.. وماذا عن الأطنان الأخرى؟!
 تاريخ النشر : الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
الحديث عن القبض على تلك الكميّة الهائلة من المواد التي تُستخدم في التفجيرات الإرهابية، حديث مُفجع بكل ما تحمله تك الكلمة من معان.
التهديد بوجود ٥٠% من القوّة التي لم تُستخدم بعد، هو حديث مفجع أيضاً على الرّغم من حماقته سياسيا ووطنيا.
صمت (رموز) الوفاق الدينية بعد كل جريمة تُرتكب بحقّ الوطن، كأمثال تلك الجرائم، يُعتبر إدانة واضحة لتلك الرؤوس التي امتهنت التحريض والتبرير، ما يعني التورّط الكامل في الجريمة، بصورة قد تكون أكثر بشاعة ممّن نفّذها على الأرض.
الأمر الأكثر بلاهةً هو تعبير السلطات الأمريكية عن قلقها البالغ من اكتشاف معمل لخلط المواد المتفجرة في البحرين!!
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أشادت بجهود حكومة البحرين لتصديها للإرهاب، وبأنّ ما قامت به من تحقيق اتسم بالحرفية لتجنيب البلاد خطراً شديدا!! تفاصيل الأحداث تفضح الجاني، وتفاصيل البيان تفضح المتواطئ.
وزارة الخارجية الأمريكية تريد أن تقول إنّها لا تعلم عن انتهاك الأعراف الدبلوماسية الذي يقوم به سفيرها في البحرين، وإنّه يمثّل عنصر الدعم الأوّل لمن يريد جرّ البلاد إلى حالة الفوضى والعنف.
جميع المتورّطين في معادلة العنف كشفوا عن وجوههم إمّا بالتحريض وإمّا بالتبرير وإمّا بتوفير الغطاء والحماية. وبالكشف عن تلك المواد وغيرها، تُستكمل فصول تهديد حياة الآمنين.
السرّ العجيب والغريب في معادلة العنف في البحرين، هي أنّ الجاني والمجرّم دائماً ما يخرج بريئا!!
الداخلية تقبض على الجناة وبالأدلّة الملموسة، ثمّ تأتي أحكام القضاء إمّا بالتبرئة وإمّا بالتشجيع على تكرار تلك الجرائم!!
جميعنا نحترم القضاء، ولكن يحقّ لنا أن نسأل، كيف للشعب أن يثق في محاكمهِ وهو يرى الجرائم بأمّ عينيه، ويشاهد الإثباتات التي يصوّرها الجناة بأنفسهم، ثمّ يصطدم بأحكام تعبث بالوطن على نحو لا يمكن قبوله؟!
المسافة بين العثور على تلك الأطنان المروعة وبين أمن المجتمع، تنتهي في لحظة إصدار أحكامٍ سياسية، لا تعترف بحقوق الوطن والناس في محاكمة المجرمين وحماية المجتمع منهم.
القضيّة تكرّرت في العفو عن المتورّطين في احتلال مركز السلمانية الطبي، وهو الحكم الذي لن يُمحى من ذاكرة الشّعب، حيث عايشنا وتابعنا كيف حجّ بوسنر من أمريكا إلى البحرين قبل وبعد الأحكام ليضمن براءتهم! والجميع بات يخشى من تكراره في قضايا أخرى قد تكون أكثر خطورة!!
لا يمكن قطع دابر الإجرام والإرهاب إلاّ بأحكام تعاقب من أجرم وتقطع رأس وذنب التحريض والإرهاب، وإلاّ فعليكم بالبحث عن الأطنان الباقية التي لم يُعثر عليها بعد!
برودكاست: كنت أودّ تذكير العرب والمسلمين بأنّ عدد القتلى خلال أقل من أسبوع تجاوز المائتي شهيد في بورما "مينمار"، وأنّ الجماعات البوذيّة هناك أحرقت أكثر من ٢٠ قرية للمسلمين، وأكثر من ١٦٠٠ منزل تحت سمع وبصر السلطات هناك، ما أدّى إلى هجرة آلاف المسلمين من قومية الروهيجينا إلى بنجلاديش، التي رفضت قبولهم وأعادتهم ليلقوا مصير الإبادة الجماعية!
كنت أودّ التذكير بذلك واستنهاض نخوة العربي والمسلم، لكنّي تذكّرت أنّها لم تعد موجودة، فسوريا تباد أمامهم يومياً منذ عام، ويبدو أنّهم قد أتقنوا دور المتفرّج!!
آخر السّطر: اللهم رحماك بأمّتك، فقد ضاقت بنا السبلُ إلاّ إليك.
.
مقالات أخرى...
- ليلة سقوط «البي بي سي».. - (1 يوليو 2012)
- رمضان وقطار الحياة! - (28 يونيو 2012)
- أصلحوا الميزان أوّلا! - (27 يونيو 2012)
- بقر مصاب بالسلّ.. يا سعادة الوزير! - (26 يونيو 2012)
- مصر - (25 يونيو 2012)
- أوقفوا هذا العبث؟! - (24 يونيو 2012)
- ليست حديقة المحرّق الكبرى فقط - (21 يونيو 2012)
- تعدّدت الطَعنات والغدرُ واحد.. - (20 يونيو 2012)
- وما هي الحكاية بالضّبط؟! - (19 يونيو 2012)