أدخل مركز الخليج التخصصي للسكر تقنية طبية حديثة ومتطورة لعلاج إصابات القرنية المخروطية التي تعد من الأمراض الشائعة في البحرين ودول الخليج العربي.

وطبقا لما ذكره الدكتور وائل وجيه استشاري جراحة العيون بالمركز وزميل كلية الجراحين الملكية ببريطانيا، فإن طريقة الربط البيني باستخدام عقار الريبوفلافين تعد من أحدث الأساليب المكتشفة حتى الآن لعلاج هذا المرض الشائع حيث أجريت هذه الطريقة للمرة الأولى بأحد المراكز الطبية في سويسرا عام ٢٠٠١، وبعد نجاحها تم اعتمادها من قبل دول الاتحاد الأوروبي في ٢٠٠٩، وسيتم اعتمادها من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA للاستخدام في الولايات المتحدة خلال العام الجاري، وذلك بعد ظهور النتائج الايجابية للمرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية التي تجرى حالياً على العديد من المرضى في أحد عشر مركزاً متخصصاً بالولايات المتحدة.

وبفضل هذه التقنية الحديثة تم الحد من اللجوء إلى زراعة القرنية التي كانت تعتبر حتى وقت قريب الحل الوحيد للمراحل المتقدمة من هذا المرض مشيرا إلى ان عقار الريبوفلافين آمن تماماً وهو نفسه فيتامين (ب٢) الموجود في القمح والحبوب.

وبالنسبة إلى كمية الأشعة فوق البنفسجية المستخدمة في العلاج، فهي تعادل تعرض الشخص لضوء الشمس الطبيعي على مدى يوم كامل مشيرا إلى ان المضاعفات المحتملة للعلاج مؤقتة ويمكن معالجتها بسهولة وتتضمن ألما خفيفا خلال الايام الاولى للعملية والحساسية من الضوء وتشويش بسيط بالرؤية.

وطبقا للدكتور وائل وجيه فإن عملية العلاج الضوئي (الربط البيني) تعتبر آمنة تماماً ولا تتضمن أي قطع بنسيج القرنية وبالمقارنة بعملية زراعة القرنية فإنها لا تتطلب تخديرا عاما ولا تؤثر على أنسجة العين الأخرى ولا توجد بها مخاطر بالإصابة بالعدوى من القرنية المزروعة.

ويعد مرض القرنية المخروطية أحد أمراض العين الشائعة خليجيا ونسبة حدوثها في دول الخليج العربي اكثر منها في دول اوروبا وامريكا ويعود السبب في ذلك إلى الاسباب الوراثية والجينية الناتجة عن زواج الاقارب بالإضافة إلى مضاعفات عمليات الليزك التي كانت تجرى حتى وقت قريب بطرق قديمة تفتقر إلى معايير الأمان، مشيرا إلى ان هذه الاصابات تؤدي في كثير من الاحيان إلى ضعف شديد في حدة الأبصار وفقدان الرؤية.

ويعاني مريض القرنية المخروطية ضعفا متناهيا في حدة الإبصار ناتج عن تشوه نسيج القرنية وتزداد نسبة الإصابة بين المرضى الذين أجريت لهم عمليات تصحيح نظر خلال العقدين الماضيين قبل ظهور التقنيات الحديثة المستخدمة في هذا النوع من العمليات في وقتنا الحاضر.