الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥١ - الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٤ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

يوميات سياسية


ماذا يريدون من البحرين؟!





في الفترة القليلة التي سبقت تنظيم سباق الفورمولا١, فوجئنا بحملة سياسية وإعلامية ضارية على البحرين في الخارج. حملة شاركت فيها منظمات ومؤسسات عالمية، وبعض الجهات الرسمية, وبالطبع أجهزة اعلام غربية.

في توقيت واحد تقريبا, فوجئنا بمنظمة العفو الدولية تصدر تقريرا مطولا في ٧٠ صفحة عن الأوضاع الراهنة في البحرين, وهو تقرير في غاية السوء والتحامل وتعمد التشويه وابعد ما يكون عن الانصاف. وفي نفس الوقت, أصدرت مجموعة الأزمات الدولية بيانا هو بيان إدانة للبحرين من دون مسوغ او مبرر معقول. كما فوجئنا بالاتحاد الأوروبي يصدر بيانا أيضا ابعد ما يكون عن الموضوعية والإنصاف. هذا عدا الكثير من المقالات في الصحف الغربية والبرامج التلفزيونية والإذاعية الغربية كلها أيضا تستهدف البحرين.

إن الذي اتيح له ان يقرأ تقرير منظمة العفو وهذه البيانات والمقالات وان يتابع بعضا من هذه البرامج, سوف يكتشف فورا انه يجمع بينها أمور ثلاثة:

أولا: هذه التقارير والبيانات والمقالات والتغطيات, تنطوي كلها على ظلم فادح كامل للبحرين, وعلى تشويه لحقيقة الأوضاع فيها اليوم وما يجري من تطورات.

وحين نقول انها تنطوي على ظلم وتشويه, فهذا ليس لأنها توجه انتقادات إلى الحكومة أو تتحدث عن سلبيات في الوضع القائم. ليست هناك مشكلة في هذا اذا كانت هذه الانتقادات مبنية على معلومات وحقائق صحيحة ولها ما يبررها.

لكن الحادث ان هذا التشويه هو تشويه عمدي, ويقوم على تزييف للوقائع والحقائق أصلا.

هل من المعقول مثلا ان منظمة دولية مرموقة ولها دورها العالمي مثل منظمة العفو الدولية تعتبر في تقريرها المطول ان البحرين لم تقدم على أي خطوة إصلاحية لها قيمة, وان كل الإصلاحات ما هي الا مجرد إصلاحات شكلية وسطحية؟ هل من المعقول ان يعتبر التقرير ان الحكومة لم تلتزم بتنفيذ توصيات لجنة بسيوني؟. هل هذا معقول؟.. على أي أساس بنوا هذا الحكم؟.. وهل في هذا شيء من الموضوعية والإنصاف؟

وقس على هذا باقي البيانات والمواقف الغربية في الفترة الماضية.

ثانيا: ان الجهات التي اتخذت هذه المواقف تنحاز بشكل غريب - ولا يمكن ان يكون مقبولا - الى الجماعات الطائفية في البحرين ومواقفها.

من جانب, كل هذه التقارير والبيانات والمقالات تتستر على ما ترتكبه هذه الجماعات من اعمال عنف وتخريب في البحرين, وعلى مواقفها المتطرفة, ولا تأتي عليها بأي ذكر أساسا.

ومن جانب آخر, تتبنى هذه الجهات مطالب هؤلاء ايا كانت, وتطرحها كما لو كانت مطالب لكل شعب البحرين, وكما لو كانت هذه المطالب هي التي تحقق مصلحة البحرين.

ثالثا: ان تزامن هذه التقارير والبيانات والتغطيات الإعلامية في وقت واحد قبيل تنظيم سباق الفورمولا, يظهرها على انها حملة واحدة منظمة في هذا التوقيت بالذات, ولهدف محدد هو إفشال السباق.

بعبارة أخرى, كان من الواضح ان احد الأهداف لأساسية لهذه الحملة هو ممارسة ضغوط على الجهات المنظمة للسباق وعلى المجتمع الدولي, لمنع اقامة السباق.

وهذه التقارير والبيانات طالبت بهذا مباشرة, أو بشكل غير مباشر.

كان من الغريب مثلا ان تقرير مجموعة الأزمات الدولية يعتبر ان سباق الفورمولا ليس رمزا للوحدة الوطنية كما تحاول الحكومة ان تصوره, وان «السباق يلقي الضوء على الانقسامات العميقة ويهدد بإشعال الوضع».

وكان من الغريب ان يذكر تقرير منظمة العفو ان الحكومة البحرينية تحاول ان تستغل السباق لتصوير الوضع في البحرين كما لو كان قد عاد الى حالته الطبيعية, وان يدعو المجتمع الدولي الى عدم الانسياق وراء هذا الزعم.

اذن هذه باختصار هي ابعاد الحملة المنظمة على البحرين في الفترة التي سبقت تنظيم الفورمولا.

موقف هذه الجهات على هذا النحو يثير بداهة الكثير من التساؤلات, لعل في مقدمتها: لماذا ولأي مصلحة بالضبط يتخذون مثل هذه المواقف المنحازة وغير المنصفة والتي تفتقد الى ابسط قواعد العدل والموضوعية؟

.. ماذا يريد هؤلاء من البحرين بالضبط؟.. هل يريدون من البحرين ان تبقى أسيرة للعنف والفوضى والا تجتاز الأزمة ابدا؟.. هل يريدون ان يبقى اقتصاد البحرين أسيرا بيد هذه الجماعات الطائفية والا تسترد البحرين مكانتها الاقليمية والعالمية؟.. هل يريدون ان ترضخ البحرين لأجندات سياسية محلية وأجنبية من شأنها ان تنال من استقلالها وعروبتها؟

يبقى للقضية جانب آخر يتعلق بموقف الحكومة والجهات المسئولة من هذه الحملة وهذه الجهات.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة