الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٨ - السبت ٣ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

خطيب جامع الخالد:

لنا أن نفخر بالشعب السوري الصامد.. وندعو له





في خطبته ليوم الجمعة بجامع الخالد أمس قال فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي: حقاً علينا وعلى كل مسلم أن يفخر بالشعب السوري المسلم الصامد المجاهد الذي ضرب أروع الأمثلة والشجاعة للوقوف في وجه أعتى الأسلحة الفتاكة من قبل النظام السوري التي يرتكب القتل والتشريد وانتهاك حقوق الإنسان، كل هذا يحدث في بلد الشام على مرأى من المسلمين.. بينما فرج الله قريب بإذن الله بالنصر والتمكين ان الله يستجيب لدعوة المظلوم والضعفاء الذين وعدهم رسول الأمة كما جاء في الحديث الشريف «اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام».

يقول الله تعالى: «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» (رواه الطبراني وصحيح الجامع). وجاء في الحديث كذلك: «يا أمة الكرامة والرفعة من لم يسأل الله يغضب عليه». (رواه الترمذي).

«توجيه نبوي للأمة الإسلامية والبشرية: من لم يسـأل الله يغضب عليه ان سألت بني آدم غضب منك، وإن سألت أخاك غضب منك.. وإن سألت رئيسك في العمل غضب منك، ولكنك إن لم تسأل الحنّان المنّان الكريم جلّ وعلا يغضب عليك».

لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب

الله يغضب ان تركت سؤاله وبني آدم حين تسأل يغضب

لقد جاءت نداءات واستغاثات الشعب السوري المسلم ومحنته الأليمة الذين لم يعد لهم حول ولا قوة سوى استقبال الضربات المتتالية بأعنف الأسلحة الفتاكة للجيش السوري التي راح ضحيتها الكثير من المدنيين العزل والأطفال والنساء وما تعانيه بلادهم من موجات البرد القارس ومئات المصابين والجرحى، لذا يخرج معظم المدنيين من قراهم ومدنهم تاركين وراءهم ممتلكاتهم، قاصدين مناطق آمنة هم وأطفالهم الذين يعانون المرضى بسبب ندرة وصول المواد الغذائية والأدوية والمضادات الحيوية إليهم. لقد كان من واجب منظمات الإغاثة العالمية الدولية توفيرها بأسرع وقت ممكن لمثل هذه الحالات المأساوية للشعب السوري.

ولكن من الملفت ان النظام السوري رفض دخول كثير من المنظمات الإنسانية والإغاثية والهيئات الصحية واكتفى بالصليب الأحمر ورفض هيئات الإغاثة الدولية القادمة من الدول الإسلامية والغربية وأي عمل إغاثي لمساعدة الشعب السوري إلا بعد الحصول على موافقة الحكومة السورية، بينما الشعب يموت ظلما وعدواناً. وليعلم الظالمون في كل أنحاء العالم ان الله سبحانه وتعالى قريب يجيب دعوة المضطر فيسمع المولى عز وجل دعاء المظلومين ودعاء إخوانهم لهم بالنصر والتمكين، دعاء المسلم لأخيه المسلم مستجاب كما جاء في الحديث الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة المسلم لأخيه تطهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل» (رواه مسلم). فنصر الله جل وعلا وفرجه قريب لإخواننا في سوريا.

يتعين علينا الا نستنصر ولا نسترزق إلا من ربنا وكفى به ناصرا ورازقا ووليا ونصيرا.

دخل رجل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب يوم الجمعة فشكا إليه الضرر فقال يا رسوله الله: هلكت الأموال وجاعت المواشي وتعطلت السبل فادع الله أن يغيثنا فرفع صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يده فقال: «اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا. قال أنس فلا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة حتى نشأت سحابة من وراء سلع مثل الترس فانتشرت وأمطرت فلا والله ما رأينا الشمس من الجمعة إلى الجمعة». (رواه مسلم والبخاري).

عباد الله.. أما آن للجمعيات المسيسة التي أخطأت في حق الشعب والوطن أن تبادر بالاعتذار والندم لهذا الشعب البحريني الأبي وان ينهوا خلافاتهم ويفتحوا صفحة جديدة فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

إن أساليبهم الفجّة هذه هي التي دفعت وشحنت الشباب الذي لم يستو على سوقه، ولم يشتد عوده ولم تكتمل أهبته، وضاعوا وتاهوا واللوم يقع على من حرضهم. واليوم يجب علينا جميعا العمل على بذل أقصى الجهد من أجل تبصير الشباب وتسليحهم بالفهم السليم للدين الإسلامي الحنيف وتثقيفهم بالعلم النافع.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة