الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٠ - السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





الليلة تأخذ بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم الجارية في بولندا وأوكرانيا مساراً فنياً آخر عندما يتقابل المنتخبان الإسباني أول المجموعة الثالثة مع فرنسا ثاني المجموعة الرابعة في دور الثمانية من هذه البطولة التي بدأت بفوز مستحق للبرتغال على تشيكيا ١/صفر من رأس المهاجم المبدع كريستيانو رونالدو التي كانت الظروف غير المواتية قد منعت من إحرازه هدفين محققين ولو كانت عكس ذلك لأصبح هداف البطولة حتى الآن لكن أحياناً تصير كرة القدم عكس المتوقع.

وقبل أن أخوض في مباراة الليلة من الناحية الفنية والتكتيكية لابد من الإشارة إلى شيء بسيط من مباراة البرتغال وتشيكيا فقد كان البرتغال يبادر بالهجوم بينما الفريق الآخر يلعب مدافعاً معتمداً على حارس المرمى العملاق للوصول بالنتيجة إلى ركلات (الفن) الترجيحية من نقطة الجزاء وطالما أي منتخب اعتمد على هذا الأسلوب فإنه يصبح في نظر خبراء كرة القدم عاجزاً عن الإبداع وهذا بالفعل ما فعله المنتخب التشيكي طوال المباراة وكان من المفروض أن يكون هدافها كريستيانو رونالدو ليس لهدف يتيم بل بثلاثة أو أكثر.

الليلة نرى المنتخب الاسباني يلعب بطريقته التقليدية وهي طريقة اللاعبين (أنيستا - تشابي) وهما زميلان يلعبان معاً في خط وسط برشلونة ويفرضان على المدرب الاسباني دل بوسكس الطريقة وهي (التايب سيتينج) أي بالنقر على الكرة والاستحواذ عليها والإكثار من تمريرها ليتيحا إلى أي زميل مهاجم أن يتسرب من خلف المدافعين ليمررا الكرة له وإذا لم يفلح التسرب يعاد النقر على الكرة بإرجاعها إلى الخط الخلفي ومن ثم البدء من جديد وهكذا لحين سيطرة المنافس على الكرة والبدء بالتحضير لهجمة منظمة أو مرتدة سريعة.

هذا الأسلوب الكروي الهش أصبح محفوظاً لمن يريد أن يعلم الأطفال مهارات كرة القدم لأن من السهل تعليمهم أساليب التمرير لكن من الصعب أن يتعلموا ما يفعله بقية المنتخبات التي تصل إلى مرمى المنافسين بكرة واحدة أو كرتين أو ثلاث وأسلوب المنتخبان الانجليزي والبرتغالي خير شاهد على ذلك، إن المنتخب الفرنسي لديه القدرة على امتصاص عقدة الاستحواذ على الكرة لأنه يمتلك مهاجمين مؤثرين وخطي دفاع ووسط يجيدان السرعة في البناء ولا يعتمدون على المظهرية والشكل الخارجي كما يفعل المنتخب الإسباني ومثل هذا الأسلوب الجامد انتهى عصره وحل بدلاً منه إحراز الأهداف والباقي لك، أتوقع أن تخرج اسبانيا أمام فرنسا وتكون المباراة معركة بين أسلوبين متضادين تكون لمتعة لنا طبعاً.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

روسيا حين تخسر العرب!

لعل من المتعارف عليه في الدوائر السياسية أن روسيا اليوم لا ينبغي أن تمثل الاتحاد السوفيتي السابق، والمقصود ... [المزيد]

الأعداد السابقة