صرخة المواطن أوّلا .. من الشّعار إلى التنفيذ
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
صرخة المواطن أوّلاً التي خرجت يوم أمس من جلسة مجلس الوزراء، مفهومة وواضحة، ولا تحتاج إلى شرح، وإنّما تحتاج فقط إلى تطبيق عملي على أرض الواقع.
إلى السادة الوزراء وإلى جميع المسئولين في الدولة، صغُروا أم كبروا، عبارة المواطن أوّلا، تعني أنّ تعيينكم في مناصبكم جاء لخدمة الشّعب وليس «للشو» والتباهي الاجتماعي.
عُيّنتم في مناصبكم لتفتحوا مكاتبكم، ولتستقبلوا الموظّفين وعموم المواطنين، تسمعون شكواهم، وترفعون الظّلم عنهم، وتعطون النّاس حقوقهم.
المواطن أوّلا، تعني أنّ وجودكم في الميدان أهمّ من جلوسكم في مكاتبكم، تعني أنّ تفقّدكم لنوعية وجودة الخدمات التي تقدّمها وزارتكم ومؤسّستكم يجب أن تقيّم منكم قبل غيركم، لأنّ الله يحبّ أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه.
المواطن أوّلاً تعني أنّكم عيّنتم حماة لحقوق الناس، وحماة لمشاريع الوطن التي تنفّذها وزارتكم أو مؤسستكم.
عليكم واجب معرفة احتياجات الناس، وعليكم التواصل معهم، وعليكم التعرّف على مشاكلهم، وهذا لن يتحقّق إلا بزيارتكم لهم وتفقّدكم لأحوالهم.
المواطن أوّلا، تعني معرفتكم بدهاليز وزاراتكم، وتفكيك بؤر الفساد والفوضى والمحسوبيات والواسطات، لأنّكم لن تستطيعوا أن تخدموا النّاس بأمانة وكفاءة، إذا كانت وزارتكم خاربة بالفساد والشللية والعوائلية والمناطقية والطائفية!
عليكم إنصاف موظّفيكم حتى تنجحوا في إنصاف حقوق الناس الذين ولّيتم عليهم خدماً لهم، وشرفاً وطنيّاً سوف تغادرونه، وتبقى سمعتكم وبصمتكم.
المواطن أوّلا، هي رسالة إلى جميع من في الوطن، بأنّ عليكم واجبات ولكم حقوق، فأحسنوا مطالبتكم بحقوقكم، وأدّوا أمانتكم في القيام بواجباتكم على خير وجه، لأنّ الوطن لن يحلّق بجناح واحد، ولن يتحقّق التميّز إذا لم يتمّ الأخذ بيد العنصر المريض لإصلاحه، أو التخلّص منه ومحاسبته إذا دعت الحاجة.
حكمة نبويّة: كلّكم راعٍ وكلّكم مسئول عن رعيّته.
.
مقالات أخرى...
- تدمير البلد أخلاقيا.. - (9 يوليو 2012)
- قطّاع طرق آخر موديل - (8 يوليو 2012)
- الانتماء والاستقلالية - (6 يوليو 2012)
- حديث النّاس.. - (5 يوليو 2012)
- أبقار جيبوتية وتيوس صومالية.. والفساد يرقص عرضة!! - (4 يوليو 2012)
- وتتسارع الأحداث .. - (3 يوليو 2012)
- .. وماذا عن الأطنان الأخرى؟! - (2 يوليو 2012)
- ليلة سقوط «البي بي سي».. - (1 يوليو 2012)
- رمضان وقطار الحياة! - (28 يونيو 2012)