الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٩ - الاثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

يوميات سياسية


الفورمولا١ وما بعد انتصار الإرادة الوطنية





كتبت من قبل ان نجاح سباق الفورمولا ١ هو تحد وطني، وان هذا النجاح سوف يمثل الكثير بالنسبة للبحرين، وسوف يعني بالأخص انتصار الارادة الوطنية.. ارادة البناء الوطني على ارادة التخريب والارهاب.

واليوم، بعد نجاح تنظيم السباق بالشكل الذي تابعه العالم، يحق للبحرين ان تعتز بهذا النجاح وبقدرتها على مواجهة هذا التحدي. ولا بد هنا من التعبير عن الشكر والتقدير لكل من ساهم في تحقيق هذا النجاح، سواء الاتحاد الدولي للسيارات والفرق المشاركة التي رفضت الخضوع لمنطق الترهيب والتهديد واصرت على الشساركة في السباق، الى الجهات المنظمة، وكذلك المواطنون الذين حرصوا على حضور السباق والمشاركة في انجاحه.

غير ان هذا النجاح لا يمكن ان ينسينا ما جرى في الفترة القليلة الماضية، ويجب ان يكون هذا النجاح في حد ذاته مناسبة لتأمل ما جرى وما يعنيه بالضبط.

والحق ان ما شهدناه في الفترة الماضية فيما يتصل بالسباق، سواء في الداخل او الخارج، يمثل صفحة مؤلمة حزينة. نعني بذلك ما فعلته القوى التي تسمي نفسها المعارضة في الداخل، وما فعلته منظمات واجهزة اعلام وبعض الجهات الرسمية في الخارج.

في الداخل، صحيح اننا نعلم تمام العلم مواقف وتصرفات هذه القوى الطائفية التي تزعم لنفسها حق احتكار المعارضة طوال الأشهر الماضية وما الحقته بالبلاد من اذى. ومع هذا، فان موقفهم من السباق تجاوز كل حد متصور.

الكل كان يعلم ان تنظيم السباق في البحرين بعد ما شهدته البلاد يمثل حدثا وطنيا عالميا كبيرا، وان نجاحه له اهمية قصوى لاقتصاد البلاد ولنظرة العالم لها، وللنهوض بأحوال البلاد بشكل عام بعد الازمة.

لهذا، كنا نتوقع من هؤلاء في الداخل ليس ان يؤيدوا السباق او يشاركوا في انجاحه، مع ان هذا هو الموقف الوطني المفترض من أي قوة وطنية معارضة او غير معارضة، لكن على الاقل الا يعملوا على الحيلولة دون تنظيمه او محاولة افشاله.

لكن الذي حدث انهم استماتوا من اجل تحريض العالم كله كي يحول دون تنظيم السباق، ثم حاولوا بعد ذلك تخريبه بأساليب العنف والترويع التي اتبعوها في الايام القليلة الماضية.

اما عن القوى الاجنبية، سواء كانت بعض المنظمات او اجهزة اعلام او بعض الجهات الرسمية في الغرب، فقد كان موقفهم ايضا غريبا يثير عشرات التساؤلات.

هذا سباق رياضي عالمي وليس حدثا سياسيا. والقوى المعنية بتنظيم السباق وكذلك الفرق المشاركة اعلنت بوضوح انها متحمسة للمشاركة فيه ولا ترى أي مشكلة تحول دون ذلك.

وعلى ضوء هذا، كان متوقعا من القوى الاجنبية ايا كانت على الاقل الا تكون طرفا في الجدل السياسي حول السباق.

لكن الذي حدث ان هذه المنظمات واجهزة الاعلام الغربية وبعض الجهات الرسمية كتلك في الاتحاد الاوروبي، اختارت الفترة السابقة لتنظيم السباق مباشرة لتشن حملة جائرة واسعة النطاق على البحرين، ولتحاول ان تسبغ على السباق صبغة سياسية، وحتى تحرض على عدم تنظيمه او تشكك في جدوى تنظيمه.

معنى هذا ان هذه القوى ارادت في حقيقة الامر ان يفشل تنظيم السابق. وهي بهذا الشكل وضعت نفسها في نفس الموقع جنبا الى جنب مع القوى الطائفية في البحرين.

هذا موقف في منتهى الغرابة ويثير تساؤلات كثيرة. لماذا يفعلون هذا؟.. ما مصلحة هؤلاء في ان يفشل حدث عالمي كهذا في البحرين؟.. ما الذي يحركهم بالضبط؟.. هل هي مؤامرة على البحرين بالفعل كما يرى الكثيرون؟

اذن، ما جرى في الفترة القليلة الماضية فيما يتصل بالفورمولا١، كشف عن امرين خطيرين:

١ – اننا إزاء قوى طائفية داخلية ثبت بالدليل القاطع انها لا تريد اي خير للوطن.. لا تريد للوطن ان يتعافى او ان يخرج من ازمته او يحقق أي تقدم على الاطلاق. نحن إزاء قوى لا تتردد لحظة في ان تقاتل من اجل تخريب أي جهد وطني او أي انجاز يمكن ان يخدم كل ابناء الوطن.

٢ – نحن ازاء قوى اجنبية تستهدف البحرين بشكل سافر، ولا تتردد في التآمر عليها بشكل مفضوح، وايضا في محاولة تدمير أي انجاز وطني تسعى البحرين الى تحقيقه حتى لو تعلق الامر بحدث رياضي عالمي مثل هذا.

لهذا، اذا كانت الارادة الوطنية في البحرين قد انتصرت بالنجاح في تنظيم السباق، واثبتت البحرين انها قادرة على مواجهة التحدي رغم كل شيء، يبقى التحدي الأكبر مطروحا، وهو، كيف يجب التعامل مع قوى التخريب هذه في الداخل بعد ما حدث، ومع قوى التآمر في الخارج بعد ما فعلته؟



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة