الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٧ - الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

كلما كبرت "الصناديق السيادية" للخليج.. طمعت أمريكا أكثر!





هل حقا يحاول الغرب من جديد السيطرة على الثروات العربية لتعويض الخسائر المتتالية في ميزانيات الحكومات الأوروبية والأمريكية جراء "الأزمة الاقتصادية" العالمية منذ ٢٠٠٨ حتى الآن؟

تأكيد الاجابة عن هذا السؤال جاء منذ يومين على لسان "ضاحي بن خلفان" رئيس شرطة دبي، حيث قال: ان أمريكا تطمع في ثروات دول الخليج العربي كلما كبرت أحجام وميزانيات "الصناديق السيادية" لدول المنطقة.

وقد كشف بنك "باركليز" في أحدث التقارير الصادرة عنه ان ٤١% من الكنوز الثمينة يمتلكها أصحاب الثروات من منطقة الشرق الأوسط، وقد تم اقتناؤها لدوافع مالية، الأمر الذي يضعهم في أعلى القائمة مقارنة بنظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية (٩%) وأوروبا (١١%) وآسيا (٣٤%).

هذا على صعيد الثروات الشخصية، فما بالكم بثروات الحكومات والدول في الخليج؟!

ففي تقرير نشرته "أخبار الخليج" يوم أمس شهد الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الامارات العربية المتحدة وحدها ارتفاعا كبيرا وصل الى ٤٠% خلال عام ٢٠١١ مقارنة بعام ٢٠١٠، فيما ارتفعت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للدولة بما يقارب ٢٣% لتصل الى ما يقارب ٩٢٨ مليار دولار خلال عام ٢٠١١ مع كون دبي صاحبة الحصة الرئيسية بنسبة ٧٦%.

لننتقل الآن الى الضفة الأخرى.. حيث لا يزال العديد من الدول الأوروبية يعاني افلاسات في ميزانيات الحكومات والبنوك والقطاع الخاص، وتكاد أسبانيا تلحق باليونان وايطاليا تلحق بايرلندا، وهناك من يفكر في الخروج من منطقة (اليورو) في الاتحاد الأوروبي.. أما الاقتصاد الأمريكي فهو على الرغم من التحسن الطفيف في عجز الميزانية، فإن التقارير التي نشرت أمس أيضا قالت: ان هناك توقعات بأن يصل العجز في الميزانية الأمريكية إلى قيمة ١,٢١ تريليون دولار في عام .٢٠١٢

وقد درسنا في تاريخ الاقتصاد السياسي ان الامبراطوريات الكبيرة تلجأ الى سد العجز الاقتصادي الذي تقع فيه بواسطة اللجوء الى الحروب الخارجية وغزو المستعمرات وإخضاع الشعوب الأخرى ونهب ثرواتهم الاقتصادية.. ومن هنا يأتي اهتمام أمريكا والدول الأوروبية حاليا بما تسميه (ثورات الربيع العربي)! والحقيقة هي إعادة صياغة للهيمنة الغربية على مقدرات الوطن العربي، وعلى الرغم من ادعاءات أمريكا والغرب عموما بوجود تحالف استراتيجي مع دول مجلس التعاون الخليجي، فإن هذا لا يمنع من الطمع أكثر في ثروات المنطقة النفطية والمالية، وبالتالي فان تعريض الاستقرار والأمن للخطر في دول المنطقة من بين السياسات والمناورات التي تلجأ اليها أمريكا والغرب، وذلك من أجل إبقاء حكومات الخليج في حاجة مستمرة إلى الترسانة العسكرية الغربية في المنطقة، مع تحريك مستمر للجماعات المتطرفة لإرباك الأوضاع الداخلية.

وبعد.. هل من شك في اجابة "ضاحي بن خلفان" حول الأطماع الأجنبية في ثروات الخليج العربي؟!

















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة