الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود:
إسناد المقاولات بغير مناقصات والزيادة الفاحشة في الأجور.. استيلاء على المال العام
 تاريخ النشر : السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
أكد الدكتور الشيخ عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في خطبته ليوم الجمعة أمس أن البعض يتساهل في التعامل مع المال العام لدرجة انهم يظنونه مالا مباحا، ويجوز لكل من وقع تحت يده أن يأخذه، أو يتصرف فيه كيفما يشاء.. مؤكدا ان مال الدولة هو مال لجميع المواطنين، والحاكم والحكومة مسئولون عن التصرف فيه.. جاء ذلك خلال خطبته ليوم الجمعة أمس.
وقال: إن للاستيلاء على المال طرقا عديدة منها إسناد المقاولات من غير مناقصة، وزيادة أجور البعض زيادات فاحشة.
وخلال الخطبة وجه الدكتور المحمود الشكر إلى أعضاء مجلس النواب الذين لم يوافقوا على الزيادة التي طلبتها الحكومة لـ «طيران الخليج» التي تهدر فيها الأموال هدرا بغير حسيب ولا رقيب.
وقال: هذه كلها طرق مدروسة حتى تضطر الدولة إلى بيعها بثمن بخس، وليشتريها البعض بأقل من قيمتها الحقيقية.
(التفاصيل)
في خطبته ليوم الجمعة أمس تحدث الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود بجامع عائشة أم المؤمنين بالحد عن حرمة المال العام قائلا:
يقول الله تعالى: «وَلا تُؤْتُوا السلافَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا. وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ولا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا».
حرمة أموال اليتامى والضعفاء
في هذه الآية دروس وتوجيهات:
الأول: تبين الآية أهمية المحافظة على أموال اليتامى والصغار والذين لا يستطيعون المحافظة على أموالهم وتنميتها لصغر أو سفه أو جنون أو نحو ذلك، ولذلك فرضت الشريعة الإسلامية الحجر عليهم حتى لا تضيع هذه الأموال ويصبحوا عالة على المجتمع.
الثاني: أن اموال الأفراد لها حكم المال العام لأن فائدتها تعود على المجتمع بأسره فلا بد من المحافظة عليها حتى لا تضيع، ولذلك اعتبر أموال السفهاء أموال المجتمع فقال: «أَمْوَالَكُمُ» مع أنها مملوكة لأفراد معينين وليست للدولة، فأوجب الله على المجتمع كله أن يرعى هذه الأموال حتى تسلم إلى المحجور عليهم إذا كبروا وتبين رشدهم وقدرتهم على المحافظة عليها وتنميتها.
وقد أكد الله تعالى حرمة هذه الأموال فقال عن عقوبة أولئك الذين يعتدون على أموال اليتامى فيأخذونها بغير حق: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا».
حرمة الاعتداء على المال العام
وللمال العام حرمة كبيرة كحرمة المال الخاص بل هي أكبر، ولذلك قال رسول الله (ص): (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة) أي يأكلونه بغير حق فلهم النار.
ويشمل المال العام مال الدولة، والمال المخصص للمنفعة العامة.
حرمة المال العام على ولي الأمر ومسؤوليته أن يحاسب من تحته
والحرمة على ولي الأمر في المال العام أكبر فقد قال الله تعالى عن أحوال الأنبياء: «وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُللا نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ». والغلول أخذ المال المؤتمن عليه بغير حق، والوعيد عام لكل من تصرف في الأموال الوبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عاقبة غلول المسؤولين للمال العام يوم القيامة في أي مستوى من مستويات المسؤولية في المال الخاص أو في المال العام فقال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّى أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلاَّنِى اللَّهُ، فَيَأْتِى فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِى، أَفَلاَ جَلَسَ في بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ. وَاللَّهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، إِلاَّ لَقِىَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِىَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ)، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِىَ بَيَاضُ إِبْطِهِ يَقُولُ (اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ).
وذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الغلول فعظم أمره وقال: (لِيَحْذَرْ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجِىءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَعِيرٍ عَلَى عُنُقِهِ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ أَغِثْنِى فَأَقُولُ إِنِّى لاَ أُغْنِى عَنْكَ شَيْئًا إِنِّى قَدْ بَلَّغْتُ، وَيَجِىءُ رَجُلٌ عَلَى عُنُقِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ أَغِثْنِى فَأَقُولُ إِنِّى لاَ أُغْنِى عَنْكَ شَيْئًا إِنِّى قَدْ بَلَّغْتُ، وَيَجِىءُ الرَّجُلُ عَلَى عُنُقِهِ رِقَاعٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ أَغِثْنِى فَأَقُولُ لاَ أُغْنِى عَنْكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ).
كما بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عاقبة من قتل وقد أخذ مال الغنيمة قبل أن تقسم وقال عنه الحاضرون: هنيئا له الشَّهادةُ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (كلاَّ، والذِي نَفْسُ محمد بيَدِه، إنَّ الشَّمْلَةَ لَتلْتهِبُ عليهِ نارا، أخَذَها من الغنَائِم يوْم خَيْبَر، لم تُصبِهَا المقاسِمُ)، فَفَزِعَ النَّاسُ، فجاءَ رجُلٌ بِشِراكٍ، أوْ شِراكَيْنِ فقال: أَصَبْتُهُ يومَ خَيْبر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (شِراكٌ من نارٍ، أو شِراكانِ من نارٍ)، لأنه أخذ من المال العام بغير حق وهو ماالتساهل في المال العام
يتساهل بعض الناس في التعامل مع المال العام حتى يظنونه مالا مباحا يجوز لكل من وقع في يده أن يأخذه، أو أن يتصرف فيه كيفما شاء أو أن يجيز لمن هو تحته أن يتصرف فيه كيفما يشاء.
المال العام لا يجوز صرفه إلا للمصلحة العامة، ومال الدولة مال لجميع المواطنين والحاكم والحكومة مسؤولون عن التصرف فيه.
طرق الاستيلاء على المال العام بغير حق
ولقد رأينا كيف يتم الاستيلاء على الأموال العامة للدولة بوجوه شتى منها:
- الرشاوى بكل أشكالها، باسم الوكالة أحيانا وباسم العمولة أحيانا.
- إسناد المقاولات إلى بعض الأشخاص أو بعض المؤسسات من غير مناقصة.
مطالبة من وقعت عليهم المناقصات بدفع عمولات لبعض الأشخاص تحت ضغط التهديد بسحب المناقصة منه، وبوعد أن يتم التعويض عنه بإسناد أعمال إضافية لذات المشروع.
- الفتاوى التي تصدر من بعض المتفقهين التي تجيز أكل مال الدولة والاستيلاء عليها لأن الحاكم ليس من مذهبه أو دينه.
- العمل على استغلال أموال مؤسسات الدولة وتفليسها بزيادة الأجور زيادات فاحشة وتمكين غير النزيهين من التصرف في أموال تلك المؤسسات.
شكر لموقف أعضاء مجلس النواب من دعم طيران الخليج
وأود أن أشكر أعضاء مجلس النواب الذين لم يوافقوا على الزيادة التي طلبتها الحكومة لطيران الخليج التي تهدر فيها الأموال هدرا بغير حسيب ولا رقيب حتى تكون تحت الرقابة.
- هناك من يرى أن الذي يحدث لطيران الخليج إنما يتم بطرق مدروسة حتى تضطر الدولة إلى بيعها بخسارة وبثمن بخس حتى يتمكن البعض من أن يشتريها بأقل من قيمتها الحقيقية وحينذاك سوف ترى الأرباح تزيد لهذه المؤسسة.
أكاد أرى ما قاله المتنبي في مصر من قرون متحققا في المال العام لدينا حيث قال:
نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد
وصدق المثل القائل: (قال المسؤول للسارق: من أمرك؟ قال السارق: من نهاني؟).
نتائج الحقد
دأب بعض موجهي الجماعات الدينية وغير الدينية على بث الحقد بين أتباعهم يظنون بذلك أنهم يحسنون صنعا بأتباعهم، لأنهم يرون أن أتباعهم لا يجتمعون إلا إذا كان أمامهم عدو، وإذا لم يجدوه فإنهم يخلقون عدوا لهم لتحقيق ما في نفوسهم من سوء.
وهذا الحقد وروح العداوة أول ما يصيب أصحابه فتسوء أخلاقهم مع غيرهم مهما حاولوا أن يخفوه، فمهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم.
وهذا ما رآه مجتمعنا من أثر الكراهية والبغضاء لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي يبثه بعض المتدينين في نفوس أبنائهم حتى أصيبوا بالأمراض النفسية التي ظهرت في تصرفات مدرسة مع طفل في الروضة أسماه أبواه باسم الخليفة الثاني الذي وطد دولة الإسلام وفتحت على يديه وفي ولايته الفتوح شرقا وغربا ودوّن الدواوين وكان مثالا للحاكم المتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه (ص).
عداوة عمر بن الخطاب لن تغير التاريخ
هل العداوة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ستغير التاريخ الذي مضى شاهدا بمكانته عند الله تعالى وعند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعند الخلفاء الراشدين وعند صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعند المسلمين وعند المؤرخين، سيبقى التاريخ كاتبا لكل مأثورات عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كانت الآيات تتنزل موافقة رأيه، كما في أسرى بدر وفي حجاب أمهات المؤمنين، وفي غيرها، واستجاب الله دعوة نبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يعز الإسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام، فكانت من نصيب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما يعلم الله ما في قلبه من خير للإسلام والمسلمين.
الحاقدون لا يصلحون أن يكونوا معلمين في أي مرحلة من مراحل التعليم، ومن ظهر منهم مثل هذه التصرفات يجب أن يحرموا من سلك التعليم الخاص والعام حماية للأجيال الناشئة.
.
مقالات أخرى...
- توقع جلسة مصادمات الثلاثاء القادم
- الإسراع في توحيد المزايا التقاعدية وفق أفضلها
- مصرع آسيوي وإصابة ستة في تصادم بين مركبتين وجها لوجه في الصخير
- خطيب جامع الخير يحذر من استخدام المنابر لإثارة الفتن بين الناس
- الشيخ عبدالله الحسيني: حصانة الصحابة مستمدة من الشريعة الإسلامية
- د. ناجي العربي يطالب بتدخل وزارة حقوق الإنسان في قضية الطفل عمر
- وفد تجمع الوحدة الوطنية ينجح في توزيع الكلمة على كل المشاركين مقرونة بالمستندات
- ٥٠ ألف زائر لمعرض البحرين الدولي للكتاب خلال أسبوع
- ضمان الجودة تستعرض إنجازاتها أمام وفد خليجي
- وزير البلديات يفتتح حديقة الروضة بمدينة حمد
- مطالبة «الأشغال» بسرعة إنجاز طريق السنابس- طشان
- إقبال جماهيري كبير على معرض «بحريني وافتخر»
- جامعة الخليج تشارك في مؤتمر الأدوار القيادية للمرأة بأبوظبي
- خطة بين «التربية» و«الثقافة» لترميم المدارس التاريخية
- أدعو الجميع إلى المشاركة في هذا المشروع لأهدافه الدينية والوطنية والتربوية
- وفد يمثل إدارة التخطيط بـ«دول التعاون» يزور البحرين
- أهالي «القلعة» يطالبون بسرعة توزيع وحداتهم السكنية
- حديث الملك مع طلبة الجامعة يحمل الكثير من المعاني السامية
- «التربية» تبحث تطوير برامج معهد التدريب
- لا يمكننا حل أي مسألة طارئة أو مزمنة إلا بالحوار
- إمداد «طيران الخليج» بـ٦٦٤ مليونا يضاعف من كاهل الموازنة
- «التربية» تؤكد استمرار تعاونها مع لجنة التحقيق البرلمانية في الدوام المدرسي
- ٢١٨ ألف دينار كُلفة ربيع الثقافة ولا توجد رسوم على مشاهدة الفعاليات
- وزير الصناعة يزور فندق الخليج
- وزارة حقوق الإنسان تفتح «دانات ٢» صباح اليوم
- وكيل العمل يترأس اجتماع لجنة التميز بالوزارة
- بلدية الجنوبية تشن حملة ضد الباعة الجائلين
- تطوير شوارع الحورة خلال الشهرين القادمين
- منع عصائر الألوان والنكهات بمقاصف المدارس
- تنفيذ اتفاقية المعاقين يتطلب تدريبا مستمرا
- مطالبة الجهات المختصة بمعالجة قضايا المحال التجارية المهجورة
- حظائر عراد تدخل مرحلة جديدة من الخلاف بين المعنيين
- مشروع لتدريب ٩٠٠ امرأة بحرينية على مهارات الحاسب الآلي
- افتتاح المرحلة الأولى لتطوير شارع الملك فيصل اليوم
- ٦٠ من وفيات مرضى القلب سببها الكولسترول
- جماعات عراقية تهدد بإرسال مقاتلين لدعم الأسد
- معهد المكفوفين يشيد بسياسة الدمج في المدارس
- إنه ثاني خير الأمة من بعد نبيها.. ومزلزل الأكاسرة
- انفجار سيليكون مغشوش بثدي امرأة يقتل جنينها
- طريق مفروشة بالنقود
- محكمة بريطانية تأمر بنفقة في طلاق شاذين جنسيا
- هاجمه أسد.. وأنقذته دبّة