الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٤ - السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

أكدوا أن البحرين هي أرض تسامح الأديان

يوم مفتوح للجاليات الأجنبية بالحوض الجاف





نظم مركزي الهداية والأنصار لتوعية الجاليات أمس الجمعة بمنطقة الحوض الجاف - شمال مملكة البحرين -فعالية «اليوم المفتوح لعموم الجاليات» بمشاركة قرابة ٢٠٠٠ شخص، شكل المسلمون منهم ما نسبته ٩٠% من إجمالي الحضور.

وتخلل فعاليات اليوم المفتوح (من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء) محاضرات دينية ودعوية بثماني لغات أجنبية: الانجليزية والعربية والاندونيسية والفلبينية والتاميل والسنهالية والملبارية والاوردو والاثيوبية، ومعرض للكتب الإسلامية، ومستوصف ميداني للفحص الطبي المجاني، ومعرض للصور التعبيرية عن تعاليم الإسلام، إضافة إلى فعاليات ترفيهية ورياضية متنوعة.

وضمن زيارة وكالة أنباء البحرين (بنا) الميدانية لليوم المفتوح، أكد المنظمون والمشاركون نجاح فعاليات اليوم المفتوح نظرا للإقبال الكثيف من قبل عموم الجاليات الأجنبية المسلمة الذين حرصوا على معرفة تعاليم دينهم الحنيف وتصحيح بعض الممارسات الخاطئة، علاوة على تعريف غير المسلمين بالدين الاسلامي وما يحمله من معان سامية للبشرية في الدنيا والآخرة.

كما اجمع المشاركون باليوم المفتوح على خصوصية مملكة البحرين في حسن ضيافتها للمغتربين وعموم الجاليات الأجنبية واتصافها بالتسامح الديني والتعايش السلمي بين الجميع من دون أية ضغوط او منغصات تذكر.

وقال عارف السعدون - مسئول بمركز الهداية لتوعية الجاليات - ان الأهداف الرئيسة من تنظيم اليوم المفتوح تكمن في إظهار محاسن الدين الإسلامي الحنيف وترغيبه للجاليات الأجنبية غير المسلمة كدعوة مفتوحة لسماع عدد من المحاضرات الوعظية البسيطة، اضافة إلى توعية المسلمين بتعاليم دينهم وتحديد ما هو صائب وخاطئ بممارساتهم اليومية، واصفا مستوى الحضور بـ «الطيب واللافت» منذ ساعات الصباح الباكر.

وأضاف السعدون بالقول: «هذه المرة هي الخامسة التي نقوم فيها بتنظيم اليوم المفتوح لعموم الجاليات، ولكن هذه المرة بالتعاون مع مركز الأنصار، وما يميز نسخة هذا العام وجود مستوصف ميداني متكامل بدعم من وزارة الصحة لتقديم العلاج والاستشارة الطبية بالمجان، وتنظيم معرض صور مبسط يعلم المغتربين المسلمين أبرز الممارسات الاسلامية بالحياة اليومية وتعزيز روح التضامن والاخاء فيما بينهم كإخوة في الإسلام».

وتابع قائلاً: «لقد أضفنا برامج ترفيهية هذا العام لزرع الألفة والمودة والمرح بين عموم الجاليات، يتخللها توزيع هدايا تشجيعية وجوائز تدعم الرسالة الدعوية للمركز. ناهيك عن توزيع كتيبات وأقراص مدمجة ومطويات مجانية وكتب تباع بأسعار رمزية بسعر التكلفة».

وبيّن السعدون أن جميع المراكز الدعوية بالمملكة تشهد بين الفينة والاخرى إعلان إسلام مهتدين جدد، لافتا إلى ان عدد الذين أشهروا اسلامهم بمركز الهداية خلال العام الماضي فاق الـ ٢٥ شخصا.

واشار السعدون إلى وجود مساع حثيثة لدعوة المزيد من الجاليات إلى اعتناق الاسلام عبر الدروس اليومية بعدة لغات والزيارات الميدانية لأماكن العمل المختلفة والمساجد، منوها إلى إسلام أكثر من ٢٥ شخصا خلال الشهور الأربعة من العام الجاري تنوعت جنسياتهم بين الهندية والفلبينية والاندونيسية.

الى ذلك قال الشيخ محمد أمان الله - داعية اسلامي باللغة البنغالة بمركز الهداية لتوعية الجاليات- ان اليوم المفتوح يأتي ثمرة جهود مضنية بذلها المركزان المذكوران لخدمة عموم الجاليات عبر ترجمة الكتب الدينية والدعوة الميدانية والزيارات الاخوية وتنظيم المسابقات وتوزيع الهدايا وترجمة الخطب الدينية.

وأضاف أمان الله بالقول: «لقد ساهمت نشاطاتنا في زيادة عرى التعاون وروابط الأخوة بين الجاليات المسلمة وغير المسلمة، مما مهد الطريق أمام اعتناق المزيد من غير المسلمين الإسلام على ارض البحرين المباركة». ويرى أمان الله أن من أبرز طرق الدعوة إلى اعتناق الدين الاسلامي تتمثل في الاقتداء بخاتم النبيين والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام وصلة الأرحام وإطعام المساكين والأتي بالبشاشة وطيب النفس وحسن المعاملة.

وبيّن أمان الله ان الوافدين والمواطنين المسلمين عليهم دور كبير في ترغيب غير المسلمين من زملائهم في العمل او الدراسة عن طريق المعاملة الحسنة حتى يتأثروا إيجابا ويدخلون الاسلام عن قناعة ورضا تامين.

كما يرى الداعية أمان الله ان الكتب تلعب «دورا جبارا» على حد قوله في الدعوة إلى الاسلام وتعليم مرتكزاته السمحاء وإيجاد أدلة ثابتة وقوية لأركانه الرئيسة كما هو الحال بالقرآن الكريم.

بدوره قال الشيخ يعقوب عيسى - رئيس مركز الأنصار لتوعية الجاليات - إن المركز ينظم للمرة الأولى هذا النوع من الفعاليات بالتعاون مع مركز الهداية، مؤكدا سعي مركزه إلى تكرار هذه التجربة الناجحة بكل المقاييس وجعلها صفة سنوية.

وأبدى الشيخ يعقوب اعجابه بحجم المشاركة اللافت من قبل عموم الجاليات التي لبت الدعوة المفتوحة بكل رحابة صدر وحماس كبيرين.

وأردف الشيخ يعقوب: «لقد ارتأينا تنظيم اليوم المفتوح حتى نوفر جوا مغايرا لروتين العمل اليومي بالنسبة لعموم الجاليات التي تقاسي معاناة الغربة بعيدا عن عوائلهم، الى جانب تقديم المشورة والهداية الدينية بأسلوب خفيف ومسلٍ بعيدا عن الرسميات، وخاصة أن غايتنا الرئيسة تستهدف تسهيل الرسالة الدعوية للإسلام بالمملكة».

وزاد قائلاً: «نقدم فعاليات رياضية توفر جوا مفعما بالنشاط والود ليعكس المحبة والألفة التي يكنها المسلمون لبعضهم بعضا على اختلاف بلاد منشأهم ومواقع عملهم».

وتابع: «كان لدينا فرصة ذهبية من خلال اليوم المفتوح لتعريف المشاركين بالمعاني السامية للدين الاسلامي الحنيف ونخاطبهم بأسلوب ودي واخوي بعيدا عن الرسميات لإشعارهم بقدسية القيم الاسلامية وكيف يتعامل المسلم مع اخيه المسلم بالحياة اليومية والابتعاد عن المنكرات وارتكاب الكبائر».

من جانبه استعرض الشيخ عبدالكريم كانيتودي- مساعد مدير مركز الأنصار لتوعية الجاليات- أهداف المركز المتمثلة هذا العام في مخاطبة ١٠ آلاف مغترب غير مسلم بالمملكة عبر المحاضرات والزيارات الميدانية لايصال القيم الاسلامية إليهم بعدة لغات، والارتكاز إلى مبادئ التوحيد والرسالة النبوية والآخرة لتعليم الاسلام لدى المغتربين.

من جهته قال محمد شريف- مشارك- إنه علم عن الفعالية من مركز الهداية وتشوق للمشاركة بغية سماع الخطب الدينية بلغته الهندية الأم التي وصفها بـ «الرائعة جدا»، مبديا إعجابه بالفكرة الممتازة للمستوصف الميداني وهي بادرة طيبة بلا شك، كما كانت المحاضرات الصباحية ممتعة وفيها الكثير من التثقيف بتعاليم ديننا الحنيف.

وبيّن شريف وجود وفرة بالكتب الدينية الهندية التي تتحدث عن تعاليم ومبادئ الاسلام وكيفية التعامل مع اركان الاسلام الخمس وتفاصيلها وكيف نعيش حياتنا اليومية بصبغة اسلامية صحيحة.

واضاف شريف: «لقد جئت هنا لأفهم اكثر أركان الاسلام الخمسة ومراعاة آداب الصلاه والصيام والزكاة. فهذه أول مرة أشارك بها باليوم المفتوح».

وأكد شريف ان البحرين كانت ولا تزال صديقة لكافة المغتربين من مسلمين وغير مسلمين بشعبها الطيب والمتسامح، مما يجعلها جاذبة للأيدي العاملة الأجنبية وحسن ضيافتها للأجانب على اختلاف أديانهم وأصولهم.

أما فواز زكير، مشارك آسيوي آخر، أحب المشاركة في اليوم المفتوح للحصول على أقراص مدمجة وكتيبات تعينه على فهم دينه الاسلام باللغة الهندية.

وثمن زكير الجهود المبذولة بهذه الفعالية التي ساعدت الكثيرين على معرفة احكام دينهم في عدة قضايا جدالية حتى لا يصبحوا مسلمين بالهوية او بالاسم فقط، وان يحاولوا عكس قيم الاسلام القدسية في حياتهم اليومية وسلوكاتهم الحياتية.

وأضاف زكير: «هذه المرة الأولى التي اشارك باليوم المفتوح وكان ممتازا للغاية، هناك الكثير ممن اتوا ليتعرفوا على دينهم، إن الفعالية مهمة للغاية لتبصير الجاليات بالتعاليم الصحيحة لدينهم وارشادهم إلى طريق الصواب بعيدا عن دروب الضلال المتنوعة التي تكثر بالغربة».

وتابع قائلأ: «ما لفت انتباهي اكثر شيء في اليوم المفتوح هو القدرة على ارسال الرسالة الصحيحة للاسلام لتكون منصة انطلاق لتعريف الاسلام بصورته الصحيحة وابعاد كل الصور والشائعات المغرضة عنه كما هو الحال بالمقولة المغلوطة لدى الغرب (الإسلام دين ارهاب)».

واختتم زكير حديثه بالتأكيد على ان البحرين دار سلام ووئام وخير مكان للعيش فيه بفضل طيبة شعبه وبيئته المتسامحة بين كل الأديان التي يقل وجودها بالمنطقة والعالم.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة