الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٣ - الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بقعة ضوء


نباتات الزينة.. هل تسهم في التقليل من ملوثات المنزل؟





تتلوث منازلنا من مصدرين، فيكون المبنى نفسه المصدر الأول من حيث سوء تصميمه الذي تجاهل ضمان التهوية الداخلية، مما يتيح الفرصة لمسببات التلوث الداخلية أن تقوم بدورها في هذا الشأن؛ مثل الأبخرة المتصاعدة من ماكينات تصوير المستندات أو من ورق الحائط أو مواد التنظيف التي يحتوي بعضها على غاز الفورمالدهيد المسبب للغثيان، أو الإصابة بطفح جلدي. وكذلك مثل الغازات غير المرئية التي تنبعث من أجهزة التكييف والتدفئة التي يصاحبها تراب غني بالمواد العضوية أو العفن أو الفطر، إضافة إلى أول أكسيد الكربون الذي يتصف بالسُميّة والذي ينتج عن احتراق الكيروسين داخل المنازل. وكذلك الغازات الهيدروكربونية الناجمة عن قلي وشي الأطعمة. كما أن السجاد داخل المنازل يعتبر مأوى مثاليا للسوس والعث الذي يؤدي إلى انتشار الربو بين السكان.

أما المصدر الثاني للتلوث الداخلي فهو الملوثات الخارجية التي تقتحم المنازل.

ولقد قدرت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن الهواء في الأماكن المغلقة مثل المنازل به نحو ٨٠٠ مركب خطر، منها ما يقارب ٤٠ مركبا وجد أن بعضها يسبب السرطان، كما وجد أن ٦ من كل ١٠ - في الولايات المتحدة - بيوت ملوثة بالعديد من الملوثات الغازية، لذلك فإن الرّضيع الذي يَزْحفُ أو يحبو على الأرض يَستنشقُ ما يعادل سيجارة من المكونات المنبعثة من السّجاد.

ومن أهم الملوثات المنزلية جسيمات السخام (سنان) عنصر الرصاص، عنصر الكادميوم، التراب (الغبار)، بقايا حشرات، العديد من الغازات وأكاسيد الفورمالدهيد، بالإضافة إلى الكائنات الدقيقة مثل الفطريات والبكتريا والعديد من المكونات والملوثات الأخرى، ولقد وجد أن كل لتر هواء يحوي: نحو ٠,١٧٣ مكجم فورمالدهيد و٠,٠٠٢ مكجم كلوروفورم و٠,٠٠٥ مكجم بنزين و٠,٠٢٢ مكجم زيلين و٠,٠٠٥ مكجم إيثيلين ثلاثي الكلور، هذا طبعًا في الأحوال العادية فما بالنا إن كانت المنطقة ملوثة وخاصة ببقايا حرق الإطارات؟

والفورمالدهيد غاز عديم اللون ذو رائحة حادة يسبب عند ارتفاع تركيزه ذرف الدموع وحرقة بالعيون والحنجرة وضيقا بالتنفس والربو ويعتقد أنه قد يسبب سرطان الرئة لأنه يسبب ذلك لحيوانات التجارب، وتشير الدراسات إلى أنه ١٠ ؟ ٢٠% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يتحسسون من أبخرة الفورمالدهيد.

أما الكلوروفورم (ثلاثي كلور الميثان) فهو سائل عديم اللون يدخل في صناعة العديد من المواد التي يتم اقتناؤها بالمنزل، ومن ثم لا يلبث أن يتطاير جزء منه على هيئة أبخرة تتراكم في أجواء المنزل، ويدخل الكلوروفورم الجسم من خلال استنشاق أبخرته، أو من الطعام، أو مياه الشرب الملوثة به. كما يتحلل الكلوروفورم إلى مركبات أخرى سامة أهمها الفوسجين، وكلوريد الهيدروجين.

ويصل بخار البنزين إلى الهواء بشكل أساسي من عوادم وسائل المواصلات ومن التسرب أثناء نقله بالشاحنات كما يكون تركيزه مرتفعًا في المناطق القريبة من محطات البنزين ومصافي النفط ومن المصادر الأخرى له المذيبات المستخدمة في المنازل ودخان التبغ. يستخدم البنزين على نطاق واسع كمذيب وفي صناعة العديد من الأدوات المنزلية وبالذات الدهانات والمطهرات والمواد الصيدلانية والأصباغ ويتم التعرض في المنازل للبنزين عن طريق التنفس وبشكل بسيط جدا عن طريق الغذاء والماء الملوثين. وجد أن نحو ٥٠% من البنزين الذي يتم استنشاقه يتم امتصاصه بينما المتبقي يعاد طرده مع الزفير وإذا ما علمنا أن الهواء داخل المنازل يكون محصورًا فهذا يعني أن يستنشق من يعيش داخل المنزل كامل البنزين خلال استمرار استنشاق الهواء الملوث به.

ويستخدم ثلاثي كلور الإثيلين على نطاق واسع في كثير من المنتجات الصناعية التي تستخدم بالمنازل وخاصة مواد التنظيف المزيلة للدهون، وكذلك في الدهانات، والبرنيق، وفي مواد اللصق، يدخل ثلاثي كلور الإثيلين الجسم عبر استنشاق الهواء الملوث به أو شرب المياه الملوثة به.

وهنا نأتي إلى السؤال: نباتات الزينة.. هل تسهم في التقليل من ملوثات المنزل ؟

وجدت الدراسات التالي:

١- نبات السرخس بوسطن يمتص حوالي ١٨٦٣ ميكروجرام فورمالدهيد في حوالي ٢,٧٥ ساعة.

٢- نبات حبل المساكين يمتص حوالي ١١٢٠ ميكروجرام فورمالدهيد في حوالي ٤,٦ ساعات.

٣- نبات دراسينا عطرية يمتص حوالي ٩٣٨ ميكروجرام فورمالدهيد في حوالي ٦ ساعات.

٤ـ نبات دراسينا جانيت يمتص حوالي ١٣٢٨ ميكروجرام فورمالدهيد في حوالي ٣ ساعات.

كما وجد أن الهيدروكربونات (ثلاثي كلورو الإيثيلين) يتم امتصاصها خلال ٢٤ ساعة بواسطة نبات جربيرا ونبات دراسينا مارجيناتا ونبات دراسينا جانيت ونبات دراسينا عريضة ونبات دراسينا الذرة.

أما بالنسبة للروائح غير المرغوبة في المنزل فتقوم نباتات أجلونيما وهيدرا وشفليرا وبوتس وجلد النمر وأنثوريوم وأزاليا وفيللودينديرون وديفنباخيا بالتخلص منها في غضون ٢٤ ساعة.

ووجدت الدراسات أيضًا أن النباتات المزروعة بالغرف تقلل عدد الميكروبات بنسبة تتراوح ما بين ٥٠ - .٦٠

عمومًا، هذا الموضوع كبير ويحتاج منا إلى وقفات طويلة ومطولة، وكل الذي كنا نرغب في قوله من خلال هذا المقال أنه من المهم - إن تمكنا - زراعة غرفنا ووضع نباتات الزينة فيها وذلك لغرضين أولاً لجمال الغرف والثاني انها تخفف الكثير من الأمراض التي تصيبنا ولا نعرف لها أسبابا.



.

نسخة للطباعة

خطاب مفتوح إلى الرئيس محمد مرسي

نقولها بكل اعتزاز: تحية لمصر.. مصر الحضارة، مصر الثقافة، مصر التاريخ.وتحية لأبناء مصر المعاصرين على اخ... [المزيد]

الأعداد السابقة