عقدت جامعة البحرين لقاء مفتوحاً جمع عدداً من طلبتها مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين توماس سي. كراجسكي أمس, وقد عُقد اللقاء في قاعة مركز تسهيلات البحرين الإعلامي بمقر الجامعة بالصخير.

وأكد رئيس جامعة البحرين الدكتور إبراهيم محمد جناحي اعتزازه بهذا اللقاء، إذ تحرص الجامعة دائماً على فتح الآفاق المختلفة للطلبة، وشكر السفير على الفرصة التي قدمها بحضوره في نقاش مفتوح متنوع مع شريحة من العقول الشابة المستنيرة التي تزخر بها مملكة البحرين. وكان رئيس الجامعة قد استقبل السفير في مكتبه قبل اللقاء وأهداه درع الجامعة تقديراً له.

وخلال لقاء السفير بالطلبة، أكد أن الأساس الأفضل للعلاقات بين الدول هو التعليم، ومهما تعددت أسباب هذه العلاقات من دبلوماسية، أو اقتصادية، فإن التعليم يبقى أرسخها وأكثرها قدرة على التقريب بين الشعوب.

وجاء موضوع أهمية التعليم في سياق حديث السفير عن الروابط العميقة التي تجمع مملكة البحرين بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمتد أكثر من مائة عام، وأكد أن هذه الروابط من تاريخ وتجارة واقتصاد وسياسة وأمن، تبين أهمية البحرين لدى الولايات المتحدة، وهي أهمية تتعدى صغر حجم البحرين الجغرافي إلى بُعد استراتيجي مفصلي، كونها تقع في منطقة ذات خصوصية على مر العصور.

وعبر السفير عن سعادته بلقاء طلبة الجامعة، وعرج في حديثه على أهمية التبادل الثقافي والتعليمي، مركزاً على دور بعثات فلبرايت التي توفرها السفارة، ومردوداتها الجمة التي من بينها التعارف والتقارب بين الشعبين على مختلف المستويات.

وقال السفير كراجسكي «من الضروري أن نتعرف على نقاط الاهتمام المشترك، لكن الأهم هو أن نتعرف على نقاط الاختلاف أيضاً، لنفهمها ونجعل منها نقاط تقارب إيجابية»، وبيّن أن اللقاءات المفتوحة هي التي ترسم الصورة الأوضح والأقرب عن البحرين، أكثر من أي شيء آخر. وتطرق السفير إلى العلاقة السياسية التي تجمع الولايات المتحدة بمملكة البحرين، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بهذه العلاقة، وأن هذا الالتزام طويل في أمده، قائم على تبادل الاهتمام المشترك.

وأورد كراجسكي في حديثه وضع البحرين السياسي والتحديات التي صادفتها، وأكد أن البحرين مسؤولية البحرينيين وحدهم، وأنهم الأقدر على مواجهة تحدياتهم وعيش واقعهم. وعبر عن إعجابه بالروح الإيجابية لدى الحكومة في تعاملها مع الأحداث.

وقد طرح طلبة الجامعة على السفير مجموعة من الأسئلة الغنية والعميقة التي أثارت اهتمام السفير كما عبّر عن ذلك، وتركزت الأسئلة على السياسة الأمريكية في المنطقة، والقضية الفلسطينية ومساعي السلام، فضلاً عن الوجود الأمريكي في العراق وباكستان وأفغانستان، والتغيرات التي أحدثها «الربيع العربي».

وقال السفير في معرض نقاشه أن الولايات المتحدة لا تختص بتقديم الحلول للدول، ولا تفرض عليها سياساتها وإداراتها، وأنها أحياناً في سعيها قد تتخذ قرارات تنوي بها مد يد العون لدول صديقة، لكن الأوضاع الدولية المعقدة قد تفرض عليها اتباع سياسات لا ترضي الجميع بالضرورة.