الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٠ - السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


عشرات آلاف السوريين تظاهروا في يوم جمعة دموي جديد ومليون ونصف بحاجة إ لى مساعدات





خرج عشرات آلاف السوريين إلى الشارع مطالبين بإسقاط النظام الجمعة في يوم دموي جديد سجل مقتل ٥٥ على الأقل، في حين قدرت الأمم المتحدة ان أكثر من مليون ونصف المليون شخص باتوا في حاجة إلى المساعدة في البلاد.

واعلنت السلطات التركية أمس الجمعة ان مقاتلة تركية من نوع "اف-٤" أسقطت بنيران سورية فوق شرق المتوسط، وان السلطات السورية قدمت اعتذارا عن الحادث. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان "اعتذارات وصلت بطريقة جدية للغاية من سوريا"، مضيفا "ان سوريا أعربت عن حزنها الكبير مؤكدة ان ما جرى حصل نتيجة خطأ". كما أشار إلى ان الطيارين اللذين كانا على متن الطائرة على قيد الحياة وان القوات الجوية والبحرية "تقوم بعمليات بحث عنهما في شرق البحر المتوسط".

وفي جنيف، طالب الموفد الدولي الخاص كوفي عنان المجتمع الدولي بممارسة ضغط اكبر على كل الأطراف في سوريا، داعيا إلى اشراك إيران في حل الأزمة. وقال عنان في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود انه "لم يتم الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات للاجتماع الدولي المقرر عقده حول الأزمة السورية" والذي ذكر انه سيكون في ٣٠ يونيو، معربا عن أمله في ان تشارك في المؤتمر كل الدول التي لديها نفوذ على اطراف النزاع في سوريا. وأضاف أن "ايران يجب ان تكون جزءا من الحل". وتابع "آن الأوان لكي تزيد الدول الضغط" على الأطراف، "لقد آن الاوان للتحرك الآن".

وكانت بعثة المراقبين التي انتشرت في سوريا بموجب خطة عنان للحل اعلنت الاسبوع الماضي تعليق عملها بسبب تصاعد وتيرة العنف. وتنص خطة عنان على وقف أعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع وإدخال المساعدات الإنسانية والإعلام إلى كل المناطق والسماح بالتظاهر السلمي وإطلاق المعتقلين وبدء حوار حول عملية سياسية انتقالية. ولم يطبق وقف إطلاق النار الذي أعلن بدء العمل به في ١٢ إبريل وانتدب مجلس الأمن ٣٠٠ مراقب للتثبت منه.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة انه ابلغ نظيره السوري وليد المعلم بان على دمشق بذل جهود "اكبر بكثير" لتنفيذ خطة عنان، وذلك في لقاء على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي. وقال لافروف لشبكة روسيا ٢٤ الاخبارية انه دعا القادة السوريين "الى العمل على تجسيد تصريحاتهم بشان الاستعداد لتنفيذ خطة انان في افعال. لقد فعلوا الكثير بالفعل لكن عليهم القيام بأكثر من ذلك بكثير"، مضيفا "على الطرف المعارض ايضا تنفيذ هذه الخطة". وكرر لافروف معارضة بلاده لتشديد الغربيين على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لإحلال السلام.

وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة أمس الجمعة من جنيف ان "الوضع الإنساني مستمر في التدهور" في سوريا، مشيرا إلى ان "التقديرات الحالية تشير إلى ان مليونا ونصف المليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الانسانية"، بينما كانت التقديرات سابقا تشير إلى ان العدد هو مليون.

وفي مدينة حمص المنكوبة والمدمرة في وسط البلاد والتي تتعرض لحملات قصف متواصلة منذ أشهر، لا يزال فريق الهلال الأحمر ينتظر في محاولة لدخول الأحياء التي يوجد فيها آلاف المدنيين المحاصرين بالقصف والاشتباكات لاجلائهم وتقديم المساعدات لهم. وأوضح مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي الجمعة ان "محاولتي دخول الخميس بالفشل بسبب عدم تقيد الأطراف بوقف اطلاق النار المتفق عليه"، داعيا "جميع الاطراف إلى تجنيب المدنيين ويلات الاقتتال والسماح لفريق الهلال الأحمر بالدخول".

واستمرت أمس الجمعة الاشتباكات في محيط حي الخالدية في حمص بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل ٥٥ أمس الجمعة في اعمال عنف في سوريا بينهم ٢٦ في كمين في ريف حلب وتسعة في اطلاق نار على تظاهرات، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد المرصد عن مقتل "ما لا يقل عن ٢٦ من الموالين للنظام يعتقد انهم من الشبيحة اثر اطلاق الرصاص عليهم في ريف حلب الغربي".

واتهم الاعلام السوري الرسمي من جهته "مجموعات إرهابية مسلحة" بـ"المجزرة الوحشية". وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصادر رسمية في محافظة حلب ان "المجموعات الإرهابية المسلحة خطفت عددا من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة في ريف حلب ومثلت بجثثهم ونكلت بها"، مشيرة إلى ان عملية القتل "الوحشية" تمت بالرصاص.

وذكر المرصد من جهة ثانية ان تسعة مواطنين قتلوا برصاص قوات النظام هم طفل خلال تفريق تظاهرة في مدينة الباب في ريف حلب وثمانية أشخاص في تفريق تظاهرة في حي صلاح الدين في مدينة حلب. وتظاهر عشرات الآلاف في سوريا الجمعة وجوبه العديد من التظاهرات باطلاق نار من قوات النظام. وشملت التظاهرات بلدات وقرى ريف ادلب ومحافظات حماة وحلب ودرعا ودير الزور والحسكة ودمشق وريفها.

ونددت التظاهرات التي جاءت تحت شعار "اذا كان الحكام متخاذلين، فأين الشعوب؟"، "بالصمت العربي والدولي على ما يحدث من مجازر وقتل بحق أبناء الشعب السوري".



.

نسخة للطباعة

روسيا حين تخسر العرب!

لعل من المتعارف عليه في الدوائر السياسية أن روسيا اليوم لا ينبغي أن تمثل الاتحاد السوفيتي السابق، والمقصود ... [المزيد]

الأعداد السابقة