أبقار جيبوتية وتيوس صومالية.. والفساد يرقص عرضة!!
 تاريخ النشر : الأربعاء ٤ يوليو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
بالأمس قرأت خبراً عن إعلان مدينة دبي، عزمها تحويل السفينة التاريخية "كيو إي ٢"، إلى فندق ثابت خلال ١٨ شهرا!
مسئولون بشركة موانئ دبي العالمية ذكروا أنّ ميناء راشد سيكون المقرّ الدائم للسفينة، والتي ستتحوّل إلى فندق فاخر، كما سيتم ربط السفينة بمتحف بحري.
لوهلة؛ ذهب تفكيري بعيدا، مستحضرا غياب المنشآت السياحية الجميلة في البحرين، تلك التي بإمكان العوائل البحرينية الاستمتاع بها، من خلال توفير برامج ترفيهية محترمة لهم، طالما شاهدوا الآخرين كيف يتفنّنون في استغلالها.
على الرّغم من أنّ البحرين عبارة عن أرخبيل يضم عدداً من الجزر التي يحيط بها البحر من كل جانب، فإنّك تحتاج إلى الاستعانة بجميع أصدقائك، لتحديد السواحل التي بإمكان المواطن والمقيم والسائح الاستمتاع بها!
فما بين سواحل أصبحت أملاكا خاصّة، وما بين سواحل تحوّلت إلى مشاريع استثمارية، كنّا نستشهد بصمود بلاج الجزائر، ومن يزره اليوم يكتشف الإهمال العجيب والغريب لمنشآته، والذي نخشى أن يكون تحويطه بداية لتحويله إلى مشروع استثماري أو أملاك خاصّة! من يدري؟!
الفساد يقضي على كلّ شيء جميل في الوطن، ومن الواضح أنّ هناك جهات رسمية كثيرة لا تقوم بواجباتها في مواجهته.
قضية دخول أبقار جيبوتي المصابة بالسل والحمى القلاعية، اتضح أنّها لم تكن القضيّة الأولى، فقد كتبت الزميلة أماني العبسي في صحيفة الوطن يوم أمس، عن شحنة "تيوس" صومالية مصابة بالجدري دخلت الأسواق وبيعت!
القضيّة جدّ خطيرة، والخوف من أن يكون مصدر التلاعب واحد، والجميع يعلم أنّ الجهة المسئولة واحدة، وهي وزارة البلديات!
رئيس الوزراء أصدر أوامره يوم أمس بالتحقيق في القضيّة من قبل لجنة محايدة، وكلّ الخوف من أن ذلك الخبر إشارة إلى قضيّة فساد قادمة سوف تزكم الأنوف بمقدار كميّة اللحوم الملوّثة التي بيعت في الأسواق، وأكلها النّاس وخرجت منهم، بحسب كاريكاتير الفنان المحرقي يوم أمس الأوّل!
الفساد لا يُبقي ولا يذر، يشوّش العقول ويمنعها من استثمار كل شيء جميل في الوطن، يحرم النّاس من حقوقهم، بل ويتعمّد اغتيال كلّ معاني السعادة عندهم، حيث يحرمهم من حقوقهم الإسكانية والترفيهية، حيث الأراضي منهوبة، والسواحل "ملهوفة"، واليوم بتنا نتحدّث عن اللحوم المريضة والملوّثة!
برودكاست: عندما تسمع عن قضايا فساد بالهبل، ولا تسمع عن الفاعل، وإذا كُشف الفاعل يتم تغييبه، ولا تسمع عن محاسبته، فاعلم أنّك تعيش في دولنا التي باتت توفّر الحماية للجناة والمفسدين، ولا تحمي من تُنتهك وتُبتلع حقوقهم!!
آخر السّطر: حتى في درب الزلق، عندما تجرّأ حسين بن عاقول وقام بغشّ الناس، وبيعهم "لَهَم كلب" برواية غلام! تمّت محاسبته وجلده بالخيزران لأنّه تلاعب بحياة النّاس!! حياة الناس "مو" لعبة يا عالم!
.
مقالات أخرى...
- وتتسارع الأحداث .. - (3 يوليو 2012)
- .. وماذا عن الأطنان الأخرى؟! - (2 يوليو 2012)
- ليلة سقوط «البي بي سي».. - (1 يوليو 2012)
- رمضان وقطار الحياة! - (28 يونيو 2012)
- أصلحوا الميزان أوّلا! - (27 يونيو 2012)
- بقر مصاب بالسلّ.. يا سعادة الوزير! - (26 يونيو 2012)
- مصر - (25 يونيو 2012)
- أوقفوا هذا العبث؟! - (24 يونيو 2012)
- ليست حديقة المحرّق الكبرى فقط - (21 يونيو 2012)