الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٨ - السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الثقافي

الشارني ينكأ جراح سنوات العذاب وقمع "زين الفاسدين"







صدرت مؤخرا رواية "أحباب الله" للكاتب التونسي كمال الشارني التي يصور من خلالها فصولا من تجربته خلال سنوات سجنه عندما كان تلميذا زمن نظامي حكم الرئيس الحبيب بورقيبة والرئيس المخلوع زين "الفاسدين" بن علي، ويروي تفاصيل ما حدث في تلك السنوات من اضطهاد وقمع وتعذيب خلف أسوار سجني الكاف والقصرين.

الرواية الصادرة عن "منشورات كارم الشريف" في ٢٠٦ صفحات من الحجم المتوسط، تعدّ شاهدا على مرحلة شديدة البؤس من التاريخ الوطني التونسي عندما كانت أجهزة القمع في الدولة البوليسية ترمي بالتلاميذ إلى المعتقلات وتخضعهم للتعذيب الوحشيّ لمجرد خروجهم في مظاهرات احتجاجا على الوضع المتردّي الذي كانت تعيشه البلاد.

الشارني وجد نفسه مع العشرات من تلاميذ المدارس الثانوية في غياهب السجون محكوما عليه بخمس سنوات، قضى منها ثلاثا في ظروف قاسية، فوثّق هذه التجربة المؤلمة "سرا" على بقايا إحدى كراساته المدرسية التي كانت تخص مادة الفلسفة، لكنه لم يتمكن من نشر ما عاشته أجيال من التلاميذ في تونس إلا بعد سقوط نظام بن علي.

كاتب الرواية كمال الشارني تعرض للإيقاف والمحاكمة إثر مظاهرات تلاميذ عنيفة.

يبدأ الشاروني روايته التي تتضمن إضافة إلى تمهيد بعنوان "للتاريخ"، فصولا ثلاثة أوّلها "الجوع والجنون"، وثانيها "تاجروين: لسنا مسؤولين عن سلامتك"، وثالثها "الأب الغائم"، بالعودة إلى بداية محنته في السجن المدني بالقصرين شهر سبتمبر .١٩٨٦

وفي هذه الرواية تمتزج الصور بالأحاسيس، وتحلق الكلمات بالقارئ في أماكن مختلفة لتروي له قصصا من طفولة الكاتب، وبعضا من أحلام شبابه، وجزءا من تجربته في السجن التي تركت آثارا في نفسه لم يمحها الزمن إلى الآن.

"أحباب الله" رواية تقرأ بالخيال والدموع وتختلط فيها مشاعر الأمومة والأبوة والذاكرة والرغبة في الانتقام، وأجمل ما فيها أنها لم تخضع لترتيب زمني، وأن عفويتها جعلت السرد ينساب مقتحما كل المشاعر حتى صارت الأزمنة كلها والأمكنة رحبة على ضيقها.











.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة