الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٦ - الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

معسكر النجف.. حربة إيرانية ضد العرب!







من المؤسف حقا أن يتحول (العراق) من حارس للبوابة الشرقية العربية في الخليج العربي إلى (حديقة خلفية) للنظام الايراني يفعل فيه ما يشاء، ويجعل منه حرابا قاتلة ضد الدول العربية الخليجية..

والخبر الذي نشرته "أخبار الخليج" يوم أمس يؤكد هذه الحقيقة، حيث تم افتتاح معسكر تدريبي في محافظة النجف لعدد من المواطنين العرب، ومن المنضمين إلى (الحوزة العلمية) بالمدينة من أقطار عربية منها البحرين والسعودية وسوريا ومصر وبلدان أخرى، ويضم ألفا وخمسمائة متدرب عربي يتلقون تدريبات قتالية على مختلف صنوف الاسلحة وحرب الشوارع والتحمل البدني، وقد خصصت إيران مليون دولار لتأمين نفقات المعسكر.

لم تعد الأمور في خانة الصفقات السرية، واخفاء حقيقة التوسع الايراني في المنطقة العربية، بل أصبح كل شيء على المكشوف.. وايران التي تسيطر حاليا على لبنان والعراق، تريد مواصلة التوسع السياسي في بقية دول المنطقة، ليس دول الخليج العربية فقط، بل بقية الدول العربية، ولا تخفي رغبتها في بسط نفوذين سياسي وعقائدي لها في مصر، وتشتري بالأموال حاليا بعض ضعاف النفوس في مصر لتحويلهم إلى المذهب الشيعي الايراني، وتحاول التغلغل في الوسط الاعلامي المصري وفي المنتديات الفكرية والسياسية.. وكذلك تحاول بسط نفوذها في تونس وليبيا والمغرب واليمن.

اما مخططاتها التوسعية في دول مجلس التعاون الخليجي فلم تعد سرية.. انها لاتزال تعبث بالوضع الأمني عبر (الوفاق) وبقية أطقم حزب الله في البحرين، وتتعامل مع (البحرين) كما لو كانت جزءا من ايران!

وفي السعودية تحرك عناصرها في القطيف وبقية (المنطقة الشرقية)، وكل يوم تدفع بالمصادمات مع قوات الشرطة من أجل ارباك الوضع الأمني في السعودية، والدفع بالمجتمع نحو الفتنة الطائفية، تماما مثلما فعلت في البحرين منذ سنوات طويلة.

ليس هذا فحسب، بل تتحرك جغرافيا نحو اليمن، حيث ضُبطت خلية تجسس ايرانية تعمل في تعز ويقودها ايرانيون، ولها صلة بالحوثيين، وتشتري الولاءات السياسية والضمائر بالدولارات الأمريكية لكي يزداد نفوذها في اليمن.

كل هذا نعرفه عن إيران ولم يعد خافيا، لكن ما يحز في النفس حقا ان تسيطر إيران على (العراق) قلب العروبة النابض في منطقة الخليج، وتنهب ثرواته الاقتصادية و(تشفط) آباره النفطية الحدودية، التي ليست كلها آبارا مشتركة، بل بعضها آبار عراقية حدودية.. والتعاون الرسمي (الايراني العراقي) في ضرب دول الخليج صار واضحا، بدليل ان معسكر النجف التدريبي حضره وزراء عراقيون وممثل (السيستاني) والجنرال الايراني (قاسم سليماني).. وهكذا تحول (العراق) من حامي حمى الخليج إلى (حديقة خلفية) لإيران وولاية الفقيه!















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة