قطر تعزز محفظة استثماراتها العالمية بصفقات ضخمة
١٠٠ مليار دولار رصيد صندوق الاستثمار السيادي الوطني حالياً
 تاريخ النشر : الأحد ١ يوليو ٢٠١٢
تعتزم قطر زيادة وتيرة استثماراتها القوية التي جعلتها من أفضل المستثمرين في المشروعات الناجحة حول العالم، بحسب نشرة وكالة "بلومبيرغ" المالية. وبعد نجاحها في شراء محلات هارودز العملاقة في لندن يسعى صندوق الاستثمار السيادي الوطني لزيادة أرصدته التي تبلغ حالياً ١٠٠ مليار دولار من خلال التوسع أكثر في الصفقات الناجحة.
وتسعى قطر حالياً إلى شراء شركة أكستراتا السويسرية التي هي من أكبر الشركات في قطاع المناجم بالعالم بشكل كامل، وخاصة بعدما قدمت شركة جلينكور الدولية السويسرية أيضاً عرضاً بقيمة ٢٤ مليار دولار للاستحواذ على الشركة السويسرية، بيد أن الأسهم القطرية بالشركة والتي تصل إلى ١١% تعتبر كافية للاستحواذ على مداخيل الشركة حتى الآن، مما يعزز من صورتها الراسخة الآن بكونها من أغنى المستثمرين بالعالم.
ويقول بيتر دافي رئيس قسم البحث بشؤون المعادن والمناجم في بنك ستاندرد تشارتر البريطاني إن القطريين هم الآن في المقاعد الأمامية، ويضيف نعم كان الشيء الأهم أن يتم التصويت في قطر القابضة من أجل هذا الاستحواذ.
وبحسب تقرير "بلومبيرغ" فقد استعرضت قطر عضلاتها في ٢٦ يونيو الماضي عندما طلبت سعراً يبلغ ١٦% أكثر من جلينكور الشركة التي يقع مقرها في بار بسويسرا، وهذا السعر الذي فاجأ شركة منتجات التجزئة السويسرية بحسب المطلعين على الموقف، مما أدى إلى شكل جديد للمفاوضات، لكنه زاد من الشكوك بشأن التوصل إلى اتفاق لتكوين رابع أكبر شركة للمناجم في العالم.
وحصل لقاء بين ممثلين عن الشركة السويسرية والحكومة القطرية بلندن الأسبوع الماضي لمناقشة اعتراض القطريين، حسبما يقول المطلعون، مما أدى الى عودة خطة تصويت المساهمين في الثاني عشر من الشهر المقبل على الاستحواذ.
وقد امتنع مسئولون بهيئة الاستثمار القطرية، وهي الذراع الاستثمارية للدولة بالخارج، عن إجراء أي مقابلات صحفية، والهيئة المالية هي رقم ١٢ بالعالم من حيث الصناديق السيادية المشابهة، بحسب تصنيف معهد متخصص في لاس فيغاس الأمريكية، وتشمل مصادر قطر المحلية ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي بالعالم.
ومع قلة عدد سكانها الذي يبلغ مليوني نسمة فقط ومقارنة بحجم الاكتشافات النفطية بدأت قطر في تحويل مخزوناتها إلى المصادر الطبيعية هذا العالم، فاعتمدت على الارتفاع المتزايد في الاستخدام العالمي من جانب المستهلكين، كما قال حسين العبد الله العضو في الصندوق السيادي للاستثمار في إبريل الماضي.
وفي نفس الشهر ذكرت شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال أن قطر اشترت ٣% من الأسهم وهو ما يعادل ٢.٤ مليار دولار، وتبع هذا استثمارات بلغت ٢٥٠ مليون دولار في مصادر أدارها بنك باركليز، كما أبرمت اتفاقاً للاستحواذ على أكثر من ١٥٠ ميلاً مربعاً من الأراضي الزراعية في أستراليا.
وقد جاءت أحدث خطواتها الاستثمارية متمثلة في الثاني والعشرين من يونيو الماضي، حيث وافقت على شراء ٤٩% من الأسهم أي ما يعادل ملياري دولار في منجم أوكس للذهب الذي يملكه أغنى رجل بالبرازيل ايكي باتيستا ومقره كولومبيا.
كما استفسرت قطر أيضاً عن احتياطات النحاس في منغوليا وشركات مناجم الذهب في إفريقيا، طبقاً لما يقوله متعاملون في هذا المجال، كما أقامت مؤخراً استثمارات جديدة تركز على المناجم ووقعت على اتفاق لمشروعات مع دول مثل بلغاريا والسودان.
التحركات القطرية يمكن أن يكون توقيتها صحيحاً، فهذا الشهر توقعت مجموعة غولدمان ساكس أن الاستثمارات في شركات خدمة المستهلكين يمكن أن توفر عائداً بقيمة ٢٩% خلال السنوات القادمة، وخاصة نظراً لأسعار المعادن مثل النحاس والألمنيوم والوقود النظيف، كما أن الذهب ربما يرتفع إلى أكثر من ١٥% إلى ١٨٠٠ دولار للأوقية في الربع الرابع من العام، طبقاً لتوقعات مجموعة من ٢٤ محللاً رصدتها نشرة بلومبيرغ.
ويقول العبدالله "نعتقد أن هناك تغييراً في البنية الأساسية يحدث في القطاع الاستهلاكي وأسعار الاستهلاك ستظل ترتفع وخاصة في منتصف السنوات العشر الحالية كنتيجة لتأثير انخفاض معدلات الإنفاق هذا العام على تطوير المناجم والبنى التحية".
وهناك شركات مثل بيلتون التي تعتبر أكبر شركة في العالم للمناجم ومنافستها تينتو تبحث حالياً عن مصادر استثمارية بسبب ارتفاع كلفة المشروعات وبعض المعادن "الناعمة"، فشركة ريو ومقرها لندن انسحبت في إبريل الماضي من خطط قيمتها ٩,٢ مليارات دولار لبناء ميناء في ولاية كوينزلاند الأسترالية، حيث تدير مناجم فحم بسبب تقلب الأسواق.
ويمكن لقطر أن تتحرك أيضاً بالابتعاد عن الاستثمارات المضطربة في القطاع المالي الأوروبي وقطاع الإسكان، بحسب قول راشيل زيمبا وهي محللة رئيسية لوكالة "روبيني" الدولية الاقتصادية ومقرها لندن والتي تضيف "قطر تملك استثمارات ثقيلة عقارياً ومالياً".
وحصلت قطر على ٦% و٧% على التوالي من الأسهم في مجموعة كريدي سويس المالية وباركليز، وهاتان الشركتان تعانيان من حالة ركود، فأسهم شركة الإقراض السويسرية هبطت ٤٦% في مجموعة سونج بيرد المتحدة التي تملك منطقة كاناري وارف المالية بشرق لندن، كما هبطت أسهم سونج بيرد نفسها ٣٣% العام الماضي.
وسعت قطر وراء الأماكن المثيرة للإعجاب، فدفعت ٢,٢ مليار دولار ثمناً لمحلات هارودز واشترت نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم وساندت في أسهم مشروع سكاي كرابر أطول مبنى بالعاصمة البريطانية.
ويقول كريستيان كواتس وهو أستاذ مادة السياسة العربية في مدرسة لندن للاقتصاد إنه يبدو أن هناك قراراً من أعلى مستوى بالدولة على تحويل توجه قطر إلى الأسواق الاستهلاكية، فهي الآن تعيد دراسة سياستها الاستثمارية السابقة.
.
مقالات أخرى...
- المغرب يعتزم إصدار قانون جديد للتعدين لاجتذاب المستثمرين
- المساهمون في بنوك كابيفست وإيلاف وبيت إدارة المال ماضون في الاندماج
- البنك الدولي يلغي تمويل جسر في بنجلاديش بسبب الفساد
- الدين اللبناني يرتفع إلى ٥٥ مليار دولار
- "بي أم اي" يطلق حملة ترويجية للإنفاق الدولي لعملاء البطاقات الائتمانية
- السعوديون يطالبون "مرسي" بحماية استثماراتهم في مصر
- نادي باريس يسقط أغلب ديون ساحل العاج
- صكوك مصرف الشارقة الإسلامي ضمنأفضل إصدار في جوائز "آسيت تريبل أي"
- أخبار متفرقة
- بريطانيا: رئيس مصرف "باركليز" يصرّ على عدم الاستقالة بعد فضحية التلاعب بسعر الفائدة
- وزير الطاقة يستقبل وفدا من الهلال للنشر و(شور إنرجي العالمية)
- الأردن يترقب منحة سعودية بمليار دولار
- ارتفاع الأسعار العالميةللقمح والأرز.. وانخفاض السكر
- تقرير دولي: أزمة اليورو تتسبب في تخفيض المعونات للدول الفقيرة
- ١٧٥٠ مؤسسة مستفيدة من صندوق تمكين لدعم المؤسسات المتعثرة
- أمريكا تراجع المزايا التجارية لأوكرانيا وإندونيسيا والعراق
- عدنان يوسف: القمة المصرفية العربية تأتي وسط ظروف بالغة الدقة والتعقيد
- زيادة ٤١% مقارنة بالعام الماضي .. ومنتجعات الترفيه في المقدمة
- أهمية التواصل في تنظيم اللقاءات وورش العمل الهادفة إلى تنمية القطاع