الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٧ - الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


«ومن فمك وفعلك أدينك»..!





غريب حقاّ أمر البعض في البحرين. ليس غريبا بل هو مفضوح الآن. أكثر من سنة والسوريون يقتلون ويذبحون على أراضيهم، لكنهم لا ينبسون ببنت شفة، ولا ترق قلوبهم على شهداء سوريا وضحاياها. وإذا سألتهم ألا ترون ما يحدث في سوريا؟ يقولون لك لا شأن لنا به، فما يهمنا هو البحرين فقط، وطبعا الجميع يعلم بأن هذا الكلام يقال للمراوغة والهروب من مواجهة حقيقة كون إيران هي من تقتل السوريين.

لكن، يوم أمس الأول، حينما أعلنت السلطات السعودية القبض على المدعو «نمر باقر النمر»، وهو أحد المحرضين في منطقة القطيف، فوجئنا بهؤلاء الذين يقولون لا شأن لنا بسوريا والسوريين، تعلو أصواتهم ويصرخون ويحدثون فوضى..! ليس هذا فقط، بل سبوا وشتموا وخرجوا يحرقون الإطارات ويسدون الشوارع على خلق الله في البحرين..! ما شأنكم أنتم و«نمر النمر» في السعودية؟ لماذا لا تلتزمون نفس موقفكم إزاءه من السوريين الذين تقولون لا شأن لنا بهم؟ المضحك أيضا أن كبيرهم «تاجر المعادن»، الذي لم يقل كلمة قط حول شهداء سوريا وضحاياها وقتلاها، راح يحشد أعوانه من «البحرينيين» للخروج وعمل الفوضى بسبب اعتقال «نمر» في السعودية..! أمرهم عجيب فعلا.

في كل حركة وسكنة يقومون بها يفضحون أنفسهم، فالسوريون بالنسبة إليهم ليسوا ثوارا بل مجموعة مسلحين وعملاء، وصمتهم عن المذابح التي أودت بأكثر من ١٧ ألف سوري ومليون ونصف مشرد ومئات آلاف اللاجئين على يد الآلة الأسدية الإيرانية هو فعل مبرر، ويقولون لا نقحم أنفسنا فيه لأننا معنيون بالبحرين فقط، لكن «نمر النمر» المحرض الطائفي في السعودية يعنيهم أمره، ولا يقولون إنه شأن سعودي وأننا معنيون بالبحرين فقط.

تقول العرب: «ومن فمك أدينك»، لكن الوضع في البحرين يقول: «ومن فمك وفعلك أدينك».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة