الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٤ - السبت ٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


دول الخليج.. وبداية النفق المظلم





المرحلة القادمة تعتبر بالنسبة إلى دول الخليج العربي واحدة من أخطر المراحل التي تمر بها، وسوف تستلزم منتهى الحذر والدقة في التعامل مع الأوضاع. تنطلق خطورة المرحلة من أن سوء تقدير "النوايا الحقيقية" للنظام السوري في تعامله مع الثورة في الداخل وارد جداٌّ، وبسبب القرب الجغرافي بين النظام وباقي دول المنطقة المعنية بشكل مباشر بما يدور قد تكون احتمالات الاحتكاك والمواجهة عالية أيضاً، رغم أن خبراء استراتيجيين يرون أن الأوضاع الإقليمية ما زالت تحت السيطرة حتى الآن، لكنها في الوقت نفسه ليست بعيدة عن الفوضى.

ليس الخطر في الإقليم هو الوحيد الذي يتهدد دول مجلس التعاون، بل حتى الأخطار الداخلية التي سوف تشتعل مع بدء المواجهة على الصعيد الخارجي. البحرين والسعودية والكويت، تواجه خطر الخلايا النائمة في الداخل بمجرد أن تبدأ أي مواجهة مع النظام السوري، وعلينا ألا نذهب بعيداً، فأطنان المواد الكيميائية التي عثرت عليها الجهات الأمنية البحرينية مؤخراً كانت معدة لهذا الرض، وهو تفجير الأوضاع من الداخل وإلحاق الأذى بالدولة والمواطنين عبر تهديد مباشر. ولا يختلف الوضع كثيراً في الكويت أو السعودية، والأطراف الإقليمية التي سوف تلجأ إلى تحريك هذه الخلايا معروفة، ولا تخفي عزمها على تنفيذ هذه التهديدات في سبيل استماتتها في الحفاظ على الحليف السوري على قيد الحياة.

هذه الأمور ليست توقعات أو تحليلات بقدر ما باتت حقائق واقعة تنتظر فقط شرارة واحدة، وحدوثها أمر منطقي جداٌّ نظراً إلى فداحة الخسارة التي سوف يشكلها سقوط النظام السوري بالنسبة إلى حلفائه، وبالتالي فإن هؤلاء الحلفاء، سوف يكونون أمام خيارين اثنين، الأول أن يقفوا متفرجين على النظام السوري وهو ينهار وهم يتجرعون كأس سم الخسارة، والثاني أن يشعلوا حرباً إقليمية تجر معها دول مجلس التعاون، فتكون الخسارة مشتركة بين الجميع. لا تبدأ الحرب إلا عندما يؤمن أحد أطرافها بأن في نشوبها منفعة أكبر من عدم نشوبها، وأن استخدام العقل والهدوء لم يعد ذا فائدة استراتيجية، وهذا هو التوصيف الدقيق لما يشعر به حلفاء النظام السوري الآن.

ما هو المطلوب إذن؟ أقصى درجات اليقظة والرقابة الأمنية في الداخل، وأقصى درجات الاستعداد لصد أي عدوان من الخارج، بالإضافة إلى تلاحم المواطنين وتكاتفهم واستيعابهم بأن ما يضر أي دولة من دول مجلس التعاون سوف يعود بالوبال على باقي الدول، وأن التكاتف والصبر وحماية الوطن هو السبيل الأمثل لتجاوز المرحلة القادمة التي دخلنا الآن بداية نفقها المظلم.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة