رحل...
فجر النهار
 تاريخ النشر : السبت ٩ يونيو ٢٠١٢
قبل سبع سنوات كتبها بخط يده «جبران لم يمت... و«النهار» مستمرة». فماذا تراها تكتب «النهار» في لحظة رحيله؟ وكيف تراها تجرؤ على نعيه وهو قاهر الفناء وأسطورة الايمان أمام المصائب والشدائد؟
أسلم نزيل الغرفة رقم ٩٢٩ في مستشفى الجامعة الامريكية الروح بعد ٣٨ يوماً من جولته الأخيرة في نزاع مضنٍ مع قدره، ولا نقول أمراضه.
عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد «النهار» ومعلّم أجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكراً مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع ألق الكلمة والفكر. النائب والوزير والسفير والدبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال، كما في زمن الاحداث الكبيرة وزمن الكبار الكبار.
الصارخ «اتركوا شعبي يعيش» أمام مجلس الامن، ومطلق حقيقة «حرب الآخرين على أرض لبنان»، غسان تويني رحل بعد ثلاث سنوات من اشتداد جلجلة أقعدته حتى عن قلمه الساحر وافتتاحيات صباحات الاثنين، ذاك القلم الذي كان الاقرب التصاقاً بصاحبه الكبير والأحب اليه بعد احبائه. المؤمن الاسطوري الذي ذاق من تجارب قدره ما يفوق قدرة البشر على الاحتمال... من موت طفلته نايلة الى مرض زوجته ناديا وموتها، الى مقتل ابنه الثاني مكرم في حادث سير مفجع، الى ذروة الذروة في استشهاد ابنه البكر جبران في اغتيال وحشي... هذا المؤمن لم تفارقه شجاعة مذهلة حتى مع انقضاض هذا القدر على جسده المتعب فسرق منه القدرة على النطق وحرمه الكتابة في سنواته الثلاث الاخيرة وهو المالىء لبنان ودنيا العرب بموسوعيته المعرفية والصحفية في «النهار» والدراسات والمؤلفات والكتب.
٨٦ عاماً من ملحمة انسانية مذهلة هي مزيج من كيمياء المجد الذي صنعه غسان تويني، أحد آخر الكبار والعمالقة في زمن التصق باسمه وطبعه بتوقيعه في الصحافة والفكر والديبلوماسية والسياسة ذات المعايير الاستثنائية، مقترنة بتجربة انسانية وشخصية لا يقوى على مواجهتها الا غسان تويني وحده.
معلم «النهار» والصحافة لا تقوى «النهار» على نعيه، بل تعاهد روحه وكل الارث الذي تركه للأجيال اللبنانية والعربية وما يمثل من امانة في عنق «النهار» على ان تبقى وفية لكل القيم والمعايير المهنية والوطنية والانسانية التي تختزنها سيرة كبيرها الراحل كما لكل حرف كتبه وكلمة قالها. وستبقى «النهار» مستمرة مستمدة من كبيرها الايمان في الاستمرار والشجاعة في الدفاع عن كل ما تركه لها مع الشهداء الذين ستقر عيونهم لانضمامه اليهم كبير الشهداء.
.
مقالات أخرى...
- غسان تويني عميد الصحافة اللبنانية والسياسي المترفع
- حياة غسان توينيالعلمية والعملية ومؤلفاته
- في العراق أكثر من ١٢٠ شركة أمنيةمشبوهة تمتلك جيشا قوامه ٣٦ ألف مسلح
- مواجهات بين الإسلاميين والطوارق في شمال مالي وإفريقيا تطلب دعم الأمم المتحدة
- «لا تقدم» خلال الاجتماع بين إيران والوكالة الذرية
- مقتل ١٩ شخصا على الأقل في هجوم جديد في باكستان
- ملاوي تعدل عن استضافة قمة الاتحاد الإفريقي
- متظاهرون في عمان يطالبون بالإصلاح الاقتصادي والسياسي
- مقتل سبعة أشخاصوجرح ١٤ آخرين في هجمات متفرقة في العراق
- قتيل بالقنص في طرابلس في شمال لبنان
- انتهاء المحادثات حول أمن الحدود بين السودان وجنوب السودان بلا اتفاق
- الحلف الأطلسي يقدم اعتذاراته بعد مقتل مدنيين في أفغانستان
- خبير في الأمم المتحدة يطالب بالإفراج عن سجينين فلسطينيين
- قتل رجل يعتقد أنه عضو في جماعة إسلامية خنقا بأحد سجون الهند
- بلدية القدس تريد توسيع الاستيطان في حي جيلو إلى الضفة الغربية
- الشرطة البورمية تطلق النار في مدينة غرب البلاد بعد توتر ديني
- مقتل ٣ سجناء وفرار ١٥ في هجوم لطالبان أفغانستان على سجن
- بوتين يصادق على القانون المتعلق بالتظاهرات
- وفاة السياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني «عملاق الصحافة اللبنانية والعربية»
- مصريون يتظاهرون في ميدان التحرير في جمعة «الإصرار»
- تظاهرات في مناطق سورية عدة في جمعة «تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار»