الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٥ - الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٨ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

يوميات سياسية


نريد تفسيرا





في المقال السابق, تحدثت عن الحملة السياسية والاعلامية المنظمة التي تعرضت لها البحرين في الفترة القليلة التي سبقت تنظيم سباق الفورمولا١, والتي شاركت فيها منظمات دولية وجهات رسمية غربية واجهزة اعلام, واوضحت كيف انها حملة ظالمة تشوه حقيقة الاوضاع وتتواطأ مع القوى التي ارادت منع تنظيم السباق وتصعيد اعمال العنف في البلاد والحاق الأذى بها.

وقلت ان هذه القضية تثير تساؤلات حول موقف الحكومة والجهات الرسمية المعنية من هذه الحملة.

القضية هنا انه منذ اكثر من عام, أي منذ اندلاع الاحداث الطائفية, واجهت البحرين حملات اعلامية وسياسية ظالمة, وواجهت تشويها متعمدا للأحداث ولما يجري في البلاد.

وعلى امتداد الأشهر الماضية, اقدمت الدولة كما نعلم على خطوات كثيرة, وقدمت مبادرات كثيرة من اجل احتواء الأزمة ومن اجل دفع جهود الاصلاح. وكانت ابرز المحطات هنا, حوار التوافق الوطني وما انتهى اليه, ثم تشكيل لجنة بسيوني, وقبول توصياتها والشروع في تنفيذها بالفعل, واخيرا التعديلات الدستورية المهمة التي تم اقرارها.

حدث هذا وفي نفس الوقت, صعدت القوى الطائفية من اعمال العنف التي ترتكبها, ومن مواقفها المتطرفة على النحو المعروف.

على ضوء هذا, من المفروض في غضون كل هذه التطورات, كانت الحكومة والجهات الرسمية المعنية, تقوم بشكل منتظم, باطلاع الدول والمنظمات الدولية واجهزة الاعلام العالمية على حقيقة الاوضاع والتطورات, وتقوم بتوضيح الصورة الحقيقية لما يجري.

كان من المفترض بناء على هذه الجهود ان الصورة قد اصبحت واضحة بعد كل هذه الأشهر امام هذه الجهات والمنظمات واجهزة الاعلام, وان تكون قد اصبحت على علم بحقيقة ما يجري في البحرين.

بعبارة اخرى, بافتراض ان هذه الجهات لم تكن في البداية على المام بحقيقة الاوضاع وما يجري, وكانت تحت تأثير الحملات المضللة في الخارج, فمن المفروض بناء على جهد الحكومة والمؤسسات الرسمية المعنية, ان تكون قد غيرت مواقفها وان تكون هذه المواقف قد اصبحت اكثر توازنا وانصافا وموضوعية.

الآن.. ما معنى ان نفاجأ بعد كل هذا بهذه الحملة السياسية والاعلامية المنظمة الشرسة على البحرين في وقت حساس مثل تنظيم سباق الفورمولا؟.. ما معنى ان نفاجأ بعد كل هذا بكل هذا الظلم والتحامل والتشويه للأوضاع في البحرين من جانب هذه الجهات؟

كيف يمكن ان نفسر هذا؟

التفسير هنا لا يخرج عن واحد من اثنين:

الأول: ان الحكومة والجهات الرسمية المعنية في البحرين قصرت في اداء واجبها.

بمعنى انها قصرت في التواصل مع هذه الجهات والمنظمات التي تشن هذه الحملة على البحرين, ولم تستطع ان تنقل اليها الصورة الحقيقية لما يجري في البلاد.

بعبارة اخرى, ان الحكومة والجهات الرسمية عجزت عن ان تقنع هذه الجهات بخطأ مواقفها وتصوراتها عما يجري في البحرين, وبالتالي عجزت عن ان تقنعها بتغيير مواقفها.

والثاني: ان الحكومة ومؤسسات الدولة لم تقصر, بل قامت بواجبها على اكمل وجه, وبذلت كل ما ينبغي بذله من جهد, واحاطت هذه الجهات علما بحقيقة الاوضاع واطلعتها على الصورة كاملة, لكن هذه الجهات تتعمد رغم هذا التشويه واستهداف البحرين.

بعبارة اخرى, ان هذه المنظمات والدول واجهزة الاعلام اصبحت على علم كامل بالفعل بحقيقة الاوضاع في البحرين, لكن لديها اجندة سياسية معادية للبحرين تصر على تنفيذها في كل الأحوال.

بعبارة ثانية, انه مهما فعلت الحكومة والجهات الرسمية المعنية, فان هذه الجهات مصرة على تشويه حقيقة الاوضاع في البحرين, ومصرة على استهداف البحرين واتخاذ هذه المواقف العدائية.

اذن, نريد تفسيرا لهذا الذي جرى.

هذا التفسير مهم. لماذا؟

لأنه اذا كان الأمر يتعلق بتقصير من جانب الحكومة والجهات الرسمية المعنية, فمن المهم ان نعرف, من الذي يتحمل المسئولية؟ ولماذا هذا التقصير؟.. ما هي المشاكل او العقبات التي تحول دون نقل الصورة الى الخارج واقناع هذه الجهات بخطأ مواقفها؟

وإذا كان الأمر يتعلق بأجندة سياسية معادية للبحرين تصر هذه الجهات على تنفيذها مهما علمت من حقائق ومهما بذلت الحكومة والجهات الرسمية من جهد, فاذن, لابد ان يكون هناك موقف عملي من هذه الجهات. ومن المهم ان نعرف, ماذا تعتزم الحكومة ان تفعل في هذا الخصوص.

هذه كما نرى قضية مهمة, فالأمر يتعلق بأخطار تتعرض لها البلاد في الداخل والخارج, ولا بد ان يكون واضحا كيف نواجهها ونتعامل معها على كل الجبهات.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة