بحلول موجة من البرد القارس، تراود عقل المواطن مخاوف من انعكاس موجة البرد على أسعار السمك، حيث بدأ يتردد بين المواطنين أن أسعار الأسماك وصلت إلى الذروة.. فما مدى دقة هذه المعلومات؟ وما حقيقة وضع سوق الأسماك من حيث الوفرة والسعر وتواصل الزبائن مع السوق؟ دخلت محل «الخليج للأسماك» لصاحبها حميد الرياش، وتبين أنه من أوائل العاملين بهذه المهنة (صيد وبيع الاسماك) منذ سبعينيات القرن الماضي، وتنقل بين أرجائها، أوصلته إلى إريتريا واليمن وعمان والسعودية فترة من الزمن ثم عاد إلى العمل في البحرين.

يقول الرياش في جواب له حول توافر الأسماك وأسعارها، والجو البارد وأثره في ارتفاع أسعار السمك، وهل صحيح أن ما يردده المواطنون في محله؟

فأجاب: نعم، الأسعار ارتفعت، والسبب ليس فصل الشتاء بالأساس، وإنما بسبب تراجع طول الأسياف (الشواطئ) القريبة على البحر، منوها الى أن الشواطئ تجلب السمك لوجود حرارة الشمس فيها، وتكون عادة دافئة، فتجذب السمك، وبتراجعها، تراجع حجم وعدد وأنواع الأسماك التي نصطادها قياسا مع ٣٠ سنة أو أكثر، فهجر السمك المعروف في البحرين وخاصة الصافي والشعري والهامور إلى مناطق أخرى قريبة من الدول المجاورة كالسعودية وقطر، وبعضه بقي يمر بين الحين والآخر في طريقه الى البحرين فنصطاده.

وحول أسعار الأسماك المعروضة في محله، أوضح، هي كالتالي: الصافي ٥ دنانير حاليا مقارنة مع دينارين إلى ثلاثة سابقا، الشعري بلغ ٣ دنانير مقارنة مع دينار ونصف من قبل، السمن (شبيه بالهامور) الكيلو ٣ دنانير ونصف حاليا مقارنة مع دينار ونصف سابقا، مشيرا إلى أنه كلما زاد حجم دفان الشواطئ، على المواطن أن يتوقع مزيدا من ارتفاع أسعار الأسماك.

واختتم حديثه بملاحظة مفادها أن سوق الأسماك مهددة، عازيا ذلك إلى إفساح المجال للباعة المتجولين بين البيوت والأسواق، وهذا لا ينافس السوق بقدر ما يدمرها، وسألناه لماذا؟ فأجاب لأن البائع المتجول لا رقابة عليه لا في السعر ولا في نظافة المعروض من السمك ولا في أين يحل ويرحل حتى لو حاصر طريقا أو مدخلا للسيارات.

ثم انتقلنا إلى داخل السوق من الجهة الشرقية، وشاهدنا عددا من المشترين مقابل عرض واسع لأنواع مختلفة من الأسماك والروبيان والقباقب وغيرها من الكائنات البحرية، وعرفنا ان الاسعار متقاربة بين معظم محلات البيع، وهي كالتالي: كيلو الجنم ٣ دنانير ونصف مقارنة مع دينارين سابقا (أي قبل مدة قصيرة)، كيلو الهامور ٥ دنانير ونصف مقارنة مع ٣ دنانير سابقا، كيلو الصافي بين ٤ و٤ دنانير ونصف حاليا مقارنة مع دينارين سابقا.

أما اسعار الروبيان، فالكيلو ٣ دنانير للكبير وديناران للصغير، كيلو البلطي دينار واحد فقط، كيلو الكنعد ٣ دنانير ونصف، الشعري ٣ دنانير، الحمام ديناران، الكركفان دينار والميد دينار، أما القباقب فدينار للذكر ودينار ونصف للأنثى، والسبب ان الأنثى تحمل في جسمها البيض واللحم بنسبة أكبر من الذكر، وهذا النوع من صيد البحر مرغوب فيه من المقيمين في البحرين من أهالي تايلند والفلبين والصين بالإضافة إلى عدد محدود من المواطنين.