الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٤ - الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في ورشة وزارة التربية (علاقة السلوك بالعاطفة)

د. خالد العلوي: ضرورة وضع الحلول للتصرفات غير السوية للطلبة





أكد الدكتور خالد إسماعيل العلوي وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للخدمات التربوية والأنشطة الطلابية أهمية الورشة التربوية التي نظمتها إدارة الخدمات الطلابية قسم مركز الإرشاد النفسي والأكاديمي للطلبة تحت عنوان «علاقة السلوك بالعاطفة» والتي تستهدف جميع العاملين في الحقل التربوي والقانوني وحاضر فيها مجموعة من الاختصاصيين الاجتماعيين بوزارة التربية والتعليم.

وأضاف أن الورشة تهدف الى تكامل الصورة بجميع تفصيلاتها المتنوعة عند الطلبة في جميع مراحل النمو وكذلك التعرف على طبيعة سلوكيات الطلبة من الناحية النفسية والتقرب من ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئة المحيطة بها في البيت للحالات التي يتم تحويلها الى قسم التحقيق التربوي بالوزارة بهدف وضع الحلول للقضية بأسلوب تربوي وقانوني لإصلاح سلوكيات الطلبة غير السوية التي تحدث في البيئة المدرسية.

السلوكيات المضطربة

وشدد على إعطاء جميع الحالات والمشكلات السلوكية المضطربة مزيدا من الاهتمام والدراسة والتمحيص للوقوف على أفضل الحلول لمعالجة القضايا من الناحية القانونية والتربوية بحكم تناغم الأدوار في التربية ما بين المدرسة والبيت للوصول إلى أفضل الحلول للقضايا والمشكلات التي تحدث في اليوم الدراسي.

ونوه بأن الدراسات العالمية في العمل التربوي تؤكد أهمية الخدمات النفسية والتربوية للطلبة لمساعدتهم على التخلص من السلوكيات غير السوية وتحقيق الاستقرار والتكييف النفسي والتوافق الاجتماعي.

العمل التربوي

من جانبه أكد رئيس مركز الإرشاد النفسي والأكاديمي للطلبة بوزارة التربية والتعليم خالد السعيدي أن الورشة جاءت لتقدم صورة تشخيصية للحالات الاستثنائية لطبيعة السلوكيات المضطربة، وتدقيق وتشخيص الحالات حتى يتمكن فريق البحث التربوي والقانوني من التعرف على معلومات هم في أمس الحاجة إليها عندما يكلف بالتحقيق في قضايا السلوك الإنساني وبالذات أن المحقق يفترض أن يكون على خلفية كبيرة من أدبيات العمل التربوي وقدرة تامة على فهم مراحل النمو الإنساني، وأن نجاحه يتطلب بذل الجهد الأكبر والصبر الأعمق والتحليل الأدق لمثل هذه الحالات وأن يحمل شعار الإصلاح هو جوهر العمل التربوي.

وأوضح أن الاضطرابات السلوكية غير السوية تمثل عند الطلبة أحد التحديات التربوية التي قد تعاني منها المؤسسة المدرسية حيث تزداد حدة في بعض المدارس فتارة تأتي على هيئة سلوك عدواني موجه إلى الطلبة أو إلى المعلمين وتارة أخرى تأتي بانحرافات سلوكية أو اعتداء فعلي وأخرى تأتي بمشاكسات حادة داخل المدرسة تؤثر على استقرار اليوم المدرسي.

وأضاف ان هذه التصرفات السلوكية غير السوية عند الطلبة إفراز واقعنا المجتمعي واحتضنته بيئتنا الثقافية المحدودة في المفهوم التربوي والقيمي والديني، بالإضافة الى عمل القضايا الاجتماعية الحادة من التفكك الأسري أو الإهمال التربوي العاطفي تجاه الأبناء والطفولة البريئة منذ المولد إلى طفولة منحرفة في التنشئة، مما أدى إلى تنشئة أبناء يعانون الصراع النفسي والقيمي والتربوي فأثر على استقرارهم وتكيفهم في بيئتهم المدرسية ومجتمعهم المحلي.

ونوه بأنه لابد لنا كمؤسسة تربوية رائدة تحمل على عاتقها مسؤولية العمل التربوي التعليمي، من مساعدة هؤلاء الأبناء وتذليل الصعاب التي يواجهونها في معترك هذه الحياة الصعبة وتفهم الظروف التي يمرون بها في مراحل نموهم وبالأخص أطفال الأسر المفككة والمهملة والمنبوذة والمحبطة لأسباب اجتماعية وتربوية مختلفة.

الانحراف الجنسي

وتقول اختصاصية إرشاد اجتماعي أول سلوى الداريني إن الكثير من المربين داخل المدارس غير قادرين على فهم التعريف العلمي التربوي لمصطلح ما يسمى (البويات) وعندهم التباس في المصطلحات الفنية ما بين «اضطراب السلوكيات غير السوية أو الناضجة والمتمثلة عادة في سوء التصرفات اللا أخلاقية الخارجة عن القيم التربوية والدينية لمجتمعنا» وما بين مصطلح البويات وهو اضطراب الهوية الجنسية أو اضطرابات التكوين والميول الجنسية والذي تم تعريفه على أنه الرغبة الشديدة في الأخذ بصفات الجنس الآخر ولا يشترط وجود انحرافات جنسية عند الشخص كرغبة البنت التشبه بالولد وبالعكس.

وتطرقت الى رأي الطب في الانحرافات الأخلاقية من الناحية النفسية والأسباب التي تدفع هؤلاء الفتيات إلى تغيير واقعهن ومعاناتهن من عدم الثقة بالنفس ووجود مشاكل داخل أسرهن، فالبنت المراهقة عادة ما تتعرض لعنف لفظي وجسدي واستهزاء من قبل أفراد الأسرة مما يجعلها لا تثق بنفسها وتشعر بأنه لا أحد يفهمها، وانها غير محبوبة ومع جهلها اكتشاف صفاتها الإيجابية التي تتحلى بها، فهي تلجأ إلى ممارسة سلوك آخر يجعلها محور الاهتمام.

من الناحية العضوية يجب أن نفرق بين الأنواع الثلاثة المختلفة للفتيات المسترجلات، فالنوع الأول الجهاز التناسلي يجمع بين الأعضاء التناسلية الذكرية والأعضاء التناسلية الأنثوية ويعتبر تكوينا وراثيا وليس مرضا مكتسبا.

وأغلب الأحيان تكون الأنثى بطباع الذكر، وقد وجدت معظم الأبحاث أن هذا النوع من الإناث قادر على إثبات نفسه في معترك الحياة وسريع التكيف مع الآخرين كما انه يمتلك قدرا أقل من مشاعر الغيرة ويميل أكثر إلى جانب الذكورة والثقة في النفس.

الإساءة والإهمال

وأشار اختصاصي إرشاد نفسي جاسم المهندي إلى أن هناك عدة أشكال من الإساءة والإهمال ومظاهرها هي الإساءة البدنية وإهمال الطفل (البدني والنفسي والتربوي) والإساءة الانفعالية والجسدية والاعتداء الجسدي على الأطفال له آثار وخيمة جسديا وعاطفيا واجتماعيا.

وهناك عدة علامات على الإهمال البدني من خلال ترك الطفل بدون رعاية من الجانب الجسدي أو معالجته أو تغذيته والأشراف غير الكافي على الحياة الصحية للطفل أو تركة في المنزل بمفردة أو عدم تقديم الرعاية الكافية له.

ويوضح أن مؤشرات الاعتداء الجسدي تظهر في آثار العض ورضوض غير اعتيادية وتهتك الجلد والحروق، وكذلك ازدياد عدد الحوادث التي يتعرض لها الطفل أو الإصابة المتكررة والكسور في مناطق غير اعتيادية والرفس واللكم والتسمم والخنق «كغمر الرأس في الماء أو الخنق بوسادة أو باليد الخ» والجروح الداخلية والنزيف وفي أسوأ الحالات أقصاها الموت.

سمات الشخصية

أما رئيسة الإرشاد النفسي والعلاجي عائشة الزعبي فسلطت الضوء على منهجية دراسة الحالة الاستثنائية وطبيعة سلوك الطلبة وقد عرفتها بأنها جمع بيانات ومعلومات عن شخصية الطالب وظروفه الاجتماعية والاقتصادية والتحصيلية، وتعتبر دراسة الحالة الطريق المباشر إلى جذور المشكلات الإنسانية وتهتم بتحليل وفهم سمات الشخصية، وتعتبر دراسة الحالة من الأدوات الرئيسية التي تعين المرشد النفسي والاجتماعي على تشخيص وفهم حالة الطالب وعلاقته بالبيئة.

وأضافت أن الطالب نفسه يشكل مصدر من مصادر اكتشاف الحالة عندما يلجأ إلى المرشد الطلابي لطلب المساعدة في حل مشكلته التي يعاني منها، وكذلك المرشد الاجتماعي من خلال ما يلاحظه أو يسمعه عن سلوكيات بعض الطلاب خلال أدائه لعمله الميداني، وأيضا المواقف اليومية الطارئة عندما تتكرر هذه المواقف على طالب أو أكثر مما يستدعي الأمر تحويله إلى المرشد الاجتماعي لدراسة حالته، وكذلك إدارة المدرسة وهو عندما يحول الطالب من قبل المدير أو المدير المساعد لغرض علاج حالته وبحثها.

وعن مصادر اكتشاف الحالة تقول الزعبي، إن ذلك يتم من خلال ملاحظة تلك السلوكيات من قبل المعلمين داخل الفصل أو خارجه لكي يتم تعديله ومسايرة زملائه الطلاب الآخرين، وعن طريق الأسرة وتتم عندما يتم مقابلة المرشد الاجتماعي لولي الأمر وإشعاره ببعض السلوكيات والتصرفات التي تصدر من ابنه ويطلب من المرشد الاجتماعي دراسة حالته ومساعدته.

وتضيف ان ذلك يمكن الوصول إليه أيضا عن طريق طلاب المدرسة والزملاء من خلال تلك البرامج التي تعمل على تكاتف الجهود بين المرشد الاجتماعي وأعضاء الجماعة والتعاون بينهم في القضاء على بعض السلوكيات التي قد يلحظونها على زملائهم ويتم ذلك في منتهى السرية.

تهدف دراسة الحالة الى تحقيق الصحة النفسية للطالب وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي له وتعديل سلوكه إلى الأفضل وإزالة ما يعترض سبيل الطالب من عقبات وصعوبات ومساعدته في التغلب عليها، أو التخفيف منها واستبعاد الأسباب التي لا يمكن إزالتها.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة