احذروا.. فالقادم أسوأ
 تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢
صلاح فؤاد عبيد
جميع المنظمات العالمية بلا استثناء تحارب باستماتة زواج الفتيات في الدول الإسلامية قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، بل وتشن بعض تلك المنظمات حربا ضروسا لمنع تزويج الفتيات المسلمات قبل بلوغهن سن الحادية والعشرين تحت زعم أنها سن الرشد القانوني، ولو كان الأمر بيد تلك المنظمات لمنعت الزواج نهائيا في دولنا الإسلامية!
تلك المنظمات العالمية مدعومة ماديا وسياسيا بقوة من قبل الدول المتقدمة، لأنها تخدم مخططاتها الصهيونية، وهدفها واضح تمام الوضوح وهو منع العلاقات الزوجية الشرعية والقانونية إذا كان طرفاها أو أحدهما دون سن الثامنة عشرة على الأقل، تحت مزاعم واهية، من قبيل وجود مخاطر جسيمة على حياة الأم والجنين إذا كانت الأم تحت سن العشرين، وأن زواج الأم المبكر يحرمها من التمتع بطفولتها ومراهقتها، بينما تستميت تلك المنظمات التافهة في محاولة تشريع العلاقات الجنسية المحرّمة وجعلها محمية بموجب القانون، كما تستميت في سبيل إقرار قانونية الشذوذ الجنسي ومنح حقوق دستورية وتشريعية لممارسيه تشمل حق الزواج بعقد رسمي، لتصبح ديارنا الإسلامية موبوءة بأمراض العالم الغربي وشذوذه ومجونه واختلاط أنساب مواطنيه وهوان وضياع شرفهم وعفتهم!
آخر الدراسات العلمية التي صدرت حول المواليد الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية التي هي قائدة العالم الغربي (المتحرر من كل خلق وفضيلة) أكدت أن ٧٥ في المائة من المواليد في أمريكا سنويا هم أطفال مجهولو الآباء ومن أمهات مراهقات تتراوح أعمارهن بين ١٥ و١٩ عاما!
الدراسة أجراها باحثون من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في ولاية أطلنطا الأمريكية وتناولت تحليلا لبيانات جمعت بين عامي ٢٠٠٤ و٢٠٠٨ تتعلق بمراهقات تتراوح أعمارهن بين ١٥ و١٩ سنة حملن سفاحا وأنجبن أطفالا فتبين أن في أمريكا النسبة الأعلى من ولادات المراهقات في العالم إذ شكلت حوالي ٧٥ في المائة من كل الولادات في البلاد.
هذا هو النموذج الذي تريد الولايات المتحدة ومن ورائها الدول الغربية تعميمه وتدويله ليشمل دول العالم كلها وبالذات منها الدول الإسلامية التي هي الدول الوحيدة في العالم اليوم التي مازالت شعوبها في مجملها نقية الأنساب، معروفة الآباء، طاهرة الشرف إلا قلة قليلة (متفرنجة) سلكت النهج الغربي المتحلل من القيم والأخلاق لكنها لا تشكل نسبة يعتد بها بين شعوبنا.
كل الاتفاقيات الدولية التي يتم فرضها على دولنا وشعوبنا من قبل منظمات حماية المرأة والطفولة العالمية إنما هدفها اغتصاب عفة بناتنا، ونشر العري والعلاقات المحرّمة بين شبابنا من الجنسين للقضاء على أهم ميزة تميزت بها أمتنا طوال آلاف السنين وهي الشرف والعفة ونقاء الدم والمحافظة بمنتهى الصرامة على الأعراض والأنساب، وإذا لم نقف نحن الشعوب الإسلامية قبل حكوماتنا أمام هذه الهجمة الغربية الممتدة منذ عقود عديدة على ديارنا وشعوبنا الإسلامية فإن نهاية أمتنا ستكون قريبة جدا، أقرب مما نتخيل، إذ أنهم يريدون لنا أن نكون أمة من اللقطاء، بلا شرف ولا فضائل ولا أخلاق، تنتشر في ديارنا الدعارة والجريمة وتعاطي المسكرات والمخدرات، حتى تسقط بسقوطنا آخر عقبة أمام الهيمنة الكاملة للصهيونية العالمية على كل جنبات هذا العالم الخائر القوى والأخلاق.
احذروا.. فإن القادم أسوأ بكثير مما نحن فيه اليوم، وإذا لم نوحد صفوفنا شعوبا وحكومات أمام الهجمة الصليبية الصهيونية التي ازدادت ضراوتها في السنوات الأخيرة ضد دولنا وشعوبنا وأمتنا فعلينا جميعا السلام.
salah_fouad@hotmail.com
.
مقالات أخرى...
- تعالوا نحلم معا - (25 يناير 2012)
- أفيقوا قبل فوات الأوان - (23 يناير 2012)
- مخاطر الباراسيتامول - (22 يناير 2012)
- إذا أردنا التقدم - (20 يناير 2012)
- مسئوليتنا جميعا - (19 يناير 2012)
- لو كانوا صادقين - (17 يناير 2012)
- مشروع حضاري نتمناه - (16 يناير 2012)
- لصالحنا وصالحهم - (15 يناير 2012)
- تأثير الخطاب الديني - (14 يناير 2012)