الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠١ - الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الكواليس


أرواح الناس أمانة فـي أعناقكم





أرواح الناس أمانة في أعناقكم يا مسئولي وزارة الصحة، الروتين قاتل والتأخير في علاج أو إرسال الحالات إلى الخارج يقتل المواطن البحريني الفقير. كيف تضع رأسك على الوسادة وأنت مسئول عن تفشي وانتشار مرض السرطان أو أي مرض قاتل آخر في جسم إنسان بسبب تأخرك في إصدار أوامر التسفير.

أبكتني أم حسن أمس عندما سمعت صوتها عبر البرنامج الإذاعي الرائع (صباح الخير يا بحرين)، صوت امرأة قوية تخفي في داخلها نار القهر، امرأة تشكر رئيس الوزراء بعد أن لبى نداءها بسرعة إرسال زوجها المصاب بورم سرطاني في الرأس إلى المانيا بعد أن ظلت تناشد كل المسئولين في وزارة الصحة مدة تزيد على ثمانية أشهر لرحمة زوجها وإرساله إلى المانيا حيث توافر العلاج المناسب لمرض زوجها ولكن ما من مجيب، امرأة بحرينية تخنق عبرتها وهي تشكر رئيس الوزراء وتلوم المسئولين الذين تسببوا في انتشار مرض السرطان اللعين في رأس وجسم زوجها بعد أن ماطلوا في إرساله للعلاج وتناشدهم ألا يكرروا نفس الخطأ مع الأرواح المريضة الأخرى التي تنتظر رحمتهم وسرعة البت في علاجهم. أي قوة تمتلكها هذه المرأة التي اتصلت بالبرنامج بعد أن تلقت الخبر الفاجع من الدكتور في ألمانيا عن أسفه في علاج زوجها ومحاولته بسرعة إرساله إليها ليموت في حضنها فلم يتبق له في الحياة إلا أيام معدودة، يا الله ارحم الفقير الذي لا يملك قيمة العلاج برحمتك يا رب.

أم إبراهيم أرملة لا تملك من هذه الدنيا غير ولدين شاء القدر أن يمرض الصغير (١٧ عاما)، وبعد علاج طويل ونداءات لبى أيضا سمو رئيس الوزراء نداءها وأرسله إلى المانيا لتوافر علاجه هناك بمرافقة أخيه الكبير (٢٧ سنة) المصاب في رجله (لا أعرف نوع مرضه)، عرض نفسه على الأطباء هناك وحاول أن يعالج نفسه على حسابه الخاص وباشر في العلاج ولكن من دون أن يكمله لضعف إمكانياته المادية، فعاد إلى البحرين وها هو يعاني من التهاب شديد في رجله لعدم استكماله العلاج المناسب، والأمّر من ذلك أنه يعاني الألم في بيته ينتظر مكالمة الرحمة من المستشفى لتوافر حجرة خاصة لتلقي العلاج فيه، شهور يعاني فيها شاب بحريني من المرض من دون أن تتوافر له حجرة في مستشفى السلمانية أو العسكري. ماذا تنتظرون يا أهل النخوة؟ بتر رجل الشاب وتحويله إلى معوق؟ أم موته لترتاحوا من مواطن فقير لا يملك ثمن علاجه؟ ألا توجد رحمة في قلوبكم يا نواب ويا مسئولين بعد أن توجهت والدته إليكم جميعا؟

أب تعاني ابنته ذات الخمس سنوات من مرض غريب ونادر أدى إلى وصول وزنها إلى ١١ كيلو يعاني منذ ثلاث سنوات مع المستشفيات .. استدان المال وسافر إلى إحدى الدول العربية، وعلاج ابنته متوافر في فرنسا وموضوعه عند المسؤولين في وزارة الصحة ينتظر رحمتهم منذ أكثر من سنة لإرسال ابنته التي وصل بها الحال لعدم استطاعتها بلع الأدوية وعدم قدرة الأطباء على حقنها بالإبر خوفا من كسر الابرة في جسدها النحيل المريض. ماذا تنتظرون يا ملائكة الرحمة؟ البنت تموت أمام أعينكم، علاجها متوافر في فرنسا فلماذا التأخير؟ هل عقدكم مع إبليس حاصد الأرواح أم مع الملائكة؟

امرأة شابة، أم لخمسة أبناء، حالتهم المادية متوسطة، فوجئت بإصابتها بالمرض اللعين في صدرها فتوجهت فورا إلى الملكة العربية السعودية وأجرت عملية الاستئصال، لم يقصر معها الأهل والأصدقاء، تحتاج إلى علاج كيميائي مرة في الأسبوع، يكلفها ٧٠٠ دينار بحريني، حالتها النفسية مهمة جدا في نجاح العلاج ولكنها متعبه تفكر كل مرة في كيفية توفير المبلغ والى متى سيمد لها أهل الخير يد العون؟ هل سيتوقفون وستضطر إلى انتظار وتأجيل العلاج، وهذا سيؤدي إلى انتشار المرض؟

يا ناس يا مسئولي وزارة الصحة .. أرواح الناس لا تحتاج إلى روتين وتوقيعات وتعقيدات، يفترض توفير ميزانية خاصة للمرضى وتسهيل أمور علاجهم سواء في الداخل أو الخارج.

أرواح المواطنين البحرينيين أمانة في أعناقكم فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

لا أعرف لولا البرنامج الاذاعي (المنقذ وحلال مشاكل ومعاناة الكثير من المواطنين البحرينيين) كيف كان المواطن سيوصل معاناته إلى المسئولين؟

اشكر طاقم البرنامج، على رأسهم الأستاذ يونس سلمان والأستاذة بدرية عبداللطيف وجميع العاملين في هذا البرنامج الرائع، أشكرهم للمرة العاشرة وسأظل اشكرهم دائما وأطالب المسئولين بإعداد برامج أخرى على نفس المنوال، إذاعة وتلفزيونية، أو إطالة فترة البرنامج على الأقل.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة