الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٣ - الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر

دول الخليج والتنظيمات «الإسلامية»





علينا أن نتذكر دائماً أن هناك تنظيمات تصف نفسها بـ «الإسلامية» وقفت ضد تحرير الكويت عام ١٩٩١م، بمعنى أن هذه التنظيمات رفضت - في ذلك الوقت - الجهود التي بذلتها دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لتشكيل قوات تحالف عربية- دولية لإعادة الكويت إلى أهلها، ومن بين هؤلاء كويتيون أيضاً أحرجوا كبار الساسة الكويتيين في أثناء مباحثاتهم مع القيادات الأمريكية حول سبل تحرير الكويت. لقد كانت الحجة التي ساقوها هي رفضهم دخول قوات أجنبية إلى الجزيرة العربية، وقالوا إنهم يريدون قوى «إسلامية» لتقوم بمهمة تحرير الكويت، علاوة على أن هذه التنظيمات كانت - ولا تزال - تؤمن بتوحيد الدول الإسلامية وإن تم ذلك بالقوة، وبالتالي فقد أسقطوا من حساباتهم أن دولة عربية مستقلة قد تعرضت لغزو من جارها الذي دخل ودمر البنية التحتية وقتل من الكويتيين ما قتل.

في الوقت الراهن، وصل بعض هذه التنظيمات «الإسلامية» إلى الحكم في بعض الدول العربية، وأحد أعضائها قال في تجمع في مصر إن الرئيس المصري محمد مرسي ؟ حينما كان مرشحاً رئاسياٌّ- سوف يصبح رئيساً لـ «الولايات المتحدة الإسلامية وعاصمتها القدس». هذا الطرح موجود في أدبيات التنظيمات وتعتبره مشروعاً تسعى إليه.

السؤال الآن هو: على حساب من تريد هذه التنظيمات «توحيد الدول الإسلامية» بحسب مشروعها؟ وهل يستهدف هذا المشروع حكام دول مجلس التعاون؟ وبالطبع هذه مجرد أسئلة نستطيع أن نصفها بـ «البلاغية» لأن إجابتها معروفة بالنسبة إلى حكومات الخليج على الأقل. وعلى هذا الأساس فإن مخاوف دول الخليج من وصول بعض هذه التنظيمات إلى السلطة في بعض الدول العربية هي مخاوف مشروعة، ونجد أن الرئيس المصري في كلمته التي ألقاها بعد أدائه اليمين الدستورية حاول إرسال رسالة تطمين إلى دول الخليج من دون تسميتها حين قال: «إن مصر لا تصدر الثورة»، وهذا الكلام صحيح، فمصر ليست بلداً يحمل مشاريع لتصدير الثورات، بيد أن من يحمل هذه المشاريع هي نفس التنظيمات التي وقفت ضد تحرير الكويت عبر قوات تحالف. ولذا فإن التطمينات الشفهية لن تكون كافية بالنسبة إلى دول مجلس التعاون، ولا أعتقد أنها ستؤخذ مأخذ الثقة لأن دول المجلس خاضت تجارب مع هذه التنظيمات في لحظات حرجة وفارقة ولم تكن هذه التجارب سارة.

كيف ستتمكن التنظيمات الإسلامية من إقناع دول مجلس التعاون الخليجي بأنها لا تستهدف أنظمة الحكم فيها؟ وهل تعتقد هذه التنظيمات أن دول مجلس التعاون بكل ما تملكه من قدرات مالية ودبلوماسية -إقليمية ودولية- سوف تقف متفرجة على أي مشاريع من هذا النوع؟ المشهد في بدايته والأيام كفيلة بإجابتنا.















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة