الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٣ - الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





هم يفرضون علينا بطولاتهم ونحن نلهث ورائها كالمجانين لأن الكرة تسري في دمائنا كما تسري في دمائهم، الحقيقة إن البطولات الأوروبية في كرة القدم سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات هي بالنسبة إلينا حياة أو موت وأنا على ثقة أن أي طفل حضانة في أوروبا لا يعرف عن كرة القدم العربية أي شيء ولا حتى أي رجل أعمال يعرف ثلاثة أو أربعة أسماء من أسماء الأندية العربية، لماذا لا يعرفون عنا الشيء الكثير ونحن نعرف عن أنديتهم أشياء كثيرة قد يفاجئون بمعرفتنا لها دون أن يشعروا.

الأسباب كثيرة لأن بطولاتهم تنظم بشكل راق وتبتعد عنها المجاملات ويفرض القانون نفسه على الجميع وأي رجل منظم يقع في خطأ تنظيمي يعرف ماذا يصيبه من عقوبات لأن الأمور واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار عكس ما يحدث عندنا ففي بلادنا العربية إذا وقع خطأ جسيم في مباراة فإننا نبحث عن ضحايا ونكيل لهم الاتهامات ونخرج أنفسنا من الخطأ كما نسحب الشعرة من العجين، الكل يتذكر مأساة مباراة المصري البورسعيدي والنادي الأهلي القاهري (٣/١) للأول والتي راح ضحيتها (٧٠) ألف مواطن وزهقت الأرواح فيها والنتيجة أن المسئولين لبَّسوا النادي المصري الخطأ بينما الخطأ نابع من الاتحاد المصري لكرة القدم والنادي القادم من القاهرة.

على هذا الأساس تصبح البطولات الأوروبية نقية وتقام في الهواء الطلق ويلعب فيها اللاعبون بحرية ويقدمون أروع ما عندهم من مستويات ويفرضوا أنفسهم على الأندية الأوروبية لينتقلوا إليها وفق قوانين الانتقالات الصيفية ثم الانتقالات الشتوية وهكذا تسير الأمور هناك بالتنظيم الدقيق والحركة الشائقة والجمال الأخاذ.

هم لا يفرضون علينا المتابعة بالقوة والعنف والجبر بل بالحب والإنسانية والبحث عن المتعة وعلى هذا الأساس فإن ضمان جذب الناس أصل من أصول وظائفهم وعلاقاتهم العامة وهم يعلمون أن المباريات لا تنقل إلينا إلاّ عن طريق المال والاشتراكات ولا يتضررون بل هم الرابحون في كثير من المواقف والكل في نظر الكرة رابح لأنك تدفع لكرة قدم تستاهل ولا تدفع لكرة قدم لا تستحق المشاهدة بل على العكس أدفع وأستمتع، هكذا حال كرة القدم الأوروبية أما حالنا فلا أعتقد إنه يتحسن إلاّ بعد أن تصل الكرة الأوروبية إلى مرحلة الإشباع وتعود من جديد لتبحث عن علوم وأفكار أحدث على الفكر الإنساني في كل أنحاء العالم.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة