الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٣ - الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

أمين عام السياحة العالمية:
البحرين ظاهرة فريدة من نوعها في المنطقة





كشفت وزيرة الثقافة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس على هامش استضافتها للأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، عن وجود تعاون مشترك بين الوزارة ومنظمة السياحة من أجل تنفيذ برامج لدعم فعاليات «المنامة عاصمة السياحة العربية لعام ٢٠١٢».

واعتبر الرفاعي البحرين ظاهرة فريدة من نوعها في المنطقة، إذ كانت عبر التاريخ سباقة إلى كل ما هو منفتح ومتطور ويكرس للمستقبل، وهي أمور لا تمتلكها بقية المقاصد المحيطة بها، فضلا عن البعد الثقافي لها والطبيعة البشرية للإنسان، وقدرتها على استقبال الناس وتبادل المنافع معهم.

ودعا إلى أن تكون الشيخة مي آل خليفة وزيرة للثقافة والسياحة معا، على اعتبار أن القطاعين مترابطان، كلاهما يثري الآخر، فالثقافة رأس مال السياحة التي تعتمد هي أيضا على البيئة، مطالبا المستثمرين بالاستثمار في الثقافة، فالسياحة لا بد أن تكون مسئولة عن تنمية الثقافة والبيئة.

(التفاصيل)

كشفت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال مؤتمر صحفي أمس عقد على هامش استضافتها للأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعي عن وجود تعاون مشترك بين الوزارة والمنظمة لأجل تنفيذ مجموعة من الخطوات لدعم فعاليات المنامة عاصمة السياحة العربية لعام ٢٠١٣، مشيرة الى ما ورد في المدونة العالمية لأخلاقيات السياحة التي تنص على ضرورة أن تحترم السياحة عادات وتقاليد المجتمع، في أن تكون سياحة شمولية مسؤولة ومستدامة، ومنوهاً بأن السياحة والسفر مكونان أساسيان للحضارة العربية والإسلامية على مر العصور.

وأشارت إلى أن الزيارة الأولى للرفاعي للبحرين تأتي في إطار الترتيبات والاستعدادات لعام المنامة عاصمة السياحة العربية ٢٠١٣، وعبرت عن عميق تقديرها لزيارة أمين عام منظمة السياحة العالمية لمملكة البحرين، مشيرة إلى أهمية قطاع السياحة في تقديم الصورة الحقيقية عن الدول وتاريخها وحضارتها وبالتالي وضعها على الخريطة العالمية والترويج لها بالصورة الصحيحة من أجل استقطاب السواح وتنمية العوائد على الاقتصاد الوطني، مؤكدة العلاقة الوثيقة بين الثقافة والسياحة والترابط بينهما وبالأخص في مملكة البحرين التي تمتلك من المقومات الثقافية ما يجعلها وجهة للسياحة الثقافية.

واعتبر البحرين ظاهرة فريدة من نوعها في المنطقة، إذ كانت عبر التاريخ سباقة في كل ما هو منفتح ومتطور ويكرس للمستقبل، وهي أمور لا تمتلكها بقية المقاصد المحيطة بها، فضلا عن البعد الثقافي لها والطبيعة البشرية للإنسان وقدرتها على استقبال الناس وتبادل المنافع معهم.

وتابع: ولأنها تمتلك تلك الظاهرة غير الشبيهة بقريناتها، فيجب أن تضع السفر والسياحة على سلم أولوياتها، مشيرا إلى أن البحرين دولة خدمات منذ فترة طويلة، ودعا إلى أن تكون الشيخة مي آل خليفة وزيرة للثقافة والسياحة معا، على اعتبار أن القطاعين مترابطين، كلاهما يثري الآخر، فالثقافة رأس مال السياحة التي تعتمد هي أيضا على البيئة، مطالبا المستثمرين بالاستثمار في الثقافة، والسياحة المسئولة أن تكون مسئولة تجاه تنمية الثقافة والبيئة.

وأشاد بدور وزارة الثقافة في الترويج لصورة مملكة البحرين خلال تتويجها عاصمة الثقافية العربية للعام ٢٠١٢، مشيرا إلى الحدث الأخير المتمثل في نجاح البحرين في تسجيل موقع (مشروع طريق اللؤلؤ...شاهد على اقتصاد البحرين) على قائمة التراث العالمي الإنساني، ومنوهاً في الوقت ذاته بجهود وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في إحياء التراث وحماية الآثار والحفاظ على الهوية الوطنية.

وكشف الرفاعي عن أن عدد السواح الذين سيدورون حول العالم للعام الحالي سيصل إلى مليار سائح، أي ما يمثل سبع سكان الأرض، فيما بلغ عدد السواح للعام الماضي ٩٨٢ مليون زائر بمعدل نمو وصل إلى ٤,٦%، وبإيرادات سياحية بلغت ترليون دولار أمريكي.

وأكد أن عدد السواح الذين فقدتهم الدول العربية العام الماضي بسبب أحداث الربيع العربي تراوح بين ٧-٧,٥ ملايين سائح، اتجهوا الى مواقع حول البحر الأبيض المتوسط، وذلك من أصل ٨٠ مليون زائر يرتادون تلك الدول سنويا.

ونقل الرفاعي عن دراسة لمنظمة السياحة العالمية بشأن توقعات السياحة في عام ٢٠٣٠ بأن عدد سواح العالم العربي سيقفز إلى ١٩٠ مليونا خلال ذاك العام، واصفا ذلك بالنمو الصحي.

وأفاد بأن السياحة العربية لم تتأثر بنفس الكيفية بعد الربيع العربي، مقسما الدول إلى ٣ أقسام، القسم الأول تأثر بشكل مباشر، وهي دول تونس ومصر وسوريا واليمن، فيما كان أكثرها تأثرا تونس ومصر، ذاتا المكانة السياحية التاريخية الكبيرة، إذ تراوح النمو السلبي للسياحة في هذا القسم خلال بدايات العام الماضي ما بين ٧٥-٨٠%، فيما تقلص بنهايته إلى ٧% في شمال إفريقيا و٩% في الشرق الأوسط، بينما عاد النمو الى شيء من المعدلات السابقة مع بداية العام الحالي، وبنهاية ٢٠١٢ ستعود إلى طبيعتها ما لم يحصل ما هو غير متوقع.

وقال إن الجزء الثاني من الدول العربية لم تتأثر بشكل مباشر وهو تحقيق لما حصل في مناطق مجاورة، كلبنان والأردن والبحرين، فيما القسم الثالث استفاد مما حصل وحقق ارتفاعا هائلا العام الماضي في أرقام السياحة، كعمان والإمارات.

وأشار إلى أن النمو السياحي العربي تضاعف خلال الـ ١٠ سنوات الأخيرة أكثر من الضعف، إذ كان عدد السواح في عام ٢٠٠٠ أقل من ٤٠ مليون زائر، مما أثقل الكوادر البشرية على التأقلم مع الوضع الجديد، وسبب مشاكل بالنسبة الى السواح، معتبرا ذلك طبيعيا، وهو يحدث في كثير من دول العالم، لكنه عاود تأكيد أن الدول العربية ليست متشابهة، وهناك دولا تقدم أفضل أنواع الخدمة والمنتج السياحي، منوها إلى أن السياحة تحتاج إلى تاريخ لتقدم المتميز، ومؤكدا أن المنظمة تعمل مع كل الدول العربية، كلا منها على حد، للتعامل مع تلك الإشكالات.

وكشف الرفاعي عن أن المنظمة ستوقع اتفاقا مبدئيا مع اليونسكو بأن تكون المواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي مواقعا مشتركة بين الجهتين، وتطبق عليها أنظمة الإدارة السليمة.

وبشأن تدمير القبور الأثرية في مالي مؤخرا من قبل جماعات سلفية، أبدى أسفه عن الحادثة، عادا إياها جرحا للحس الإنساني، ومشيرا إلى أنه ليس هناك منطق يدمر حضارة انسانية حتى وإن اختلف معها في التفكير والمنطق، فهي جزء من تاريخ الشعب الذي دمرها.

وأكد الرفاعي أن قطاع السياحة يعتبر من أكبر القطاعات الاقتصادية وأسرعها نمواً، حيث يسهم القطاع بنسبة ٥% في الناتج المحلي الإجمالي، وبنسبة ٣٠% من الصادرات في قطاع الخدمات، أما من جانب العمالة فتمثل نسبة العمالة فيه حوالي ٨% من إجمالي الوظائف، وتلعب السياحة دوراً كبيراً في تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة والقضاء على الفقر.

واعتبر السياحة ظاهرة فريدة من نوعها في العالم، تتشكل على أساسها نمط الحياة اليومية مساندتها في ذلك ثورة المعلومات، مشيرا إلى أن ثورة السياحة لم تدرك بعد، وهي أكبر عملية نقل للأموال من الناس للناس، وذكر أن المردود الأهم من السياحة هي إثراؤها للثقافة وحفاظها على الحضارات وبناء أسس السلم والتعارف بين الشعوب لكسر الصورة السلبية المتكونة في عقليات البشر.

وتعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى لأمين عام المنظمة لمملكة البحرين، وتأتي في إطار الدعم الذي تقدمه المنظمة لدول الأعضاء لتأكيد أهمية قطاع السياحة لكونه محركاً رئيساً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، علماً أن مملكة البحرين كانت من أوائل الدول الخليجية التي انضمت الى المنظمة في عام ١٩٧٧، وقد قام الأمين العام للمنظمة بزيارة موقع قلعة البحرين ومتحف البحرين الوطني، ومشروع طريق اللؤلؤ في منطقة المحرق، وأبدى إعجابه بالجهود المبذولة في اتجاه الربط بين الثقافة والسياحة في المملكة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة