الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٨ - الخميس ٢ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نملك ثروة عظيمة





تحت عنوان: (صناديق مخصصة لرمي الأطفال غير المرغوب فيهم في روسيا) نشرت الصحف يوم أمس خبرا يقول: «ركّب إقليم كراسنودار في جنوب روسيا خلال شهر نوفمبر من العام الماضي خمسة صناديق مخصصة لوضع الأطفال غير المرغوب فيهم، حتى تتمكن الأمهات من وضع أطفالهن في مكان آمن بدلا من التخلص منهم في مكب للنفايات»!

وأضاف الخبر: «جاءت هذه الخطوة من روسيا للحد من عدد اللقطاء الذين يتم التخلص منهم بطريقة وحشية في حاويات القمامة، وفقا لما ذكره مسئولون في وزارة الصحة. ونقلت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية عن (إيلينا ريدكو) رئيسة دائرة الصحة في إقليم كراسنودار أنه تم العثور على مولودة جديدة في الصندوق الجديد بعد شهر من تركيبه وتم تسليمها إلى المسئولين في دار الرعاية. وأضافت أنها تعتقد أن العديد من العائلات سترغب في تبني هذه الطفلة وذلك لقلة الأطفال في الإقليم».

واستطرد الخبر: «بدأت هذه الفكرة في (كيب تاون) في جنوب إفريقيا خلال ربيع العام الماضي حيث تم توزيع عدد من الصناديق لوضع الأطفال غير المرغوب فيهم في أماكن صحية وظروف مناسبة من دون أن تضطر الوالدة إلى الكشف عن هويتها. وتأمل المديرة التنفيذية للمشروع الروسي أن تسهم هذه الخطوة في حماية المواليد الجدد لتتم عملية تبنيهم بأمان. وذكرت أن بعض الأمهات يتركن أولادهن في أماكن خطرة حيث يتعرضون لهجوم من قبل الكلاب أو غيرها من الأضرار» انتهى.

أقول: يثبت البشر يوما بعد يوم صواب الدين الإسلامي وأنه العقيدة الأصلح والأفضل للبشرية إلى قيام الساعة، فكل من أعطاه الله عقلا راجحا لا بد من أن يتأكد - وهو يقرأ هذا الخبر وأمثاله من الأخبار المتعلقة بثمار العلاقات المحرّمة التي نهى عنها الله تبارك وتعالى في جميع الديانات السماوية منذ بدء الخليقة - أن تطبيق أحكام الإسلام واحترازاته واحتياطاته في هذا الخصوص هي الأصوب والأجدر بالتعميم على جميع بلاد الدنيا، لأنها تحمي البشر من الرجوع إلى عصور الظلام والتخلف التي كان يوأد فيها المواليد غير المرغوب فيهم ظلما وعدوانا وتعديا على النفس البشرية التي حرّم الله قتلها إلا بالحق.

إن مقارنة بسيطة بين حال المجتمعات المسلمة اليوم ــ على الرغم من تراجعها أخلاقيا وسلوكيا درجات كثيرة عما أمر الله به ــ وبين المجتمعات غير المسلمة كفيلة بتوضيح مدى احترام شريعتنا ودولنا للمرأة واهتمامهما بالمحافظة عليها وحمايتها من الاعتداءات الإكراهية كالاغتصاب، ومن الاعتداءات الطوعية كالعلاقات غير الشرعية التي تتم بموافقة المرأة نفسها بعد وقوعها ضحية إغواءات شياطين الإنس والجن، وخصوصا في هذا العصر الذي سهلت فيه وسائل الاتصال إقامة تلك العلاقات وانتشارها في العالم كله انتشار النار في الهشيم، وثمرتها هاهي بارزة للعيان، وصدق المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه حين أخبرنا أن من علامات الساعة انتشار (ولد الحنث) أي أبناء الزنى.

إذا أراد هذا العالم كله، بجميع أديانه وطوائفه ومذاهبه أن يحل مشكلاته المستعصية ومعضلاته المستحكمة ليهنأ بالأمن والسلام والطمأنينة فإن الإسلام الصحيح الخالي من التعنت والتشدد والتطرف والتنطع بجميع أشكالها وألوانها هو السبيل الإلهي الموصوف للبشرية كلها طريقا للسعادة في الدنيا وللنعيم في الآخرة. وإذا أبى العالم إلا أن يستمر في غيّه وظلمه وانحرافاته الفكرية والعقائدية والسلوكية فإن مهمتنا نحن المسلمين أن نقدم له القدوة والمثل الأعلى، وهي المهمة التي نجح أجدادنا في تقديمها للعالم الذي مازال يدين لهم بالفضل في تقدمه العلمي والفكري.

ألا ليت المسلمين اليوم يحسون بالثروة العظيمة التي يملكونها، وهي دينهم القويم، ويحافظون عليه ويستميتون في الدفاع عنه، إذاً لأصبحوا سادة هذا العالم الخاوي روحيا وأخلاقيا، ولاستعادوا مكانتهم الحضارية التي قاد بها أجدادهم العالم كله قرونا طويلة.





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة