رصدت كاميرا «أخبار الخليج» مشهدا لا يليق بسمعة سوق المنامة القديم، ولا يليق بسمعة الشارع الذي يقع فيه. المشهد باختصار لمحل تجاري مغلق مملوء بالمخلفات منذ عدة أشهر، مجاور لمحلات دليل للصرافة محاذ لشارع الحكومة.

وكشف مواطنون يؤمون سوق المنامة بانتظام عن معلومات عن هذا المحل المغلق منذ مدة طويلة، تفيد بوجود باب خارجي له بأعمدة حديدية (على شكل سياج) يمكن من خلالها رؤية ما بداخل المحل الذي تركه صاحبه، وأفرغه من محتواه، ومع الأيام تشطرت أجزاء المحل، وتكدست أتربة وقرطاس وقطع كارتون وأكياس نايلون وقطع أخشاب وعلب عصائر وأعمدة بلاستيك وغيرها بداخله وبزواياه.

وتساءل رواد السوق بالإضافة إلى أصحاب محلات بهذا الشارع: هل ستقوم بلدية المنامة بمعاينة المحل واتخاذ ما يلزم لكون المشهد لا يليق بـ«المنامة» عاصمة الثقافة العربية أم ستتركه كما هو مثلما أغمضت عينها شهورا؟ فيما كشف آخرون عن وجود مثل هذه المشاهد بداخل السوق، معربين عن تضايقهم منها، ومن تركها على هذا الحال وعلى هذه السجية، وذكروا أنه على الرغم من قلة عددها، ستكون متابعتها عملا ممتازا من قبل بلدية المنامة كجهة مسئولة عن هذا السوق.

ومن جهة أخرى، عاتب آخرون وزارة الثقافة لكونها تقوم بعمل ترميمات لأصحاب المقاهي القديمة، وتترك مثل هذه الحالات التي لا تليق بسمعة البلد ولا الشارع ولا المكان كعاصمة تجارية من جهة وكعاصمة ثقافية من جهة أخرى، فيما وجه مواطنون اللوم إلى لجنة متابعة تطوير السوق القديم لإهمالها مثل هذه الحالات، وأعربوا عن استغرابهم من هذه اللجنة (على الرغم من أن رئيسها تاجر معروف بالسوق وله وزنه بين أوساط رجال الأعمال)، لكن سكوته عن مثل هذه الامور يثير فينا تساؤلا وراء آخر عن سبب عدم الاهتمام.

ومن جهة أخرى، رفع صاحب محل من حدة نقده لبلدية المنامة بالقول: أنا من متابعي «أخبار الخليج» وألاحظ تغطية مستمرة للسوق وما يجري فيه من صعوبات، إلا أنه مع الأسف لا أرى من بلدية المنامة ذاك المستوى من التجاوب والاهتمام المباشر مهزهزا بالهوينا رأسه، ومحركا يديه تعبيرا عن يأسه من معرفة سبب عدم الاكتراث المتواصل لحال ولمعاناة سوق المنامة كسوق تراثي من قبل المسئولين، لكنه استدرك عتبه ونقده بابتسامة في نهاية كلامه صاحبها تعبير «وكأن الكلام لا يعني أحدا».