الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٥ - السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٩ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الثقافي

جورج البهجوري.. فنان يحمل الرقم «واحد» في المسابقات العالمية





القاهرة: حازم خالد

جورج البهجوري فنان تشكيلي مصري ولد مرتين: الأولى في الأقصر عام ١٩٣٢، والثانية في باريس عام ١٩٦٩، وقد جعلت منه هذه الأخيرة فنانا شاملا على مدى خمسة وثلاثين عاما ومنحته مزيداً من الحرية والخبرة. أعماله الفنية دخلت جناح »الكورسال« في »اللوفر« لتمثيل الجناح المصري، وكان ذلك بدعوة خاصة من جمعية محبي الفنون الجميلة في باريس، كما نالت لوحة »وجه من مصر« الميدالية الفضية ووضع اسمه في قائمة كبار المشاهير إلى جانب جان كركتو وغيره من الفنانين العالميين، حيث أصبح المصنف رقم واحد في العالم في المسابقات. واتجه البهجوري إلى الكتابة الإبداعية فأنجز ثلاثية »الأيقونة« وهي أقرب إلى فن السيرة الذاتية وباركها ثلاثة من كبار النقاد في مصر د. علي الراعي، وإدوارد الخراط، ود. صالح فضل.

وكانت تجاربه مع المركب ونهر النيل لها أكبر الأثر في حياته فقال: إن عمرها أكثر من خمس سنوات، ولدي شعور عميق بأن مياه النيل مرايا ترى المراكب نفسها فيها، ورغم أن هذه العوالم واقع نعايشه ونراه في حياتنا اليومية فاننا لم نشغل بالنا به. أما أنا كفنان، فقد شكل لي سحرا خاصا، ولكن خمسة وثلاثين عاما في العاصمة الفرنسية جعلتني بالتدريج أصل إلى لقب فنان شامل وهي عدوى أصابتني من باريس، فهي تعلم الإنسان الفنون كلها، وقد رفضت أن أكون مهنيا أو حرفيا مثل باقي زملائي، فبالتمرد الذي في داخلي جمعت بين كل الفنون: رسم، حفر، تصوير، نحت، شعر، كتابة.. وغالبية الفنانين الذين لم يسافروا إلى الخارج ولم يشاهدوا العالم تحولوا إلى حرفيين نتيجة للمحلية الزائدة.. فالسفر إلى الخارج يعتبر تنويرا ذاتيا، ومن الفنانين الذين سافروا إلى الخارج وحققوا خبرة واسعة، عادل السيوي ومحمد عبلة على سبيل المثال، وهناك فنانون آخرون استفادوا من تجارب الغرب في الفن، وإن كانت الأعمال التي تعرض في قاعة »تاون هاوس« في القاهرة لا تعجبني كثيراً لأن المسئول عنها يروج لأعمال تقلد الغرب، كما أنني وجدت نفسي في الكتابة، فهي تضعني في حالة سحر ووجد غير عاديين وطبعا الرسم بقلم سنه رفيع جدا يضعني في حالة سحر أيضاً، وأنا من أشد المعجبين بالفنان المصري عزالدين نجيب، فهو يرسم ويراقب الحركة التشكيلية والنقدية الغربية ويتابع ذلك كتابة، لذا أراه فنانا شاملا ومتميزا، والحضارة المصرية القديمة غنية جدا بالفنون لو لم يكن لدينا قديم لما وصلنا إلى الحديث، والمشكلة في العلاقة بالتراث أنه يجب ألا يكون هناك افتعال وتقليد حرفي، لأن الافتعال شيء سيئ.

والالتزام الفني هو الصدق الذي يحقق مبدأ الالتزام الفني، وهو مشكلة كل الفنانين تقريبا، فيجب على كل فنان التزام الصدق مع نفسه حتى يصل إلى المتلقي.

معارض دولية

وعن تجاربه في إقامة المعارض في كثير من دول العالم قال: كل معرض بالنسبة لي يجب أن يكون له سبب ودافع، سواء كنت أمر بمرحلة جديدة أم موضوع جديد أم تقنية جديدة أم خطوة على الطريق. فالمعرض ليس استعراض عضلات، ولا كمية شغل أو بضاعة للبيع، وبالتالي ينبغي إقامة معرض، فهذا ليس هدفي، ومعرضي الجديد يعتبر مرحلة جدية مع نفسي صنعها سحر النيل والمراكب الشراعية.

أما عن مراحل تطور تجربته الفنية فقال: أهم نقطة تحول في حياتي هي رحلة باريس التي فجرت في داخلي مواهب كثيرة، فاكتشفت مثلاً أهمية الكتابة، ففي عام ١٩٩٥، عندما بدأت الكتابة، كنت وقتها منبهراً بقراءة ما يصدره أغلب الكتاب والروائيين في العالم، وهي أجمل تجربة.. وقد نتج عنها كتابتي لـ »ثلاثية الأيقونة« وعن مستقبل الفن قال: بالفن يمكن تغيير العالم، من خلال الحب والسلام والحوار، فهو ضد الحرب والكراهية، إذ بالحوار وبمزيد من الحب يسود السلام.

وعن المشاركة في عالمية الفن التشكيلي أوضح أن صدق الفنان والتزامه تجاه العمل الفني في البداية ثم الارتقاء بالمستوى وبعد ذلك السعي للانتشار للخروج من المحلية.. كل هذه العوامل تساعد على الوصول إلى العالمية.

وعن اختيار الفكرة في العمل قال: لا توجد خطوة مسبقة عند القيام بأي عمل فني، وإلا فإنني أصبح موظفاً، في البداية تكون هناك الرغبة في تنفيذ عمل فني ويتم اكتشاف الفكرة أثناء التنفيذ، أو حتى مع المتلقي، وتتكون الفكرة التشكيلية على الورق أو على القماش أو على أي خام أولا، ثم يتم اختيار التقنية بعد ذلك، لأن الفكرة هي التي تفرض التقنية وليس العكس.

وعن الاستمرارية للفنان التشكيلي قال: هناك شيء سيئ اسمه »أمية العين« فالناس لا يعرفون كيف يقرأون اللوحة أو التمثال أو أي عمل فني، فلو توصلنا لأن نعلم الناس كيفية قراءة العمل الفني، عندئذ ستكون هناك قيمة للفنون التشكيلية، فيجب أن يكون هناك تجديد باستمرار عن طريق عمل أبحاث ريادية جديدة في الفنون التشكيلية تهز العالم وتؤثر فيه وينبغي ألا يصبح الفنان التشكيلي مجرد حرفي، يكتفي بالصفة، وعليه أن يرتبط بالثقافة، سواء كانت محلية أم عالمية، وأن يتخذ مذهبا خاصا به هو فقط.













.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة