا وكتبنا بل استنجدنا المسئولين في الإعلام أن أزمتنا حرب إعلامية شرسة وأن المعارضة أعدت جيشا كبيرا من مختلف الأعمار والخبرات والمؤهلات العلمية لمحاربة مملكة البحرين إعلاميا بأحدث الوسائل والأجهزة الالكترونية الموزعة عبر قنوات الاتصال المرئي والسمعي والالكتروني على عدة جبهات داخلية وخارجية فكيف تصدى لهم المسئولون في الإعلام؟ لقد (كفت ووفت) الإعلامية سوسن الشاعر عن مدى ضعف الإمكانيات الإعلامية في هيئة الإذاعة والتلفزيون، اما عن الإعلام الخارجي فدعوني انقل لكم صورة واحدة من الصور المأساوية التي حدثت أيام الأزمة:

في عز أيام الأزمة همش رئيس الإعلام الخارجي الشيخ عبدالله بن احمد الخليفة، الذي كان يعمل مع فريق مكون من ٢٠ موظفا اغلبهم من ذوي الخبرة الإعلامية بكل جهد وإخلاص، والذي كون علاقات عامة وإعلامية واسعة مع العديد من الشخصيات الإعلامية والسياسية في معظم الدول العربية والعالمية بالإضافة إلى علاقات واسعة وطيبة مع منظمات حقوقية، ثم شلت حركته وفقد صلاحياته في العمل على محاربة المعارضة إعلاميا في الخارج (بالرغم من أنه كان الأنسب والأفضل بالإضافة لفريق عمله لمواجهة المعارضة في هجومها الإعلامي الشرس عربيا وعالميا) ولكن للأسف الشديد طلب منه بعد شهرين من اندلاع (الثورة المزعومة) الجلوس في البيت ليترك أهم موقع قيادي للضعف والتخبط ومن دون أي خطة إعلامية للدفاع عن البحرين.

هل يعقل لبلد يتعرض لأزمة سياسية وإعلامية شرسة في الداخل والخارج يظل من دون مسئول متخصص وذي خبرة إعلامية محنكة مع فريق خبير إعلاميا وتاريخيا وسياسيا للتصدي والدفاع ضد الهجوم العنيف؟ هل من المعقول أن يهمش ويطفش أكثر من نصف العاملين في قسم حيوي وضروري وفي عز أزمة البلد ليتقلص العدد من ٢٠ إلى سبعة موظفين فقط يفكر معظمهم في الانتقال إلى أقسام أو وزارات أخرى؟

ظل الإعلام الخارجي من دون مسئول رسمي متفرغ ومتخصص إعلاميا منذ ابريل ٢٠١١ حتى نهاية مايو ٢٠١٢ ليلغى هذا القسم الضروري ويشهر بدلا منه (نادي البحرين للصحافة) يديرها أو يرأسها عدد من الشباب الجدد مؤهلاتهم العلمية جيدة والعملية معظمهم كان يعمل في القطاع الخاص حيث يمتازون بإجادتهم اللغة الأجنبية، لكن هل لديهم خبرة إعلامية وسياسية وتاريخية هذا هو السؤال؟ مع احترامي الشديد للشباب الجدد وتقديري لجهودهم في العمل الإعلامي إلا أننا نحتاج إلى خبرات إعلامية محنكة ومؤهلة سياسيا وإعلاميا لتقودهم في حربهم ضد المعارضة الجاهزة والقوية بخبرات بشرية عالية الجودة بالإضافة إلى ميزانية ضخمة للسفرات والندوات والمؤتمرات العربية والعالمية فمن كان يتصدى لهم طوال العام المنصرم؟ ومن كان يختار الوفود التي كانت تسافر لتجابه وفود المعارضة الخارجية؟ وما هي المعايير التي وضعت لاختيار الوفود؟ هل كانوا إعلاميين؟ هل كانوا مؤهلين سياسيا وتاريخيا؟ والعديد من الأسئلة التي (تعل الجبد بصراحة) وكلنا نعرف من كان الخصم من طرف المعارضة الذي كان يسافر إلى جنيف وأمريكا ولندن واستراليا و..و.. وما هي مؤهلاتهم فكيف يستطيع وفد شبابي بلا خبرة إعلامية مواجهتهم؟

عوّرنا راسنا وإحنا نسمع ما في ميزانية في هيئة الإذاعة والتلفزيون ولذلك عندي سؤال بريء:

فتحوا قناة جديدة بعنوان بحرين انترناشونال، استأنسنا وقلنا خير انشالله بنشوف برامج ممتازة تتكلم عن الأوضاع في البحرين ويخاطب من خلال برامج مهمة الفكر أو العقل العربي والأجنبي لكن على قولة إخواننا المصريين (جات الحزينة تفرح ما لقت لها مطرح)، تعرض برامج مكررة وقديمة أكل عليها الدهر وشرب.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة