الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٩ - الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

مواطنون يشيدون بمستوى الخدمات الطبية وينتقدون أسعارها





المقاهي الشعبية مكان يختلط فيه الحابل بالنابل.. مكان قلما يقل فيه عدد زائروه ومرتادوه من الشباب ومن المتقاعدين، وقلما يلزم المرتادون الصمت ويكتفون بقدح من الشاي، بل تجدهم في حماس دائم، وتجد المواضيع التي يتطرقون اليها لا تقل عنهم وهجا بل تجدها مواضيع ذات أهمية، وقد لا تطرأ على البال، مواضيع محل نقاش بين اكثر من شخص وخاصة أنها تمس مدخول المواطن من جهة وارتفاع كُلفة المعيشة من جهة أخرى.

في مقهى «أحمد عبدالرحيم» بالمنامة صباح أمس كانت «مصاريف العلاج الطبي داخل البحرين وخارجها» محور نقاش بين عدد من المتواجدين، انتقدها البعض، وكشر عن أنيابه تجاهها لغلائها وطول إجراءات المعاملة للوصول إلى الطبيب فيما أفاد آخرون خلاف ذلك، اشادوا بالمعاملة الجيدة وبالأسعار المناسبة.

محمد ميرزا، مواطن بحريني في الخمسينات من العمر، يعمل سائقا، قال: ذهبت قبل أيام لخلع ضرسي في مركز للأسنان بالمنامة، وقالوا لي التكلفة ١٤ دينارا لخلع سن واحد، فاستكثرت المبلغ، ولم أخلعه في هذا المكان، فذهبت إلى مستشفى آخر، انتظرت ساعتين حتى جاء دوري وقالوا لي: ٣ دنانير للفحص، ولما رأتني الطبيبة، قالت لي: السن يحتاج إلى الخلع، فسألتها بكم؟ فقالت: ١٠ دنانير، فوافقت مع اعتقادي ان المبلغ اكبر من اللازم.

حسن محمد، سائق تاكسي في الأربعينات من العمر، ذكر انه ذهب إلى احد المستشفيات الطبية في أم الحصم لفحص عينه، ففحصها الطبيب، واعطاه قطورا (دواء سائل) وقال له: التكلفة ٤ دنانير، وطلب منه أن يعود بعد إسبوع للمتابعة، ولما جاء في المرة الثانية، كانت التكلفة ٦ دنانير للفحص، الدواء ديناران، المختبر والرسوم ٥ دنانير بالإضافة إلى شيء آخر، المهم أنه دفع ٢٠ دينارا.

وتابع كاشفا المزيد من تعبه مع عالم العلاج الطبي في البحرين وذلك حسب رأيه، قائلا: أنه أخذ مرة زوجته للعلاج في مستشفى خاص، وكانت النتيجة باختصار ان دفع إلى المستشفى ٢٥ دينارا.

كما شارك في النقاش مواطن آخر، كان جالسا بالقرب منا، وقال: في منطقة بتايا في تايلند، تعالجت عن مرض بسيط، وكانت التكلفة الإجمالية لرسوم الدخول والفحص والعلاج والدواء ١٥٠٠ بات أي ما يعادل (١٥ دينارا) فقط، ثم تحدث حسين التيتون من أهالي النعيم عن نفسه قائلا: أنه كان قبل أيام في مدينة (مومبي) بالهند، دخل على دكتور في أحد المستشفيات الكبيرة والمشهورة في مدينة (مومبي) معلقا عدة شهادات طبية وعلمية وغيرها تكشف عن مشاركته في مؤتمرات طبية، وقبل الدخول على الطبيب دفعت ٢٥٠٠ روبية كرسوم لرؤية الطبيب، ولما فحصه دفع مبلغا كبيرا يوما وراء آخر، وكل يوم يدفع آلاف الروبيات، ولم يعطه سوى دواء، ولإجراء العملية طلب منه دفع ٥٠ ألف روبية، فاعتذر لكبر التكلفة وما يليها من تكاليف أخرى، وعاد إلى البحرين.

كما كشف ان احد قريباته أخذت الى احد المستشفيات الخاصة بالمنامة بإحدى الليالي لألم تشكو منه في البطن، وصارت كُلفة الفحص والعلاج ١٨٠ دينارا، وعادوها الالم في الليلة التالية، فأخذوها وهو معهم إلى مستشفى السلمانية (قبل اكثر من سنة)، وعولجت على الحال حينما فحصها الطبيب المناوب في قسم الطوارئ، قائلا: انها تعاني من الزائدة الدودية، وأجريت لها العملية بعد ٤ أيام، وقامت بالسلامة وبالمجان.

أحد الحاضرين، روى تجربته الخاصة حينما كان في الفلبين، وعمل فحصا كاملا حول البروتستات والكلى، لم تتعد التكلفة ٦ دنانير فيما كشف أحمد مرهون من أهالي المالكية عن تجربته الخاصة بذهابه إلى احد المستشفيات الخاصة لطب الأسنان هنا في البحرين، مشيدا بالدكتور وبالخدمات التي قدمها المستشفى، هذا بالاضافة إلى أن التكلفة لا يراها عالية سواء له او لعائلته مشيرا إلى ان لديه تأمينا صحيا في هذا الشأن يتولى الترتيب لدفع تكاليف العلاج.

واتفق الجميع على أهمية ان تراعي المستشفيات والعيادات الخاصة المواطنين ومداخيلهم وظروفهم المادية منوهين إلى أهمية ان تكون كُلفة العلاج تتماشى مع مداخيل الفرد ولاسيما ان العمل الذي يقوم به الأطباء عمل إنساني، ويشكرون عليه، فليس من المعقول ان يكون إنسانيا للمواطنين من جهة، وقاسيا عليهم من جهة أخرى.













.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة