الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٣ - الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الكواليس

مغامرات عصفورتي في وزارات البحرين





فتحت باب مكتبي لأفاجأ بها متربعة على كرسي وتنظر إلي شزرا (بقرف) على قولة إخواننا المصريين، صرخت مذعورة بسم الله الرحمن الرحيم (سكنهم في مساكنهم)، ردت عصفورتي بحدة: بدل ما تقولين رمضان كريم قاعدة تتبسملين كأنج شايفة شبح؟ اشفيج صايرة خوافة هالكثر؟ ففهمت أنها غاضبة من شيء آخر وتحاول أن تخلط الأمور، وقبل أن أرد عليها رمت علي الصاروخ الثاني: وين الجرأة والحماسة وحب الوطن ومسئولية القلم ولو أخوي فاسد وظالم بفضحه؟ أم هي مجرد شعارات تكررينها؟ حاولت أن احتفظ بهدوئي ورددت عليها وأنا ابتسم: قلت لك ألف مرة لا أستطيع أن أنشر أي خبر من دون دليل، فأنا أعمل في جريدة لها سياستها ويجب أن أحافظ على مصداقيتها ولهذا أرفض أن أنشر أي خبر من دون أن أرى الدليل القاطع بنفسي، (وربعج في الوزارة الفلانية مرعوبين الكل يطق صدره عشان يتعاون ويطلع اللي في قلبه بس حزة ما أطلب أوراق وأدلة يخقون ويقولون نخاف على فلان ونخاف من علان، شاسوي أنا بعد؟).

نظرت إلي عصفورتي بمكر شديد وقالت: ما رأيك بفكرة جديدة نستطيع من خلال عمودك أن نعرف فيها لو كانت الأخبار التي تملأ الوزارة صحيحة أم مجرد شائعات مغرضة (وغمزت لي بعينها فتأكدت أنها بتوديني في دايهه)؟ قلت لها: كيف يا فالحة؟ قالت: إحنا ننشر الأخبار على أنها شائعات نسمعها ونتمنى أن نتأكد منها سواء من المسئولين في الوزارة عندما يقدمون الأدلة والبراهين التي تثبت أنها مجرد شائعات مغرضة أو يتشجع الموظفون المتضررون (المقهورين والماكلين قر) على تصرفات المسئولين في الوزارة ويمدوننا بأدلة تثبت ما ننشره من أخبار وصلت إلينا منهم ومن زملائهم مع وعد منا أمام الملأ بأننا سنحافظ عليهم كمصادر يستحيل أن يعرفها غيرنا مهما كانت الظروف، يكفي حصولنا على بعض الأدلة التي تثبت صحة الأخبار.

في الأسبوع القادم سنروي لكم مغامرات عصفورتي في وزارة أشعر بأن ثلاثة أرباع من الموظفين جالسون على بركان من تصرفات المسئولين فيها من ناحية الظلم، المحسوبيات التي تنقل موظفين أكفاء ذوي خبرة إلى ادارات لا تمت إلى خبرتهم بأي صلة لكي تجلس أماكنهم شابات جميلات يتحدثن اللغة الانجليزية بطلاقة ولكن للأسف الشديد من دون خبرة، صفقات بآلاف الدنانير لأجهزة مضروبة مصيرها المخازن، زيادة العنصر النسائي في بعض الإدارات والأقسام، و..و..و نكمل الأسبوع القادم لكي لا نحرق لكم المفاجأة.

كل الأخبار والشائعات في جهة وقصة سوبر مان الوزارة في جهة أخرى، (ما بقولكم من سوبر مان بخليكم تنتظرون مغامراتي مع عصفورتي في إحدى الوزارات)، موعدنا الأسبوع القادم انتظروني (صار مسلسل هندي مو عمود).

عقرة صغيرة:

أعلم أننا في شهر رمضان المبارك وممنوع فيها النميمة ولكنني لن أستطيع أن أنام (لو ما عقرت هالعقرة معاكم): وزيرة غريبة عندما تختلف مع أي موظف لديها (مهما كانت درجته أو منصبه) تطرده وتجبره على الجلوس في البيت مع استمرار تسلمه راتبه الشهري (حتى لو كان كبيرا)، يعني الدولة تدفع أموالا لموظفين جالسين في البيت (غصبا عنهم) حاطين ريل على ريل لأن الوزيرة اختلفت معهم، يا ترى من المسئول عن هذه الأموال المهدورة؟ هل الوزارة بيت الوزيرة مثلا؟ إلى متى يتصرف بعض الوزراء بمزاجية في وزاراتهم من دون أي حسيب ورقيب؟ إلى متى يستمر ظلم الوزراء لموظفين كل ذنبهم أنهم مجتهدون أو من بقايا ورثة الوزير السابق؟

رمضان كريم يا شعب البحرين الطيب، رمضان كريم يا حكومة البحرين، رمضان كريم يا وزراء.



















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة