في إطار زيارته لمملكة البحرين بدعوة من وزارة الثقافة للمشاركة في فعاليات شهر المتاحف ضمن شهور عام المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام الجاري ٢٠١٢ قدم البروفيسور ميخائيل بيوتروفيسكي مدير عام أحد أكبر المتاحف في العالم وهو متحف الأرميتاج الواقع في سانت بطرسبرج، محاضرة بعنوان «الارميتاج بفروعه»، وذلك بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعدد من المهتمين والخبراء في مجال المتاحف ورجال السلك الدبلوماسي والإعلاميين.

وتحدث البروفيسور بيوتروفسكي عن تاريخ متحف الأرميتاج الذي تأسس قبل ٢٥٠ سنة وخطط إدارة المتحف في الاحتفال بهذه المناسبة التي تتضمن مشاريع لتطوير العروض المتحفية، كما تحدث عن المقتنيات التي يضمها المتحف والطرق الجديدة والحديثة في عرضها، مشيراً إلى الفروع الأخرى للأرميتاج بعد الفرع الرئيسي في سانت بطرس بيرغ بروسيا، تلك الموجودة في فنلندا وأمستردام ومدن روسية أخرى. موضحاً أن هناك أكثر من ٣ ملايين قطعة فنية معروضة في الارميتاج فإن المتحف يمثل نموذجاً مهماً للتاريخ العالمي والثقافة العالمية ومثالاً على قوة انتشار التثقيف التراثي. يستطيع الجمهور الاطلاع على مسار الحضارات العالمية والتطور البشري وذلك عن طريق عرض قطع فنية مختلفة على مدار التاريخ.

جدير بالذكر أن البروفيسور بيوتروفيسكي، مدير الارميتاج منذ عام ١٩٩٢، شارك في عدد من البعثات الاستكشافية للآثار في القوقاز وآسيا الوسطى واليمن، وقد ألف أكثر من مائتي عمل تثقيفي ويشمل ذلك منشورات تتناول التاريخ الإسلامي السياسي والثقافة العربية.

البروفيسور بيوتروفيسكي عضو في أكاديمية العلوم الروسية العريقة وأكاديمية الفنون الروسية، كما أنه نائب رئيس لجنة الفنون والثقافة وأستاذ في جامعة ولاية سانت بطرسبرغ وعضو بمجموعة الاستشاريين المعنية بمجلس معارض الفن الأوروبي، ذلك إلى جانب منظمات قومية ودولية أخرى، وقد بدأ اهتمامه في فترة شبابه وكان عمل أبيه الطويل بهذا المجال هو شرارة الانطلاق لهذا الولع، حيث درس في معهد تاريخ الفنون الملحق بالمتحف وبعد ذلك حصل على شهادتين أخريين من جامعة كلية الدراسات الشرقية بجامعة ولاية لينينجراد ومعهد الدراسات الشرقية في لينينجراد، وبذلك يكون قد حصل على ثلاث شهادات جامعية.

جدير بالذكر أن معرض تايلوس (رحلة ما بعد الحياة) الذي افتتح في بداية مايو الجاري في متحف المنامة عاصمة الثقافة سوف يستمر مفتوحاً للزوار حتى نهاية الشهر لينتقل بعدها إلى متحف الارميتاج، وفق الاتفاقية التي تم توقيعها بين وزيرة الثقافة والبروفيسور بيوتروفسكي قبل يومين، ومن ثم لينتقل إلى المتحف الشرقي في موسكو، بهدف التعريف بالحضارة البحرينية وتاريخ البحرين العريق والضاربة جذوره في الأعماق، إمعاناً في الترويج للبحرين كوجهة للسياحة الثقافية وخاصة أن المنامة على أعتاب الاحتفالات بها كعاصمة للسياحة العربية لعام ٢٠١٣.