الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٣ - الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

المسرحية السعودية «مسافة من نور»

نصّ فلسفي عميق بتقنية إخراجية وسينوغرافيا عالية





صراع بين قوى التنوير والظلاميين، وتجسيد للمعاني المجردة في شخصيات حية، جسد فيها عبدالرحمن الزهراني شخصية «العلم» بلغته العربية الفصيحة وأسلوبه المقنع، وفي المقابل جسد عقيل الدوسري «الظلام» في مسرحية قوية في مضمونها ومشوقة في عرضها وهادفة في كلماتها، «مسافة من نور» عكست كل هذه المعاني وأثرت في مشاعر الجمهور.

يقول الزهراني إنه اكتسب هذه اللغة القوية من القرآن الكريم ودراسة التجويد منذ الصغر، وهو يتميز بجرأته وطلته الجميلة على المسرح التي جذب بها المشاهدين لثقته العالية بنفسه وعدم ظهور أي نوع من التوتر على ملامحه فهو معتاد على الخشبة منذ أن كان في الثامنة حتى بزرت المواهب لديه وبلغت قوتها في المرحلة الثانوية، فهو إلى جانب التمثيل يمتلك موهبة التقديم وقد كان عريفا لعدد من الحفلات والمهرجانات التي أقيمت سواء على مستوى محافظة الطائف أو المملكة العربية السعودية ككل.

عدد من المخرجين والأستاذة اكتشفوا هذه المواهب الفنية في عبدالرحمن وشجعوه حتى أصبح محبا للفن والثقافة فقد كان منذ المرحلة الابتدائية يقدم عروضا في الإذاعة المدرسية، وبهذه المناسبة وجه شكره الى المدرسة التي تهتم بالمواهب وبالمسرح وبالطلاب بشكل عام وقد كان دور «العلم» الذي ينير به الدروب ويفتك بالظلام، من أقوى الأدوار التي أداها لأنه دور احترافي وقوي على حد قوله.

«كرم البحرين ككرم حاتم» هكذا أنهى الزهراني حديثه وأبدى إعجابه الشديد بالمهرجان وباهتمام مملكة البحرين بالمسرح المدرسي، كما شكر حسن الضيافة وقال «تكفينا المشاركة وإيصال الرسالة المسرحية حتى وإن لم نفز بشيء».

«تعتيم عقولهم أمر مهم»، كانت هذه عبارة لـ «الظلام» الذي حاول بشتى الطرق أن يكسر ويجمد العقول متحديا بذلك العلم، جسد هذا الدور الفنان عقيل الدوسري الذي انهزم في نهاية المطاف وأدرك أن الخير يغلب الشر دائما وإن تأخر. كانت بدايته الفنية في الحادية عشر من عمره أمام جمهور صغير من الطلاب، حتى بات متمكنا وقادرا على مواجهة جماهير أكبر ورمي الخوف والتوتر خلف الكواليس، وقد شجعه أهله وأساتذته حتى يؤدي هذه الأدوار الصعبة ويأخذ دور البطل في عدد من المسرحيات ويظهر بمظهر المسيطر القوي أمام الجميع.

دعوات الوالدين ودعمهم الدائم لي هي التي أوصلتني الى هذه المرحلة من التمثيل، وأنا فرح بذلك كفرحي بالقدوم إلى مملكة البحرين واستضافة أهلها الطيبين لنا، هكذا عبر عقيل عن سعادته بمملكة البحرين وبالمهرجان شاكرا جميع القائمين والعاملين فيه.

دخوله كان مفاجأة، وصرخاته المتعالية صدحت في أنحاء قاعة العرض، هكذا بدأ مشهد عمر الحارثي في دور «المجنون» الذي عبر به عن الصراع بين العلم والظلام وبين الخير والشر، ليتحول بعد ذلك إلى دور آخر وهو «الظل» جذب أنظار المشاهدين بحركاته الرشيقة خلف ستار أبيض انسدل على خشبة المسرح، مضيفا بذلك حركات فنية وفرجة جميلة للحضور.

تحرر عمر أخيرا من جنونه ومن الظلام الذي كان يعيشه وغطى جسده اللون الأبيض ليعبر بذلك عن تفوقه على الشر وردعه مهما بلغ تأثيره، لينهي بهذا المشهد العرض الجميل الذي أمتع الجمهور.

ما يشجع عمر هو تصفيق الجمهور وتفاعلهم معه، وبذلك ينسى التوتر ويعيش أجواء المسرح بهدوء نفسي وثقة تامة حتى وإن كان المشهد يتطلب منه الصراخ والكوميديا، وهذا ما يعشقه. ووجه شكره الخاص للأستاذ عبدالله الكوهجي على دعمه الدائم ومساندته، كما شكر جميع القائمين على المهرجان على حسن استضافتهم وعملهم المميز.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة