الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٤ - السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

خطيب جامع الخالد:

الذين يؤذون رجال الأمن وهم يؤدون واجبهم جزاؤهم جهنم





في خطبة يوم أمس الجمعة قال فضيلة الشيخ عبدالله بن سالمالمناعي خطيب جامع الخالد بالمنامة:

قال الله تعالى «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»

القتل العمد من أعظم الجرائم في نظر الإسلام ولهذا كانت عاقبته في غاية التغليظ والتشديد والعقوبة، لأنه تعمد قتل إنسان مؤمن عالما بإيمانه متعمدا قتله فجزاؤه جهنم مخلدا فيها على الدوام.

قال الله تعالى «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا ملاتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» (٩٣/النساء).

نعم أيها الأحباب أقول إنه من المؤلم ما حدث من اعتداء وقتل وترويع واغتيال رجال الأمن وهم يؤدون واجبهم الوطني لحفظ الأمن فلا شك ولا ريب ان هذا منكر وعدوان وسفك للدم الحرام. فالمسلم قد حقن الله دمه الا بالحق كما جاء في الحديث الشريف: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» صحيح مسلم.

ان الاعتداء على الناس وخاصة الذين يحفظون الأمن ويسهرون الليالي وهم يتعرضون للاعتداء من قبل فئة ضالة في المجتمع ومنحرفة بأفكار ضالة الذين ثبت عليهم الوقوع في عدة حوادث من تخريب وإشعال الحرائق في الممتلكات الخاصة والعامة قام بها بعض ضعاف الإيمان من ذوي النفوس المريضة والحاقدة.

وقد سمعنا وشاهدنا الاعتداء على المرأة وابنها بمنطقة توبلي بتفجير «سلندر» الغاز فمثل هذه الجرائم تقع ولا تفرق بين رضيع وامرأة ومسن ومسنّة ومريض وصحيح. لا شك ان هذه الجرائم تعد من الفواحش الخطرة والفساد في الأرض الذي حرمه الله وحرمه رسوله (محمد صلى الله عليه وسلم) وما نظن أن أحدا من علماء الإسلام العارفين بمقاصد شريعة الإسلام المطلعين على مقاصد القرآن وسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ان يجيز مثل هذه الأعمال، فإنما يظن سوءا.

إن من يدعون أن الإسلام يقر مثل هذا العمل فإنما هم واهمون أن هذه الجرائم في الحقيقة عمل إرهابي، نعم مازال أعداء الإسلام يشنون هجمة خبيثة ضد بلادنا والأمة العربية الإسلامية بتعليمات وأجندات خارجية كلنا نعلمها، وجمعيات كلكم تعرفونها لها دور تخريبي في بلادنا ومجتمعنا يجب إيقافها ومحاكمتها بكل قوة لأن هناك جمعيات وجماعات خارجة، وسبق ان اتهم احدهم بخيانة البلاد، ولذلك لا يجب الالتفات إليهم وضرورة اعتبارهم نكرات في المجتمع.

ان كل ما يدعونه على بلادنا البحرين ما هو الا محاولات عقيمة لتنفيذ مخططات مشبوهة معروفة للجميع تقف خلفها دول لها أطماع بدولنا العربية.

إن هؤلاء الذين فعلوا ما فعلوه هم الذين خبثوا على انفسهم وهم فريسة افكار غير تقية ونفوس شقية نسأل الله العافية، وهذا العمل الوحشي ليس جهادا ولا يدل على فلاح وتقى، فهو يستهدف المجتمع المسلم ويقتل الابرياء ويعرض المارة للقتل، وهذا من اعظم الفساد في الأرض ومن اكثر الجرائم واقول من رضي بهذا العمل او تعاطف مع فاعله فانما يتعاطف مع المفسدين ومشاركا لهم في الاثم ويجب ان يراجع نفسه ويفكر في حالة خلوته الى نفسه بالعواقب السيئة في الدنيا والاخرة.

تعالوا نفهم معنى الشهيد فالشهيد هو الذي يقتل مجاهدا في سبيل الله مخلصا مقبلا غير مدبر فهو شاهد وشهيد لان الشهيد يشهد له الله بحسن نيته واخلاصه، لا بقتل النفوس البريئة ولا بقتل من يحمي ويسهر الليالي، الشهيد لا يروع المسلمين، الشهيد يشهد عند خروج روحه ما اعد له من الكرامة، الشهيد له خصائص ومميزات عند ربه لا تكون لغيره، الشهيد يتمنى الرجوع إلى الدنيا للجهاد مرة ثانية ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون.

اكرر حديثي أن الأعمال التخريبية التي تزعزع الأمن بالاعتداء على النفس والممتلكات الخاصة والعامة يجب على الدولة تغليظ العقوبة ضد كل من ارتكب مثل هذه الأعمال، وخاصة القتل فإن عقوبته القتل لدلالة الآيات.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة