الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٢ - الخميس ٥ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


لا مستحيل في الغرف المغلقة





لا شيء مستحيل في الغرف المغلقة. هذه قاعدة من قواعد السياسة. بمعنى، أن دول العالم حينما تريد أن تتدخل في شئون غيرها فإنها لن تدخر جهداً في استخدام كل أساليب التهديد ضد خصومها. والتهديد قد يكون بصيغة تقليدية أو صيغة غير تقليدية. فالصيغة التقليدية قد تتمثل في الحرمان من مساعدات مالية، أو استصدار قرارات من مجلس الأمن أو ما شابه. مثل هذه الأساليب قد تنجح في إخضاع بعض الرؤساء لرغبات دول أخرى، وخصوصا إذا كانوا يقتاتون على المساعدات الخارجية أو لديهم من المشاكل ما يؤهل ملفاتهم الانتقال إلى مجلس الأمن.

أما الأساليب غير التقليدية في التهديد فعادة ما تتبع مع الزعماء الذين ينطبق عليهم المثل القائل: «سير عدل يحتار عدوك فيك»، وهم أولئك الذين يمارسون أقصى درجات الحذر في تحركاتهم. وحينما يتحول مزاج بعض الدول الكبرى باتجاه إزاحة هؤلاء الزعماء من أجل تحقيق مكاسبهم وتنفيذ أجنداتهم السياسية فإن أسلوب التهديد قد يصل إلى الاستحواذ على أموالهم وممتلكاتهم في الخارج أو حتى التهديد بالتصفية والقتل. ولذلك فإن القول إنه ما من شيء مستحيل داخل الغرف المغلقة هو قول سليم، لأن كل شيء يقال، وكل شيء يحدث.

أحد عناصر الاستخبارات التابعين لوحدة تسمى «التصفية الاقتصادية» روى في حوار صحفي معه كيف يتم تكليفه بتهديد بعض رؤساء الدول بشكل مخيف. على سبيل المثال قال إنه يتبع معه سياسة العصا والجزرة، ويقول له إن التزمت بما نريد ونفذت السياسة التي نرغب فيها فسوف تصبح غنياٌّ وندعمك، وإن أعرضت وأردت أن تصبح بطلاً فسوف نتخلص منك. ويروي عنصر الاستخبارات كيف تم التخلص من أحد رؤساء الدول من خلال قنبلة وضعها له مساعده الشخصي في طائرته فانفجرت في السماء. وحينما يصل الأمر إلى درجة مستعصية جدا، بحيث لا تنفع سياسة التهديد الاقتصادي أو التصفية الشخصية، فإن الحل النهائي يكمن في إرسال الجيوش وإلقاء القنابل ودك الحصون. تماماً كما حدث مع صدام حسين، حيث لم ينفع معه الحصار الاقتصادي، ولا سياسة العصا والجزرة، ولم يكن من الممكن تصفيته جسديا بسبب صعوبة الوصول إليه والانفراد به، علاوة على الولاء الشديد لمن حوله واستحالة اختراقهم، فتم التخلص منه بشن حرب كبرى على العراق، تحت ذرائع الكل يعلم اليوم أنها كانت كاذبة



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة