الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٦ - الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الكواليس


أقطع رزقك يا أخي لأنني أحبك





بحرين؟ أين تقع البحرين؟ هل هي جزء من دبي؟ نعم، نعم، أعرف السعودية. هذه هي الجمل التي كنا نسمعها دائما عندما نسافر إلى الدول الأجنبية أو الآسيوية عندما يسألوننا عن جنسيتنا، فكنا نشرح لهم عن حبيبتنا البحرين، ولكننا سمعنا أخيرا جملة جديدة مفرحة جدا وهي: (نعم بحرين اف ون، نعم هي جزيرة صح؟).

الأسبوع الماضي رجعت من رحلة إلى ايطاليا بلد الفن المعماري الرائع وتصوروا هناك في قلب روما رأيت أجمل الفنون وسمعت أجمل جملة وأول مرة (نعم البحرين التي أقيم فيها سباق الفورمولا واحد منذ أيام)، ففرحت وصرخت نعم أنها هي ثم كانوا هم (الأجانب) يواصلون الكلام ويقولون: نعم رأيناها في التلفزيون البحرين جزيرة صغيرة جميلة تقع في منطقة الخليج، كنا نتركهم ونحن في قمة الفرح والفخر بأن وطننا الغالي أصبح معروفا في دول العالم، كما قابلنا الكثير من الأجانب الذين عبروا عن رغبتهم في زيارة البحرين والفضل يرجع إلى مسابقة الفورمولا واحد التي حاربها الكثيرون من أبناء الوطن للأسف الشديد.

الفورمولا واحد فتحت لمملكة البحرين آفاقا واسعة في المجال السياحي والاقتصادي، فوز مملكتنا بهذه المسابقة يعتبر أهم حدث في تاريخها حيث الاستفادة الاقتصادية والسياحية كما استفاد عدد كبير من المواطنين البحرينيين من هذه المسابقة العالمية سواء كانوا تجارا أو مواطنين بسطاء، فقد اتصل بي طالب جامعي أيام الحملة الشرسة التي قام بها بعض المواطنين البحرينيين لإفشال المسابقة يطلب إليّ وبكل رجاء أن أفعل أي شيء لوقف محاربة الفورمولا والعمل على انجاحها لأنه ومن خلال عمله ضمن فريق تنظيم واستقبال ضيوف المسابقة يحصل على عائد مادي يستطيع من خلاله أن يساعد والده الموظف البسيط ذا الدخل المحدود ويدفع مصاريفه الجامعية، كما علمت منه أن هناك الكثير من طلبة الجامعات يستفيدون من هذا الحدث حيث يعمل بعضهم (من يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة) مرافقا سياحيا للأجانب ويحصل أيضا على عائد مادي يستفيد منه لمصاريفه الجامعية والشخصية، كما أن هناك بعض المواطنين يستغلون وجود ضيوف أجانب، وهناك بعض المواطنين يسترزقون بطريقة أخرى بأنهم يؤجرون سياراتهم الشخصية لضيوف المسابقة.

رسالة أوجهها لكل من حارب وعمل جاهدا ولمدة شهور طويلة لإفشال هذا الحدث الضخم عبر الانترنيت وعبر جميع الوسائل الإعلامية أنت لا تضر حكومة بلدك فقط بحربك هذه، أنت تضر شريحة كبيرة من إخوانك البحرينيين البسطاء الذين تحاول عبر حربك أن تقنعهم بأنك تدافع عن حقوقهم وعن الديمقراطية، أن تسرق اللقمة من أفواه إخوانك المجتهدين والمصرين على النجاح، أنت تسمم الأكل الذي يحاول أن يأكله إخوانك، هل بعد كل هذا تحاول أن تقنعهم بأنك تحبهم وتدافع عن حقوقهم؟ قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق .

يا ناس، ابعدوا خلافاتكم، أحقادكم، انتقامكم، عن أرزاق إخوانكم، لا تضحوا بإخوانكم أرجوكم، قوة اقتصاد البحرين حل من مجموعة حلول يحتاج ويطالب بها كل مواطن بحريني فلا تدمروه مهما تكن أسبابكم.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة