عرب إسرائيل والهوية الفلسطينية
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٦ مارس ٢٠١٢
لقد تفاقمت عزلة عرب إسرائيل حتى انهم أصبحوا يتطلعون إلى توطيد علاقاتهم مع أبناء عمومتهم في الضفة الغربية.
تعتبر «الناصرة» أكبر مدينة عربية في داخل إسرائيل. في الآونة الأخيرة وقعت مدينة الناصرة أول اتفاقية توأمة من نوعها مع مدينة رام الله التي تحتضن مقار السلطة والحكومة الفلسطينيتين في الضفة الغربية.
ترتبط مدينة رام الله باتفاقيات توأمة مع مدن عدة أخرى في الخارج غير أن مدينة الناصرة تعتبر مختلفة حسب رأي مها شحادة التي كانت من بين مهندسي اتفاقية التوأمة بين رام الله والناصرة.
تأمل مها شحادة أن يصبح بإمكان السياح الذين يزورون مسقط رأس المسيح (عليه السلام) التوجه أيضا إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية حتى تحذو حذو مدينة الناصرة وتتحول من مدينة كاسدة إلى وجهة سياحية مهمة.
يأمل القائمون على مشروع التوأمة أن تسهم هذه الخطوة الأولى من نوعها في توطيد الصلة بين مختلف أجزاء فلسطين التاريخية التي تسببت السياسة في تقطيع أوصالها.
تقول مها شحادة: «إننا نريد أن نعيد ربط الأوصال التي تقطعت ونعود بالزمن إلى ذلك الوضع الذي كان قائما قبل قيام دولة إسرائيل فوق أرض فلسطين التاريخية سنة ١٩٤٨، عندما كان الفلسطينيون يتنقلون بكل حرية على عكس اليوم حيث ان إسرائيل قد نصبت مئات من نقاط التفتيش الأمنية والحواجز العسكرية».
يقول رئيس بلدية الناصرة رامز جيارسي:
«لقد فرقت الاعتبارات الجيو - سياسية بين مدينتي رام الله والناصرة الفلسطينيتين. صحيح أننا الآن من عرب إسرائيل غير أن هويتنا ستظل عربية فلسطينية».
كان الفلسطينيون إلى وقت غير بعيد يعتبرون أن بني عمومتهم الذين ظلوا يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي مجرد عملاء. أما عرب إسرائيل فقد ظلت الاتهامات تلاحقهم حتى اليوم بعدم الولاء للدولة العبرية. لقد نما عدد السكان من عرب إسرائيل حتى أصبح اليوم يناهز عشرة أضعاف ما كان عليه سنة ١٩٤٨ لدى قيام دولة إسرائيل بمقتضى قرار التقسيم سنة ١٩٤٨ إذ يفوق عددهم اليوم مليونا ونصف مليون نسمة مما زاد من ثقتهم بأنفسهم. يشعر عرب إسرائيل بأنهم مهمشون سياسيا حيث ان التعددية السياسية لا تدخل في قاموس إسرائيل. إنهم يعتبرون أن رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إقامة دولة يهودية تهدد هوية الدولة العبرية كدولة ديمقراطية، ناهيك عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي يدعو إلى إخضاع عرب إسرائيل إلى قسم الولاء للدولة العبرية. إن عرب إسرائيل لا يثقون حتى بالمحكمة العليا الإسرائيلية. إن الكثير ممن كانوا يعتبرون أنفسهم «عرب إسرائيل» أصبحوا يفضلون تسمية «فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية». ازداد عدد المحاضرين والطلاب من عرب إسرائيل الذين يلتحقون بالجامعات في الضفة الغربية.
.
مقالات أخرى...
- أين أصوات الاعتدال في إيران؟ - (26 مارس 2012)
- حمى الانتخابات الرئاسية تبدأ في مصر - (23 مارس 2012)
- هل أضر «الربيع العربي» بالقضية الفلسطينية؟ - (18 مارس 2012)
- محمد حسنين هيكل.. ذاكرة مصر - (18 مارس 2012)
- مــــــن هــمش القضيـــــــة الفلــســطينية؟ - (17 مارس 2012)
- هل مازالت فلسطين«القضية المركزية»؟ - (17 مارس 2012)
- خيارات أوباما بين إسرائيل وإيران - (14 مارس 2012)
- أخطار التدخل في سوريا - (13 مارس 2012)
- هل تنجح العقوبات في شل الاقتصاد الإيراني؟ - (12 مارس 2012)