الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٠ - الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٤ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

طريق الخروج من الصدمة التاريخية وإخفاق كأس العرب
لجنة المنتخبات مطالبة بتأمين محطات إعدادية جادة قبل كأس الخليج





خروج المنتخب الوطني الأول من آثار الصدمة التاريخية في مشاركته ببطولة كأس العرب الأخيرة يحتاج إلى وقفة تقييم خاصة للبحث في أسباب تواصل إخفاقات الكرة البحرينية وغياب عوامل النجاح منذ أن ابتعد منتخبنا عن طريق المنافسة في تصفيات كأس العالم ٢٠١٤ بالبرازيل، ووجّه المدربون الوطنيون انتقاداتهم الفنية تجاه أداء منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بعد خسارته التاريخية وخروجه المذل من بطولة كأس العرب التاسعة التي احتضنتها مدينتا جدة والطائف بالمملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرا بخسارته للمرة الثالثة على التوالي بعد المغرب ٠\٤ وبعد اليمن ٠\٢ ومن ثم ليبيا ١\٢.

وكشف المدربان الوطنيان عبدالعزيز أمين وخالد تاج عن مجموعة من العوامل التي ساهمت في هبوط أداء المنتخب الوطني في بطولة كأس العرب التاسعة وخروجه بخفي حنين من دون نقاط أو أهداف ليتم التأكد بوجود اللاعبين كأشباح في المباريات الثلاث وفي المشاركة الأخيرة، وأخبار الخليج الرياضي رصد مجموعة من الأفكار الجديرة بالاهتمام قبل المواجهات والاستحقاقات القادمة.

فترة الإعداد قصيرة

قال المدرب الوطني عبدالعزيز أمين إن فترة الإعداد التي اتخذها المدرب بيتر تايلور في تهيئة المنتخب الوطني الأول قبل هذه البطولة لم تكن كافية بالحد الذي يمكننا من تقديم الصورة الجيدة والإيجابية عن كرة القدم البحرينية التي تطورت كثيرا في آخر بطولتين تحديدا في بطولة الألعاب الخليجية والبطولة العربية بالدوحة، وأضاف أمين: فترة الإعداد كانت قصيرة للغاية وأعتقد أن معسكر القاهرة الذي شهد خوض مباراتين وديتين ضد المنتخب الكويتي الشقيق لم يأت بثماره وخاصة أنه شهد غياب لاعبي المحرق الذين تواجدوا مع فريقهم في المباراة النهائية ضد نادي الوصل في ختام مواجهتهم ببطولة الأندية الخليجية ٢٧.

وأوضح قائلا:غياب عدد ٨ لاعبين تقريبا من فريق المحرق يشكل في الأساس دعامة وركيزة للمنتخب الوطني هو بحد ذاته خطأ مؤثر وجسيم وقد عانى منتخبنا في واقع الأمر نتيجة غياب اللاعبين عن مستواهم المعهود وأعتقد أن أبرز المتأثرين كان سيد محمد جعفر بعد مشاركته في أول مباراتين من دون أن يكون جاهزا للعب، وأشار عبدالعزيز أمين إلى أن رؤية المجموعة تأثرت في ظل الخلل الواضح في خط الدفاع والحراسة وقد وجدنا أن العديد من الأسماء البارزة في الكرة البحرينية غابت عن العطاء الإيجابي، مؤكدا أن المنتخب خرج متأثرا بصورة كبيرة من سوء الأداء في بعض الخطوط.

تشكيلة غير موفقة

وفي المحور الثاني انتقد عبدالعزيز أمين التشكيلة التي ظهر بها منتخبنا في أول مباراتين قائلا: كانت التشكيلة ضعيفة بوجود بعض الأسماء التي كان من المفترض ألا تتواجد من البداية نظرا لغيابها عن اللعب فترة ليست بالقصيرة، وأوضح أمين أن عامل الإرهاق لا يمكن الأخذ به على أنه عامل سلبي بالنسبة لمنتخبنا فالمنتخبات الأخرى تعيش نفس الظروف ودورياتها المحلية إلى الآن لم تنته ومن الخطأ وضع إخفاقنا على ظروف واعتبارات قد تكون نسبة تأثيرها بسيطة أو معدومة، وأكد أمين أن الخوف على المنتخب ليس من هذه البطولة لأنها في المقام الأول مرحلة إعدادية لبطولة كأس الخليج ومن الضروري الاستفادة من معطياتها بما يضمن لنا عدم الوقوع في نفس الأخطاء السابقة، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من درس الخسائر الثلاث وإخضاع التجربة للتقييم الشامل حتى يتسنى لنا الخروج بأفضل العوامل الإيجابية.

التبديل لأجل التبديل فقط

وانتقد المدرب الوطني خالد تاج سياسة التبديل التي انتهجها المدرب بيتر تايلور في البطولة وفي أول لقاءين قائلا: وجدنا تغييرات كثيرة في مراكز اللاعبين وكان التبديل للأسف في صفوف المنتخب لأجل التبديل فقط ولم تكن بصمة المدرب واضحة على الأداء العام، وأضاف تاج: نتكلم عن الخسارة من منتخب أقل منّا في التصنيف الدولي إضافة إلى قدوم كرة القدم إليه بعدنا بفترة طويلة والمواجهات السابقة التي جمعتنا مع المنتخب اليمني كانت تصب في صالحنا حيث حقق المنتخب من ٩ مواجهات كاملة ٦ حالات فوز وتعادل وحيد، بينما تعرضنا لهزيمتين موجعتين.

وأوضح تاج أن منتخبنا من لقائه الأول ضد المنتخب المغربي كان يلعب بدون الشخصية المعروفة عنه وظهر الأداء عقيما على كافة الخطوط بما فيها خط الهجوم البارز لدينا والدليل أننا لم نستطع تسجيل أي هدف في أول لقاءين، مشيرا إلى أن فترة الإعداد كانت قصيرة وضعيفة والمواجهتين الوديتين ضد المنتخب الكويتي الشقيق في معسكر القاهرة لم تؤديا الغرض المطلوب في تهيئة اللاعبين وجعلهم أكثر شراسة ورغبة في الفوز، وأكد خالد تاج أن انخفاض أداء اللاعبين الكبار في المنتخب هو عامل سلبي آخر جاء في التشكيلة وقد وجدنا التوظيف السيئ لبعض الأسماء وتأثيراته البالغة على صعيد التشكيلة، مثل تغيير مركز حسين بابا وكذلك صالح عبد الحميد وأيضا سلمان عيسى ومحاولة جعلهم في مراكز هم في الأساس لا يجيدونها إضافة إلى ضعفهم من الناحية البدنية وعدم قدرتهم على العطاء فيها.

غياب الانسجام

ولفت خالد تاج في المحور الثاني إلى غياب عامل الانسجام عن صفوف المنتخب الوطني وأن الفترة الطويلة التي ابتعد فيها اللاعبون عن بعضهم البعض كانت مؤثرة وسلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأضاف: لو نظرنا إلى نسبة الاستحواذ العام على الكرة سنجد أن منتخبنا لا يستطيع الاحتفاظ بها لأكثر من ثلاث تمريرات وهذا في نظري يعود إلى سوء مرحلة الإعداد التي لم تركز على مسألة الاحتفاظ بالكرة إضافة إلى غياب الانسجام ودوره الفاعل في وضع اللاعبين بصورة ذهنية سيئة، وتابع خالد تاج قائلا: منتخبنا الوطني ظهر بصورة سيئة للغاية والأداء الذي شاهدناه لا يمكن أن يكون بسبب الإرهاق كما يتصور البعض مع أن تأثيره موجودة بنسبة معينة، وما حصل أننا لم نقدم العطاء المرجو منّا ولو بنسبة ٧٠% وما ظهر عليه اللاعبون يمثل فقط ٣٠-٤٠% من أدائهم البطولي الذي أبدوه في آخر بطولتين خاضهما منتخبنا الأول.

وأكد تاج أن استراتيجية اللعب والتنظيم داخل الملعب كان مفقودا وأن المدرب تايلور هو المسئول عن انخفاض الأداء وعدم الاستقرار في التشكيل وان الحسنة التي تحسب هي مشاركة بعض الأسماء مثل عيسى موسى والحردان ومحمود العجيمي، موضحا أن اللعب ظهر بطريقة عشوائية لا تسمح بالإبداع في المستطيل الأخضر، وطالب تاج المسئولين في إدارة المنتخب والجهاز الفني بقيادة تايلور بوضع برنامج إعداد قوي للمرحلة المقبلة لأن المحطة الأهم بالنسبة إلينا ستكون دورة كأس الخليج ٢١ والتي تعد الهدف الأساس لمشاركتنا في بطولة كأس العرب التاسعة، مؤكدا أن الثقة بقيادة تايلور للمنتخب الوطني موجودة وستظل باقية شريطة الدعم والمساندة من قبل المسئولين في اتحاد الكرة والذين يقع عليهم الحمل الكبير في دعم اللاعبين وإخراجهم من الحالة النفسية السيئة بعد الإخفاق المبكر في هذه البطولة.







.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

«ربيع عربي».. أم «نهب العرب»؟

في هذا الأسبوع, أتيح لي أن أحضر جلسة رمضانية، كان الحضور فيها محدودا في مجلس سمو الشيخ علي بن خليفة آل ... [المزيد]

الأعداد السابقة