الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٠ - الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


وتتسارع الأحداث ..





مجموعة من الأحداث السياسية مرّت علينا سريعا، ينبغي التوقّف عندها قليلا، لأنّ "وراء الأكمة ما وراءها"!!

تسارع الأحداث على الأراضي السورية، مؤتمر جنيف حول سوريا، المناورات الإيرانية، سريان الحظر الأوروبي على صادرات النفط الإيراني، وأخيراً وليس آخرا؛ الاستنفار الأمني في بعض دول المنطقة.

عبدالرحمن الراشد في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية يوم أمس، ذكر أنّ مؤتمر جنيف ونتائجه ما هو إلاّ فرصة أخيرة لتأخير سقوط الأسد.

النتيجة التي ذكرها الراشد نراها يومياً عبر تسارع وتيرة الأحداث وانتقالها إلى العاصمة دمشق، مصحوبة بانتصارات واسعة على الأرض، يحقّقها الجيش السوري الحر، وانشقاقات بدأت تصل إلى أعلى المراتب العسكرية في الجيش السوري، بعضها مُعلن والكثير منها غير ذلك، بانتظار اللحظة المناسبة.

التقارير من داخل الأرض السورية تؤكّد أن بشار وعائلته باتوا يعيشون حياة أخرى، ويقبعون تحت حراسة مشدّدة، حيث لا يمكن مقابلتهم إلاّ وفق إجراءات معقّدة، ولا يسمح لهم بالخروج إلاّ لتسجيل مواقف معيّنة! بل حتى طعامهم وشرابهم لا يتناولونه إلاّ بعد أن يتناوله حرس خاص، خوفاً على تسميم المجرم قائد العصابة.

مجلّة "تايم" الأمريكية، ذكرت في أحد تقاريرها، أنّ السلطات التركية لم تعد تشدّد في دخول الأسلحة إلى الجيش الحر. وقد يكون إسقاط الطائرة التركية من قبل الجيش السوري أو من قبل روسيا، كما تذهب بذلك بعض التقارير، نقطة تحوّل في السلوك الدبلوماسي والعسكري التركي، سيظهر أثره قريبا.

المناورات العسكرية الإيرانية التي بدأت يوم أمس، والتهديد والعنجهية الإيرانية التي لم تتوقّف، والمناورات العسكرية التي ستتم بعد شهر تقريبا، ويشارك فيها ٩٠ ألف عسكري (روسي ? إيراني ? صيني)، كلّها إشارات تُثبت أنّ نظام الأسد قد يسقط في أي لحظة، وإظهار القوة العسكرية المصحوبة بوجود عسكري في المنطقة، يدعم التحليل القائل بأنّ روسيا والصين، وإيران قبلهم جميعا، لم يقبلوا بترك "المحمل بما حمل"، ويريدون الحصول على قطعة من الكعكة ترضي إجرامهم التوسعي.

بوتين زار حليفيه نتنياهو وعبّاس، وليس هناك من معنى لتك الزيارات إلاّ للمحافظة على الكعكة الروسية في ديار العرب!

يبقى توقيت الحظر على صادرات النفط الإيراني، والاستنفار الأمني في بعض دولنا، وهل هو متفِّق مع خطة تدار في الخفاء لإنهاك سريع للنظام الإيراني قبل ضربه، أو تبقى خطّة استنزاف محدودة الأمد؟

إيران تستأسد في مناورات عسكرية يعلم الجميع أنّها "فاضية"، فقط لترسل رسالة مفادها أنّنا أقوياء حتى لو سقط نظام بشّار الأسد، وما تحرّكات أذنابها في الخليج إلاّ لتخفيف الضّغط عليها وعلى نظام الأسد الدموي.

برودكاست: بالرّغم من بشاعة المجازر التي تنفّذ في أهل سوريا، يبقى الشعب السوري صامداً في وجه القتل والتصفية والتدمير.

الشعب السوري تطهّر من كلّ شيء، وتبقى صيحة "مالنا غيرك يا الله"، تصمّ آذاناً وتقرع أفئدة، ارتضت بأن تلعب دور المتفرّج الخانع الذليل.

رغم الجراح؛ ستنتصر سوريا، وسيأتيها النّصر من ربّ البشر، بعد أن خذلها من هم محسوبون على البشر



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة