الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٤ - الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

مشروع إعداد الرواد البحرينيين.. يحقق نجاحا

ماذا سيقول الوفد الشبابي السابع المغادر إلى فرنسا للفرنسيين؟





لا تستطيع الحكومة وحدها أن تقدم كل ما يطمح إليه الجيل الجديد من أجل تحقيق آماله وتطلعاته, وبالدرجة التي تمكنهم من خدمة وطنهم بالصورة الأسمى.. سواء من حيث المنح أو البعثات.. أو دعم غير القادرين على مواصلة الدراسة.. أو تمكينهم من الاطلاع على مظاهر التحضر والتقدم لدى الشعوب الأخرى عن طريق الزيارات والمنح القصيرة والرحلات العلمية أو غيرها.

كثير من الشركات تلوذ بالصمت.. وتسد آذانها بالطين والعجين, وتتخاذل مستدبرة نحو الخلف مفضلة عدم مساعدة أحد.. وقليل منها هي التي تبادر وتضحي وتكلف نفسها الكثير من أجل خدمة أبناء الوطن وتساعدهم على تحقيق كل آمالهم في مجال الخدمة الوطنية المنشودة.

بيت التمويل الكويتي من المؤسسات النادرة التي تبادر إلى خدمة أبناء الوطن من حيث تقديم المنح والبعثات وتنظيم الزيارات العلمية لأبناء الجيل البحريني الجديد.

منذ حوالي سبع سنوات سن بيت التمويل الكويتي برئاسة السيد عبدالحكيم الخياط سنة جميلة يبادر بها كل عام باختيار ١٢ طالبا متفوقا من المرحلة الثانوية في أنحاء البحرين بعد اجتياز امتحان في اللغات والعلوم.. بشرط أن يكونوا قد خاضوا التدريب على برامج إنجاز في مجال الريادة.. الخ, ثم يسافرون إلى فرنسا مدة أسبوعين ليقيموا هناك في واحد من أكبر المنتجعات العلمية الفرنسية, حيث ينظم لهم المنتجع برنامجا مكثفا يلتقون من خلاله مع كبار الشخصيات العلمية والاقتصادية والسياسية الفرنسية ويزورون المصانع والشركات الكبرى ويتحاورون مع أصحابها ورؤسائها, وتكون الجامعات الكبرى والمعاهد العلمية المرموقة التي ترحب بهم لزيارتها ضمن هذا البرنامج.

حقق البرنامج أهدافه.. وتأكد القائمون عليه من أن الطلاب المشاركين فيه قد تفوقوا في الدراسة الجامعية وتبوأوا المراكز الإشرافية في وظائفهم في أعقاب تخرجهم.. ولكن ما هو أكثر من ذلك أن الوفود الطلابية العلمية المتعاقبة لفتت أنظار الفرنسيين.. وسعوا إلى تشكيل شركة مشتركة مع البحرين هدفها تنظيم الوفود والرحلات العلمية بين البلدين الصديقين.. وسيصل أول وفد علمي شبابي فرنسي إلى البحرين تنفيذا لذلك قريبا.

وأمس كان لقاء سمو الشيخة حصة آل خليفة رئيسة مؤسسة إنجاز والسيد عبدالحكيم الخياط الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي مع الفوج العلمي السابع من الطلاب الذين سيغادرون إلى فرنسا في نهاية هذا الشهر.. وذلك من خلال مأدبة تكريمية أقيمت في فندق الريتز كارلتون حضرها كبار المسئولين في بيت التمويل الخليجي ومؤسسة إنجاز.

لقاءات معهم

كانت لـ «أخبار الخليج» لقاءات مع سمو الشيخة حصة آل خليفة والسيد عبدالحكيم الخياط وأعضاء الفوج الطلابي السابع المسافر في رحلة علمية إلى فرنسا.

قالت سمو الشيخة حصة: هذا البرنامج تشرف من خلاله مؤسسة إنجاز على إعداد الطلاب وتدريبهم وعمل لقاءات لهم واختيارهم, ثم تقديمهم إلى بيت التمويل الخليجي الذي يتولى عملية تنظيم الرحلة العلمية إلى فرنسا ومتابعته حتى بعد العودة إلى البحرين وتولي مهمة الإنفاق الكامل عليها.

وأضافت سموها: ان هذا البرنامج أهدافه وطنية نبيلة, وهو طويل المدى.. وأهم هذه الأهداف هو إعداد هؤلاء الطلاب المختارين كرواد في مجالاتهم.. حيث ندرس لهم برنامج ريادة الأعمال.. كما ندربهم على أسس الإبداع والمبادرة, وتهيئة الطريق أمامهم من أجل الابتكار العلمي.. كما نعدهم بأن يكونوا عندما يتواجدون في الخارج سفراء لوطنهم.. وأن يكونوا النماذج التي يحتذى بها في الإخلاص لوطنهم ورقى أفكارهم, وعموما نسعى ونحن نعد هؤلاء الطلاب إلى أن نحقق أمل القيادة والحكومة في شباب البحرين من حيث تحقيق أهداف التنمية البشرية في أكمل صورها.

{ وعلى أي أساس يختار الطالب لهذه الرحلة العلمية؟

تقول سمو الشيخة حصة: يتم الاختيار على أساس اجتياز برنامج الريادة.. ثم التفوق العلمي.. ثم إجادة اللغة الإنجليزية.. ثم اجتيار اختبار القبول.

ثم تقول: لقد أعطاني السيد عبدالحكيم الخياط مهمة الاختيار.. وأراها مهمة صعبة, لأننا نختار شبابا نريد أن تكون له الريادة في المستقبل لتسند إليه في المستقبل مهام تأسيس الشركات والمشاريع.. حيث إن الحكومة عاقدة العزم على تبني هؤلاء الشباب ودعمهم بكل ما هو مطلوب.

لا نقوى على إنكار فضلهم

وعندما تحدث السيد عبدالحكيم الخياط الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي وصاحب المبادرة نحو تنفيذ هذا المشروع الوطني وهو المستعد للإنفاق عليه بدون حدود قال: هذا المشروع بدأ وتواصل بفضل الله وجهود سمو الشيخة حصة آل خليفة وجميع العاملين بمشروع «إنجاز البحرين».. لأننا في بيت التمويل الكويتي لا نملك الآليات العلمية للاختيار في مثل هذه المشاريع المهمة.. لذا جاء عطاء «إنجاز البحرين» لهذه المهمة عبر إيمانهم الكامل بالفكرة.. فكان حسن الإعداد وروعته.. والحقيقة أن الجميع يباركون هذا المشروع وعلى كل المستويات لذا فإن هذا المشروع سوف يستمر.. وإلى ما لا نهاية بإذن الله مهما كانت التكاليف.

وقال: لقد نجحنا في تنظيم رحلات الشباب البحريني إلى فرنسا.. والآن سوف نبدأ قريبا في جلب الوفد العلمي للشباب الفرنسي إلى البحرين.. فقد تم تأسيس مؤسسة بحرينية فرنسية مشتركة لهذه المهمة.

وما يشجعنا هو أن الطلاب الذين شاركوا في هذه الوفود منذ البداية يعملون الآن في الحكومة والقطاع الخاص بمستوى بارز ولافت للأنظار, ويمارسون الإبداع في أعمالهم.. كما أن كثيرا من الذين شاركوا في البرنامج جاءتهم عروض على هيئة منح وبعثات للدراسة في فرنسا بعد أن أعجب الفرنسيون بمستواهم في الفكر والحوار.. وأنا متأكد أن الوطن سوف يفخر بهم.. لذا لا يسعنا إلى أن نشكر مؤسسة إنجاز فلولاها لما كان المشروع.. والشكر موصول إلى سمو الشيخة حصة.

{ يعني هذا المشروع سوف يستمر؟

إلى ما شاء الله.

{ ماذا عن الشركة الخاصة التي سوف تنظم رحلات الوفود العلمية البحرينية والفرنسية؟

{ هي شركة مشتركة يترأسها السناتور الفرنسي «بيير لافيت», وهذه الشركة بمثابة مركز علمي متخصص مقرها باريس.. وقد انضم إليها العديد من الشركات ومديري الشركات.. وسيبدأون في إرسال الوفود إلى البحرين قريبا.

{ هل الوفد السنوي البحريني كبير؟

١٢ طالبا كل سنة.. وتتكلف الرحلة سنويا في حدود ١٠٠ ألف دينار تقريبا يتحملها بالكامل بيت التمويل الكويتي.. ويأتي هذا المشروع مساهمة منا في تنمية قدرات الشباب البحريني الصاعد.. وهذا البرنامج ذاع صيته بين الشباب وأصبح يتمناه كل شاب بحريني الآن لأنه ينقله إلى آفاق علمية أرحب ومستقبل أفضل بإذن الله.

{ هل حقق البرنامج أهدافه؟

يقول السيد عبدالحكيم الخياط: النتائج موجودة.. ولكنها قد لا تكون ملحوظة.. شأنهم في ذلك شأن من يوفدون في دورات علمية, وهم الذين يكتسبون خبرات علمية تنفعهم في مستقبلهم بأكمله.. وأهم ما في هذا البرنامج هو أن الطلاب يشاهدون تجارب أمة كبرى على الطبيعة ويشاركون في حوارات مع كبار الفرنسيين.

ماذا يقول الشباب المشاركون؟

والآن ماذا يقول الطلبة والطالبات المشاركون في هذه الرحلات وفي فوجها السابع؟

في البداية تحدثت الأستاذة أشواق بوعلي مساعدة مديرة التدريب ببنك البحرين الإسلامي والمشرفة على هذه الرحلة قائلة: لقد وقع عليّ الاختيار من قبل مؤسسة إنجاز.. ولقد رشحتني لهذه المهمة سمو الشيخ حصة لأرافق الطلاب إلى فرنسا في هذه المهمة.. ثم انه لدي خبرات واسعة في هذا المجال فقد عملت ١٣ سنة كموجهة أكاديمية في وزارة التربية والتعليم.

وأنا شخصيا سعيدة جدا بهذه المهمة.. لأن هذا البرنامج شديد التميز.. وأنا لن أتعب.. لأن لدينا اتفاقا مع الطلاب بأنه على كل طالب أن يساعد نفسه طوال الرحلة.. وشمل الاتفاق أن الطالب المشارك عليه أن يستوعب ويعايش كل ما يراه أو يسمعه.. وعلى كل طالب أن يكون سفيرا يمثل الوجه المشرق للبحرين.. وعليه أن يعطي انطباعا للآخرين بأنه قادم من أرض البحرين.. أرض المحبة والسلام.. وأن للبحرين تاريخا عميقا مثل أي دولة كبرى.. وليس هناك ما نخجل منه.. بل بالعكس هناك الكثير الذي يتباهى به, ومن بين ما نتباهى به أصالة شعب البحرين.. وقادة البحرين الأوفياء.. وسنكون جميعا مرحبين بأي سؤال يوجه إلينا لأننا حضاريون.. ولدينا هامش من الحرية لا يوجد مثله في أي دولة أخرى.

مع الطلاب المختارين

{ سلمان محمد السندي طالب صاعد إلى الصف الثالث الثانوي بمدرسة الهداية يقول: أنا تدربت على برامج إنجاز الريادية طوال العام الدراسي بالمدرسة.. ولغتي الإنجليزية قوية.. ولذلك عندما دخلت امتحان المقابلة في مؤسسة إنجاز تم اختياري ضمن الوفد.

{ لو سألوك عن البحرين ماذا ستقول؟

سأقول لهم أنا مواطن في بلد يحترم الحريات ويتمتع بها الجميع.. وشعب يعرف حقوقه وواجباته.. ولديه كرامة لا يتمتع بها أي مواطن في أي دولة أخرى.. حكومتنا توفر لنا كل ما نحتاج إليه.. والمواطن البحريني يعيش رفاهية يحلم بها الآخرون.

{ وإذا سألوك عن الأحداث في البحرين؟

سأقول لهم إنها فئة قليلة جدا.. خارجة على القانون.. اتخذت من مطالب شعبية غير حقيقية للدخول إلى مطالب سياسية لا تتوافق مع مطالب شعب البحرين.. إنها أهداف خاصة لفئة قليلة.. ومملاة من الخارج!

وسأقول لهم أيضا: ولكن بفضل تكاتف شعب البحرين استطعنا الانتصار على الأزمة.. ونعيش الآن في أمن وأمان.

ثم قال: أنا سعيد جدا بانضمامي إلى هذه الرحلة لأنها تعد بالنسبة إلى فرصة العمر وسوف تسهم في تحقيق نقلة كبيرة في تكويني الشخصي والعلمي.

{ عبدالرحمن محمد بوحجي طالب ثانوي: سمعت عن البرنامج كثيرا.. وتمنيت لو أشارك فيه وأقوم بهذه الرحلة العلمية إلى فرنسا, ولذا اجتزت كل الامتحانات التي أجريت لنا بكفاءة عالية.. والبحرين تتميز بهذا البرنامج.. وهي البلد السباق دائما في كل ما ينفع شبابها ومواطنيها.

وقال: من قراءاتنا عرفت أننا سنلتقي هناك مع ممثلي ١٠٠ جنسية تعيش على أرض فرنسا.. وليس مع الفرنسيين وحدهم.. وسنتحاور مع كل ثقافات العالم.

{ ماذا ستقول في فرنسا عن البحرين؟

سأقول البحرين دولة صغيرة, ولكنها كبيرة بتاريخها وبشعبها وقدرات أبنائها ووطنيتهم.. وسأقول: لدينا تعليم قوي في البحرين ولولا قوته لما جئنا إليكم هنا في فرنسا.. كما أننا شعب تتوافر له كل الخدمات.. وسندعوهم إلى البحرين كي يروا بأنفسهم.

وحول ما يحدث في البحرين يقول عبدالرحمن: سأقول لهم إن ما يحدث في البحرين ليس السبب فيه أهلها.. ولكنها تدخلات وسموم وأطماع خارجية.. ولقد فطن أبناء البحرين هذه الحقيقة وإن كانت قد جاءت متأخرة وسأؤكد لهم أن البحرين ستكون أفضل عما ذي قبل.

* عبدالله عيسى التميمي طالب ثانوي: لقد اختاروني لأن معدلي التراكمي عال جدا.. ثم ان اجتيازي لمقابلة الاختيار جاء بتفوق كبير.

وقال: عندما أتحدث عن البحرين سأقول لهم: إن البحرين بلد متطور.. والبحرين صغيرة المساحة ولكنها تتبوأ مكانا كبيرا وعاليا في جميع المجالات.

وإذا سألوني عن الأحداث سأقول لهم: كانت أزمة وعدت.. واللي فات مضى.. والجميع في البحرين الآن يتطلعون إلى المستقبل.. وعلينا ألا نلتفت إلى الماضي.. والبحرين ستكون في المستقبل أفضل بإذن الله.. ونحن الآن نسير على الطريق الصحيح ووهبنا الله قادة أوفياء نتباهى بهم عبر العالم.

* حسن حميد طالب ثانوي: اختاروني نظرا للغتي الإنجليزية القوية وتفوقي في جميع سنوات الدراسة.

وعندما أتحدث عن البحرين سأقول للفرنسيين ولكل الجنسيات إن البحرين بلد متطور متحضر.. تتوافر لشعبه كل الخدمات.. ونحن نعيش البلد المتعلم.. والثروة البشرية عندنا من أهم وأغلى الثروات.

وإذا سئلت عن الأحداث سأقول لهم: الذين يخرجون ويشوهون بلدهم لا يعرفون ماذا يفعلون لأن هناك من يحركونهم.. والمحركون قلة قليلة لا يمثلون إلا أنفسهم.. وما يفعلونه هو ضدهم هم وليس ضد البحرين.. وعموما بدأوا يفيقون ويعرفون أن ما يفعلونه ليس من الوطنية في شيء.

* نور جلال السيف مدرسة المحرق الثانوية للبنات: أنا سعيدة بالمشاركة في هذا الفوج العلمي إلى فرنسا.. ولذلك سيكون كل ما أحرص عليه هو الحديث عن بلدي البحرين.. هذا البلد المتحضر الجميل.. وسأؤكد لهم أن ما كان يحصل على أرض البحرين أزمة وعدت.. وبدأت البحرين تعود إلى أوضاعها الطبيعية.

* بدور علي العمادي طالبة ثانوي: اختاروني لأن تقديراتي في جميع نتائجي الدراسية عالية جدا, كما أنني متفوقة جدا في اللغة الإنجليزية وأتحدثها بطلاقة.

وقالت: أنا بحرينية غيورة جدا على وطني وأتمنى أن تكون البحرين أحسن دول العالم.. وهذا هو سبب سعادتي باختياري ضمن الفوج السابع للرحلة العلمية إلى فرنسا لأتحدث بكل كياني عن حبي للوطن وعن أوجه العظمة فيه.

وسأقول لهم: لا تنشغلوا بما يحدث في البحرين لأن شعب البحرين شعب أصيل ومهما اختلف فإنه يعود على الفور شعبا واحدا متماسكا ومتحابا.. والأوضاع عادت كما كانت.. والبحرين ستعود أفضل مما كانت حتى في علاقاتها مع دول العالم.. ومن يعاد البحرين فسوف يعاد نفسه.. لأننا شعب وبلد لا نعادي أحدا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة